أخر الأخبار
الموصل.. قتلى وجرحى من المتظاهرين برصاص الشرطة
الموصل.. قتلى وجرحى من المتظاهرين برصاص الشرطة

الموصل-الكاشف نيوز

في تطور خطير لحركة الاحتجاجات العراقية، قتل متظاهران وأصيب 6 آخرين في مدينة الموصل الشمالية برصاص الشرطة اليوم بينما ثماني محافظات عراقية تظاهرات جديدة تأكيدًا لمطالب المحتجين فيها. ودعا خطباء الجمعة الى استقالة الوزراء والمسؤولين السنة بينما تم الغاء صلاة الجمعة في جامع ابي حنيفة النعمان ببغداد بسبب حصار القوات الأمنية فيماا دعا خطيب صدري المحتجين الى انزال علم القاعدة والكف عن الشعارات الطائفية.
قالت مصادر عراقية إن القوات الأمنية اطلقت النار على متظاهرين في ساحة الاحرار وسط مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) الامر الذي ادى الى مصرع اثنين من المتظاهرين وإصابة ستة اخرين منهم.
وأوضحت أن الحادث وقع لدى اعتقال القوات الأمنية لاحد المتظاهرين بعد انتهاء الصلاة الموحدة الامر الذي تسبب في نشوب شجار بين المتظاهرين والقوات التي اطلقت النار بأتجاه المعتصمين الذين رموها بالحجارة. وتسود مدينة الموصل وخاصة بين المحتجين حالة من الغضب والاستياء يخشى ان تقود الى توسع المواجهات مع القوات الأمنية.
ويأتي هذا الحادث بعد اسابيع من مواجهات مماثلة وقعت بين القوات الأمنية والمحتجين في مدينة الفلوجة الغربية سقط اثرها سبعة قتلى بين المعتصمين واثنين من الجنود. وفي وقت لاحق فرضت الشرطة حظرًا شاملاً للتجوال على أحياء واسعة من الموصل.
تجدد الاحتجاجات ودعوة المسؤولين السنة للاستقالة
وقد شهدت محافظات عراقية اليوم الجمعة تجدد الاحتجاجات واقامة صلوات موحدة في موجة اعتصامات وتظاهرات واسعة لتأكيد مطالبها من الحكومة تحت شعار "جمعة الفرصة الأخيرة". وتم هذا الحراك الشعبي في 8 محافظاتات عراقية هي: بغداد والموصل وكركوك وصلاح الدين وسامراء وديالى والأنبار حيث اقيمت فيها صلوات شيعية سنية موحدة.
وقال خطيب الجمعة في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية ان هذه الجمعة سميت بالفرصة الاخيرة ليس لقطع الحوار وانما هي فرصة اخيرة لرئيس الوزراء نوري المالكي لان يراجع نفسه ويكف عن ظلمه. واضاف ان الظلم مصيره الى هلاك اهله الظالمين. وأشار إلى أنه نتيجة سياسات السلطات العراقية فقد قتل في العراق مليون مواطن وهناك 70 الف معتقل ومليوني ارملة ومثلهن من اليتامى اضافة الى 4 ملايين مهجر.
ودعا الخطيب الوزراء والمسؤولين السنة في الادارة العراقية لان يمنحوا سلطات مهلة لتفيذ مطالب المحتجين والا تقديم استقالاتهم الفورية. وقال "اننا نشكو من ظلم حكومة المالكي "وندعو الله ان يشتت الظالمين وييبس دماءهم في عروقهم ويطفئ نارهم ولاترتفع لهم راية".
وشدد على أن الاعتصام سيستمر حتى اطلاق سراح الشيخ طلال الأسودي احد قادة الاحتجاجات الذي اعتقلته السلطات امس. وطالب الخطيب المتظاهرين الى عدم الالتفات الى الشائعات التي تطلقها بعض الفضائيات لشق صفوفهم.
اما خطيب جمعة الرمادي فقد هاجم الحكومة لعدم استجابتها لمطالب المحتجين واكد ان "سياسة التهديد ولي الاذرع مع المعتصمين لن تنفع". وطالب الحكومة باطلاق سراح المعتقلين وقال "لقد خرجنا من اجل الحصول على حقوقنا من "عدو الله" في اشارة الى المالكي. واشار الى ان هذه هي الجمعة الاخيرة "للسطة الباغية للعدول عن ظلمها".
