أخر الأخبار
مخاطر الإحباط ومساوئ الإنفعال السياسي
×
عند تناول مظاهر ذلك الإحباط ،والاخطار التي يجلبها معه،ينبغي التوقف عند معنى كلمة الإحباط، فكلمة الإحباط مأخوذة في اللغة من «ح. ب. ط» ولها في اللغة معانٍ متعددة، ومن معانيها التي اشتقت منها: «(الحبوط)، والحبوط هو: الجمل أو الناقة التي تأكل نبتة سامة فينتج عن أكلها أن ينتفخ بطنها، فيظن الرائي للناقة أو الجمل أن الانتفاخ لحمًا نما في الجمل، والجمل السمين قيمته أعلى من قيمة الجمل النحيف، فيظن صاحب الجمل أن هذا الجمل سيجلب له عائدًا أكبر؛ فإذا بهذا الانتفاخ هواء سام نتج من النبتة السامة التي أكلها، فما هي إلا أيام ويموت الجمل الذي كانوا يعقدون عليه آمالًا كبيرة في أنه سيجلب لهم نفعًا كبيرًا، فينتج عن هذه الحالة إحباط عند صاحب الجمل، فسمي الجمل الذي هذه حالته بـ (الحبوط).
فالاحباط السياسي"شعور نفسي اجتماعي بالفشل السياسي، مورده الأول نجده في حالة الارتهان وعرقلة مسيرات الأفراد والجماعات بالوصول إلى أهدافهم المعلنة أو المنشودة بطريقة واعية، وقد وردت كلمة الإحباط في القران الكريم (أُوْلَئِكَ ٱلَّذِينَ حَبِطَت أَعمَلُهُم فِي ٱلدُّنيَا وَٱلأخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّصِرِينَ). فشعور الحزن واليأس والعجز نتيجة للفشل في تحقيق الاهدافٍ كان يأمل تحقيقها اعتمادا على ذلك نجد سريان الإحباط بما تفرزه الظروف السائدة بذلك المجتمع في مرحلة من مراحل تطوره. وفي فترة زمنية محدودة يخضع أفراد ذلك المجتمع للأوضاع التي تسير آليات العلاقات التي تسوده في تلك الفترة. وهنا لا ينبغي الاستغراب عندما نشهد موجة إحباط سياسي تجتاح مكونات مجتمع معين تماما ولربما يلمس المتابع لحالة المجتمعات العربية حالة الإحباط السياسي الذي يجتاحها والذي يتمظهر في مجموعة من السلوكيات التي تسيطر على فكر، وسلوكيات كوادر هذه المجتمعات وقياداتها السياسية.
ولا تجتاح حالة الإحباط التي نتحدث عنها أمة معينة لأسباب عبثية أو غير منطقية. وانما سياسات تمارسها سلطات اجنبية زرعت بذور الإحباط في نفوس المواطن العربي، عندما طال أمد تلك السياسات، وأمعنت القوى الأجنبية التي تقف وراءها في غيها.ولم تنجح نضالات الشعوب العربية في نيل تلك المطالب، أو الدفاع عن تلك الحقوق، وهي جميعها مشروعة،
وكذلك بدأت حالة من تمزق مجتمعي مصدره تفشي أفات فئوية سياسية وعناصر عرقية، سوية مع عوامل طائفية تمزق النسيج الاجتماعي لشعب معين، وتزرع أورامًا خبيثة تحول دون مشاركته في أي مشروع نهضوي من شأنه انتشال ذلك الشعب من معاناته التي تشتت جهوده. ولا تكف تلك المصادر عن سقي تلك العوامل الهدامة لضمان نموها وانتشارها. ولا تتوقف أنشطتها عن تغذية كل ما من شأنه إنعاش هذه الحالة حالة الحبوط. اسال الله تعالى ان يبعد عن أوطاننا الحبوط والفرقة والانقسام.
آخر اخبار القسم
مختارات الكاشف
- حرب مسيرات مشتعلة.. إسقاط 76 روسية و39 أوكرانية
[المشاهدات: 1]
- “خلال أيام”.. إسرائيل تتجه لوقف إطلاق نار في لبنان
[المشاهدات: 2]
- البيت الأبيض: اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان صار “قريبا”
[المشاهدات: 2]
- حرب إسرائيل الجديدة
[المشاهدات: 2]
تابعونا على الفيس بوك