عمان-الكاشف نيوز:أحيت أوركسترا حجرة عمان مساء أمس الأربعاء على مسرح حليم السلفيتي في المقر الرئيس لبنك الاتحاد بعمان، أمسية مميزة من الموسيقا الكلاسيكية الشرقية.

واستهل الموسيقيون أعضاء الأوركسترا أمسيتهم الموسيقية بالمقطوعة العثمانية (بشرف) التي هي شكل من أشكال التآليف الموسيقية والذي يكون مبنيا على إيقاع 4/4 ويتكون عادة

من أربع حركات (خانات) وتسليم وجميعها مبنية على نفس الإيقاع.

وتنتقل الأوركسترا في معزوفاتها إلى مقطوعة الموسيقار فريد الأطرش والتي ألفها عام 1963 وحملت عنوان "رقصة ليلى" وقدمت في فيلم "البدوية العاشقة"،

لتتبعها مقطوعة سماعي من مقام "الرست" بإيقاع ثقيل.

ووسط تفاعل كبير من الجمهور الذي تواجد بينه عدد كبير من المقيمين الأجانب الذين يتذوقون الموسيقا العربية والشرقية الكلاسيكية، قدم أعضاء الأوركسترا بقيادة المؤلف الموسيقي حليم الخطيب على آلة القانون والموسيقي اللبناني إيهاب جمال على آلة الكمان ووليث سليمان على آلة الناي وجنى سمعان على آلة التشيللو وعواد عواد على الإيقاعات الشرقية، مقطوعة "فتافيت السكر" للفنان الشامل محمد فوزي والتي قدمت مزجا ذكيا وسلسلا من خلال الانتقال بين ثلاثة مقامات بدأتها بـ"الرست" ثم "النهاوند" وصولا إلى "الحجاز".

وواصل أعضاء الأوركسترا إبداعهم الفني بمقطوعة من الكلاسيكيات العثمانية من قالب اللونغا على مقام حجاز كرد كار السريع والمستوحى من موسيقا البلقان، لينتقلوا بعدها الى مقطوعة جاء اسمها معبرا عنها من الجو والإيقاع "المصمودي" وهي من تأليف الموسيقار محمد عبدالوهاب عام 1051 "بنت البلد" التي استهلت بإيقاع نغمات هادئة وبطيئة من آلة الناي، لتتبعها مقطوعة "رقصة الهوانم" ذائعة الصيت والمعروفة والمتداولة بين مختلف الموسيقيين الشرقيين.

ومن قالب السماعي حجاز قدم الموسيقيون مقطوعة للمؤلف والملحن وعازف الكمان العثماني طاتيوس أكسرجيان والمشهور باسم طاطيوس أفندي الذي يعد من أشهر الملحّنين العثمانيّين عند الأتراك والعرب، لينتقلوا بعدها إلى مقطوعة للموسيقار رياض السنباطي بعنوان "لونغا رياض" التي تستهل بإيقاع سريع مرتفع يتحول إلى سريع متوسط وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي أخذته فضاءات الموسيقا إلى زمن الفن الجميل.

وتواصل الأوركسترا مع الموسيقار محمد عبدالوهاب بتقديم مقطوعة "أنشودة الفن" بقالب التخت الشرقي والتي وضع لها كلمات الشاعر المصري صالح جودت وقدمت إهداء للملك فاروق انذاك، بايقاعات حركاتها المتنوعة التي تستهل بحركة بطيئة هادئة تتحول إلى سريعة مرتفعة لتعود إلى حركة بطيئة هادئة .

وتختتم الأوركسترا امسيتها الموسيقية المميزة بإعادة عزف "لونغا رياض" وسط تصفيق حاد من الجمهور الذي عبر من خلاله عن مدى الاستمتاع بالأجواء الموسيقية والأداء رفيع المستوى.