الصدر يدعو لانزال علم القاعدة
وفي كركوك ندد المتظاهرون بعودة وزير الكهرباء عن القائمة العراقية عبد الكريم عفتان إلى الحكومة بالضد من موقف القائمة المقاطع لها تضأمنا مع مطالب المحتجين. وأكد خطيب الجمعة ان الاحتجاجات حريصة على سلميتها وهي ليست طائفية ولاتحمل اي اجندات خارجية.
اما في حي الصدر معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في العاصمة بغداد فقد طالب امام وخطيب الجمعة متظاهري الانبار بإنزال علم تنظيم القاعدة والكف عن الشعارات الطائفية وأكد أن التيار الصدري سيكون له كلام آخر معهم في حال عدم الاستجابة لهذا الطلب. وقال الخطيب اسامة الموسوي اننا "نطالب متظاهري الانبار بإنزال علم تنظيم القاعدة والكف عن رفع الشعارات الطائفية في ساحة الاعتصام بمدينة الرمادي"، ملوحا بأن "التيار الصدري سيكون له كلام آخر في حال عدم الاستجابة لهذا الامر".
وأضاف الموسوي أن الحكومة لا تزال تستهدف ابناء التيار الصدري من خلال اصدار 1200 مذكرة اعتقال بحقهم في مدينة العمارة الجنوبية مؤكدا في الوقت نفسه وجود 1400 مهجر من اتباع التيار في محافظة الديوانية الجنوبية وآلاف المعتقلين في السجون.
وانتقد تخصيص مبالغ طائلة للأجهزة الأمنية بالتزأمن مع استمرار أعمال العنف في البلاد موكدا أن الاموال التي تمت سرقتها خلال السنوات العشر الماضية هي اكثر من الاموال التي سرقها رئيس النظام السابق صدام حسين.
 
ومن جهتهم هدد معتصمو ساحة الأحرار بمدينة الموصل الشمالية بثورة عارمة ردا قيام قوة من الجيش العراقي باعتقال احد وجهاء عشائر الجبور من المؤيدين للتظاهرات من داخل موقع الاعتصام وطالبوا بإطلاق سراحه خلال 24 ساعة منددين بـ"الإجراءات التي تقوم بها القوات الأمنية ضد المتظاهرين".
وقال رئيس اللجان التنسيقية لمتظاهري ساحة الأحرار بالموصل حمد سلمان إن "قوات الجيش العراقي اعتقلت، صباح اليوم، الشيخ حسين العبيد احد وجهاء عشائر جبور من داخل ساحة الأحرار، وسط الموصل" كما قال لوكاة "المدى بريس".
وأوضح حمد قائلا "لم نعرف أسباب الاعتقال، لكن الشيخ العبيد هو من المؤيدين للتظاهرات وكان يحضر إلى ساحة الاعتصام يوميا".. مشيرا إلى أن "العبيد هو رجل في الخمسينات من عمره وليس بشاب صغير كي يجر ويعتقل". وأضاف ان "نهدد الأجهزة الأمنية في حال لم يطلق سراح الشيخ العبيد خلال 24 ساعة فسوف تكون ثورة عارمة في الموصل احتجاجا على ما تقوم به القوات الأمنية ضد المتظاهرين".
وقد أثار حادث اعتقال الشيخ العبيد غضب المتظاهرين والمتحدثين على منبر ساحة الاعتصام الذين وهتفوا بـ"اسقاط النظام" ورددوا شعارات وأهازيج تؤكد أن التظاهرات ستصل إلى بغداد كـ"قادمون يا بغداد"، و"بغداد في الطريق إليك" إلى جانب لافتات تطالب بتنفيذ مطالب المتظاهرين.
اعتقالات والغاء الصلاة بجامع ابي حنيفة
وقد تم الغاء صلاة الجمعة في جامع ابي حنيفة النعمان بمنطقة الاعظمية في بغداد بسبب منع القوات الأمنية للمواطنين من الوصول إلى جامع في حادث هو الاول من نوعه. وقال إمام وخطيب جامع الإمام أبو حنيفة الشيخ عبد الستار عبد الجبار ان إلغاء صلاة الجمعة في الجامع جاء بسبب الحصار الأمني والعسكري المفروض حوله ومنع المصلين من دخول منطقة الأعظمية التي قامت الأجهزة الأمنية بتعزيز اجراءاتها وقواتها المنتشرة هناك منذ أمس.
