أخر الأخبار
قادرون على لجم التطرف الصهيوني
قادرون على لجم التطرف الصهيوني
من جديد نرى صورةً أوضح لما يحمله الفكر الصهيوني المتطرف، بشقيه القومي والديني، ومن جديد نرى عبارات التطرف، التي عبر عنها سموتريش بخريطته العبثية، والتي يحاول من خلالها تسويق وتصدير أزماته.
هذا الوزير جاء من حكومةٍ مأزومةٍ محمولاً على فكرٍ متطرفٍ، لطالما خبرناه، وخبرنا التعامل معه، منذ أنّ خاض هذا الوطن بقيادته الهاشمية أولى جولاته معه، بتحقيق استثناءٍ من وعد بلفور، فكان الأردن عندها الوطن الذي سيكون الصخرة التي يتحطم عليها كل أمنيةٍ صهيونيةٍ متطرفة.
ونحن في الأردن، خبرنا هذا الفكر، منذ خضنا معه جولات الحرب، ودفعنا الدم ثمناً، شهداء فشهداء، وليقرأ سموتريش في وثيقة على صلةٍ بآباءه الروحيين، وهم عصابة الهاغانا، حين استسلمت هذه العصابة للجيش العربي، فليقرأ في وثيقة استسلام «الهاغانا» للجيش العربي، والتي تروي جانباً من بطولات جيشنا.
وتقول هذه الوثيقة، إنه بناء على الطلب المقدم من يهود القدس القديمة للاستسلام قدم الفريق الأول (أي الجيش العربي) الشروط، فقبلها الفريق الثاني (أي الهاجناه في القدس القديم).
وفرض الجيش العربي خمس شروطٍ على عصابة الهاجناه في القدس، وهي: إلقاء السلاح وتسليمه من قبل العصابة، أخذ جميع المحاربين من الرجال أسرى حرب.
إضافة، إلى «السماح للشيوخ من الرجال، والنساء والأطفال ومن جراحهم خطيرة بالخروج إلى الأحياء اليهودية في القدس الجديدة بواسطة الصليب الأحمر»، وتعهد الجيش العربي بحماية أرواح جميع اليهود المستسلمين.
وإنّ أراد الاستزادة، فليقرأ عن بطولات جيشنا العربي في معارك الاستنزاف، وليتأمل شهداء جيشنا العربي، الذين ما زالوا مزروعين ومنذورين في أرض فلسطين، وليعد إلى تاريخ معركة الكرامة.
إنّ هذا الفكر المتطرف خبره الأردن، ويعرف كيف يتعامل معه، ويكون هو الحراب التي تتصدى له.. ولكن على العالم أيضا، أنّ يعيّ أننا في هذه المنطقة، نعيش في صراعٍ مع حالة متطرفةٍ، وعلى العالم أنّ يساعد في التصدي لها، فالتطرف يولد آخر.
ومنذ نظر ما يعرف بـ «زئيف جابوتنسكي» للفكر المتطرف، ورفع أتباعه قبل عقودٍ خريطةً مماثلة هبّ الأردنيون، وأسسوا لخطاب مضادٍ للصهيونية في كل مؤتمراتهم الوطنية.
وليس التاريخ وحده، بل والحاضر يروي جانباً من سيرة تصدينا لهذا الفكر المتطرف العنصري... وبالعودة إلى كلام هذا الوزير المأزوم، إليه نقول: إنّ الأردن مجرب بالنسبة لكم، فلا تحاولوا معنا، والأولى أنّ تلتفت إلى حجم الجماهير الغاضبة التي يوماً مع يوم تحول دون تنقلك بأريحية في فلسطين المحتلة.
دام الأردن الهاشمي عزيزاً..