أخر الأخبار
الملك المؤسس والسعي لجمع كلمة العرب
الملك المؤسس والسعي لجمع كلمة العرب
لطالما كانت دعوات الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، تحمل عناوين الوحدة العربية، وتسعى لخير هذه الأمة بأقطارها كافة، ولطالما بقيت سيرته تعبر عن خطاب ودور هذا الوطن، فصاحب التأسيس غرس مفاهيم ما تزال حاضرةً أردنياً.
وكثيرة هي الوثائق، والمواقف، التي تروي من سيرته (طيب الله ثراه)، ومن بينها، رسالة بعث بها إلى العلامة الشيخ كامل القصاب، وهو واحد من أعلام العرب في النصف الأول من القرن الماضي.
ويقول فيها الملك المؤسس، وهي برقية رداً على أخرى كان أرسلها الشيخ القصاب، إلى الملك المؤسس، ويقول فيها: "وقلتم أن في كتابيّ السابق جملة ذهبية فيها الخير كله، وهي أن الواجب أن لا نصرف ما بقي من الأجل في غير العمل الصالح، وجمع شتات الأمة، ثم تفضلتم فقلتهم إنني أعلم بأنكم أول من قام بفكرة توحيد كلمة العرب، لما كنتم في مكة المكرمة عندما عرضتم ذلك على جلالة المرحوم غير مرة (الشريف الحسين بن علي)".
ويعرض الملك المؤسس في رسالته، المؤرخة في 24 حزيران 1939م، ظروف الثورة العربية الكبرى، بالقول "إن أمر سعي الامة للوصول إلى حقها نشأ في الوطن السوري على إثر إعلان الدستور العثماني، واختمرت هذه الفكرة واشتدت عند اشتداد وطأة حزب الاتحاد والترقي على العرب في شامهم، وعراقهم، وتضييقهم علينا جميعاً".
ويشير الملك المؤسس، إلى البيعة بالخلافة والمُلك إلى الشريف الحسين بن علي (طيب الله ثراه) بالقول "والعرب بايعت ملكاً واحداً في المسجد الحرام، وكانت تلك سابقة بالبيعة، وهي بيعة تؤكد أن العرب في الحجاز والشام والعراق، وحدة لا تتفرق".
وتضمنت رسالة الملك المؤسس، شرحاً لظروف الثورة العربية الكبرى، والتي كان من نتيجتها أيضا، استقلال الأقطار العربية في اليمن ونجد والعراق، وسوريا.
وقد أجاب الملك المؤسس في الرسالة طلب الشيخ القصاب بجمع كلمة العرب آنذاك بالقول "وأما طلبكم إليّ من أنه إذا كان الوقت مؤاتيًا للبدء في العمل بدخولنا مع المملكة العربية السعودية واليمن والعراق في حلف عام يكفل لشرقي الأردن والبلاد العربية استقلالها، بمؤازرة الجميع، وهذا يكون فيه الخير كله، إن شاء الله، ومما لا شك فيه أن جلالة الملك ابن سعود، وهو المخلص لدينه وقومه، سيناصركم في هذه الفكرة المباركة فما عليكم إلا أن تفكروا بخطة العمل وعليّ أن أكون أول العاملين في تحقيقها.
ووضع الملك المؤسس في البرقية عناوين لجمع العرب آنذاك، بينها تعمير الخط الحديدي الحجازي، بما يمكن من الاتصال بين الأقطار العربية بوسائط عصرية، وختم بالقول "فأنا عبدالله بن الحسين بن علي عهد الله أن أضع يدي للقيام بما هو مفروض علي، والوقت كما قلت ضيق".
إنّ هذه الرسالة التي جاءت في مرحلة لم تنل فيها معظم البلاد العربية استقلالها، تعبر عن سعيٍ دؤوب حمله الملك المؤسس في سبيل جمع كلمة العرب، وتحقيق آمالهم، وذلك مشروع ورسالة بقي الملك المؤسس مخلصاً لها حتى استشهاده على أبواب المسجد الأقصى.