أخر الأخبار
الأردن وبعض العرب .. ما هكذا تورد الإبل !؟
الأردن وبعض العرب .. ما هكذا تورد الإبل !؟
تزامناً مع الوقت الذي تشهد به علاقة الأردن وللأسف فتوراً ملحوظاً وبكافة صعدها مع "بعض " الأشقاء و"الجيران" العرب،وسط تخلي شبه كامل عن دعم الأردن أقتصادياً في ظل الأزمات التي يعيشها ، لا بل تعدت ذلك إلى محاولة أضعاف وتحجيم دور الأردن في ملفات المنطقة العربية والأقليم "،"(( هناك مجموعة اسئلة وشكوك تدور حول توقيت،محاولة عزل الأردن عن محيطه العربي ،وتركه يواجه أزماته لوحده ))" وما لذلك من نتائج سلبية متوقعة على الأردن في ظل علاقة الأردن المتوترة مع الكيان الصهيوني ، بعد شعور الأردن الرسمي والشعبي بأن هناك مشروع ما يستهدف المنطقة بمجموعها وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتصفيتها على حساب الأردن ونظامه السياسي .
واليوم ، لايمكن لأي متابع لخلفيات وابعاد محاولة عزل الأردن عن محيطه العربي وتركه يواجه أزماته لوحده ، أن ينكر حقيقة أن هذه المحاولات تأتي من باب تصفية الحسابات مع الأردن ، من قبل بعض " الأشقاء " العرب للأسف الشديد، فـ بعض العرب كانوا يأملون أن يتجه الأردن نحو لعب أدوار جديدة في المنطقة ،نيابة عن بعضهم وتحديداً ما بين الأعوام 2015- 2020، وخصوصاً بالملف السوري واليمني والقطري والتركي والإيراني والعراقي، وتخلي الأردن عن دوره كاملاً بالملف الفلسطيني ، وتسليم الملف الفلسطيني برمته لبعض العرب المتحالفين في تلك الفترة مع معسكر ترامب - كوشنر - نتنياهو ،ودفعه للقبول بمشروع ما يسمى بـ "صفقة القرن "، مع العلم أن رؤية الأردن لمجمل هذه الملفات ، كانت هي الرؤية الصائبة ، واليوم نرى ، أن من كان ينادي برفض رؤية الأردن لمسار الحلول بجميع هذه الملفات ، نراه اليوم يسير بها ويطبقها ، مع الأستمرار بمحاولة عزل الأردن وأضعاف دوره،ومحاولة تحجيم دوره بملفات المنطقة !!؟.
وبعودة للتاريخ القريب ، نسترجع بعض التلميحات من قبل بعض العرب ، والهادفة إلى جر الأردن إلى مصيدة التدخل العسكري الأردني في جنوب وجنوب شرق سورية وغرب العراق ،والتلميح ان ثمن هذا التدخل سيكون انتشال الأردن "مرحلياً " من أزمته الاقتصادية "ولكن ضمن شروط محددة ،ومن ضمن هذه التلميحات كانت هناك ضغوط تمارس على الأردن ومن خلف الكواليس لدفع الأردن ، في مرحلة ما لنشر وحدات عسكرية "برية " وزجها بمعركة الحديدة اليمنية ،وهنا يتضح أن هناك إستراتيجية واضحة المعالم كانت تنتهجها بعض القوى العربية والدولية والإقليمية على الدولة الأردنية ، ومن خلف الكواليس ، كانت تستهدف فرض واقعاً وإيقاعاً جديدين لطريقة عملها ومخطط سيرها ، فـ ما كان يجري التخطيط له "للأردن " ما هو إلا "مخطط كارثي "يستهدف جر الأردن خارجياً إلى حرب استنزاف للجيش العربي الأردني "كقوة اخيرة وواجهة تؤمن للأردن على الاقل الاستقرار الداخلي وحماية من الاخطار الخارجية " ، بالأضافة إلى محاولة ضرب علاقات الأردن العربية والأقليمية ،وخصوصاً في الملف القطري والتركي والإيراني،وكل ذلك يصب ضمن مشروع كبير كان يستهدف الأردن ودوره في المنطقة تحت عناوين " الأردن الكبير "!!؟ .
ونحن هنا اذ ندرك حيداً ، حجم الضغوط الاقتصادية والسياسية و(الأمنية بمرحلة ما)،التي كانت تواجه الأردن في الأمس ومازالت مستمرة لليوم ، والتي كانت ومازالت تلقي بظلالها وتداعياتها على صانع ومتخذ القرار الأردني ، ولكن كل ذلك ،لم يدفع صانع ومتخذ القرار الأردني أن "يناقش مجرد النقاش " موضوع زج الجيش العربي الأردني بتدخل محتمل في الحرب على سورية أو اليمن أو العراق ' تحت عناوين وحجج واهية ومنها "محاربة تنظيم داعش الإرهابي الهلامي والتصدي لما يسمى بـ التمدد الإيراني "، وهنا بدورنا نؤكد أنّ المزاج الشعبي الأردني حينها ولليوم مازال يرفض التدخل وتحت أي عناوين في شؤون الأشقاء العرب ،وهو ما ينسجم مع رؤية صانع ومتخذ القرار الأردني .
ختاماً ، نقول لكل من كان يأمل أن يتجه الأردن في مرحلة زمنية ما نحو لعب أدوار جديدة في المنطقة ،نيابة عنه ، مع العلم أن هذه الأدوار ، ماهي الا مشاريع تدميرية للأمة ووحدتها الجغرافية والديمغرافية ، وهذا ما كان يدركه الأردن منذ البدايه ، ويرفض حتى مجرد النقاش به ،ويطرح حلول منطقية وواقعية لكل ملفات المنطقة "أساسها عدم التدخل بشؤون الأشقاء العرب ومساعدتهم على تجاوز أزماتهم "، وهنا نقول لكل هؤلاء ، لماذا اليوم نرى ، أن من كان ينادي برفض رؤية الأردن لمسار الحلول بجميع ملفات المنطقة، نراه اليوم يسير بها ويطبقها!!؟ ، ولماذا الأستمرار بمحاولة عزل الأردن وأضعاف دوره!!؟،ومحاولة تحجيم دوره بملفات المنطقة !!؟ ، إلى بعض " الأشقاء" العرب ،نقول ،الأردن ليست دولة طارئة على التاريخ والجغرافيا ، الأردن تاريخ وهوية ورسالة ومبادئ وعزة وكرامة ،لاتحاولوا عزله أو تحجيم دوره ،أو حتى ابتزازه ،او محاولة اخضاعه ، الأردن عربي وسيبقى عربي ،ولن يتوانى عن نصرة قضايا الأشقاء العرب "الحقه "، "إلى بعض الأشقاء العرب "نقول " ما هكذا تورد الإبل" .