ونتيجة لذلك فقد تظاهر اهالي الاعظمية امام جامع ابو حنيفة النعمان احتجاجا على اغلاق الجامع ومنع اقامة صلاة موحدة. وردد المتظاهرون شعارات وهتافات تقول "الشعب يريد اسقاط النظام".. و"بره بره بره الاعظمية تبقى حرة".
وقبيل انطلاق فعاليات الاحتجاجات تظاهر المئات من أهالي الرمادي تنديدا بقيام قوة من الجيش العراقي باقتحام منزل ضابط في الجيش العراقي السابق واعتقاله بعد عودته من ساحة الاعتصام. وتجمع مئات المتظاهرين أمام جامع دهر في منطقة الملعب وسط مدينة الرمادي بالقرب من منزل الضابط المعتقل ورفعوا لافتات تطالب فإطلاق سراحه ووقف الاعتقالات.
كما اعلن المعتصمون في مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) أن قيادة عمليات سامراء قامت باعتقال أحد شيوخ العشائر الداعمين للتظاهرات بسبب دعمه لمطلب الاضراب العام وتحشيده للتظاهرات. فقد اعتقلت قوة عسكرية الشيخ طلال الأسودي المتحدث باسم مجلس شيوخ عشائر سامراء بعد ايقافه عند البوابة الجنوبية لسامراء وقامت باقتياده إلى جهة غير معروفة.
 
القرضاوي يتهم المالكي بالبطش
وفي خطبة الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة فقد هاجم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الوزراء نوري المالكي واتهمه بالبطش بالاف العراقيين.
وقال القرضاوي ان العراق وناسه من السنة يعانون من بطش المالكي ومن وراءه في اشارة إلى ايران حيث يتم معاملة المواطنين السنة بالبطش من دون احترام كرامتهم ومنحهم حريتهم لكي يعيشوا احرار في بلدهم لكن السلطات تعاملهم وكأنهم من الحيوانات. ودعا المسلمين إلى دعم المحتجين السنة في العراق من اجل الحصول على حقوقهم والعيش كبقية المواطنين في بلدهم.
وكان القرضاي قد شن عبر قناة "ألجزيرة" القطرية مطلع الاسبوع الحالي هجوما عنيفا على المالكي وقال إنه يشبه بتصرفاته الدكتاتور الليبي السابق معمر القذافي على حد قوله.وأضاف ان القذافي وبشار الاسد يقتلون شعبهم وان حزب الله اللبناني يقاتل إلى جانب الاسد الرئيس السوري.
ممثل السيستاني: عزوف العراقيين عن الانتخابات سيفاقم الازمة
ومن جهته دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني العراقيين إلى المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في 20 من الشهر المقبل محذرا من ان العزوف عنها سيفاقم الازمة السياسية في البلاد.
وقال الشيخ الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات لا يمثل حلا للمشكلة بل ربما يفاقم هذه المشكلة "لان غيرك سيشارك وربما ينتخب شخصاً سيئاً او غير مرضي لديك وبالتالي سيصل إلى مواقع السلطة ويتسلط على مقدّرات الناس ويكون في مواقع حساسة وربما يكون السبب عدم مشاركتك وعدم حسن الاختيار".
وأضاف أن الحل هو الاستفادة من التجربة السابقة والاخطاء التي وقع فيها بعض المواطنين بسبب عدم حسن الاختيار واعتمادهم معايير خاطئة ادّت إلى وصول اشخاص غير كفوئين وغير مهنيين واحياناً من انصاف المتعلمين حيث لم يتمكنوا من تقديم ما هو المأمول منهم.
ودعا الكربلائي، المواطنين إلى الابتعاد في الانتخابات عن اعتماد معايير الولاء العشائري او الطائفي او المناطقي او صلة الرحم او كون المرشح حقق له مكاسب شخصية او المعايير العاطفية كمعايير في الانتخاب والاختيار.
واشار إلى أنّه من الخطأ ان يختار المواطن مرشحاً يعتقد انه مناسب ولكنه ضمن قائمة غير جيدة لان هذا الشخص سيكون محكوماً ببرنامج وتوجهات قائمته ولا يختار شخصاً غير كفوء ولا يصلح لعضوية مجلس المحافظة ولكن لكون قائمته جيدة فينتخبه لانه لا يملك القدرات الذاتية للنجاح لأن القائمة الناجحة لا تستطيع ان تصنع او تخلق شخصاً ناجحاً لايملك اصلا الاستعداد والقابلية للنجاح.
ومن المنتظر ان يخوض 8100 مرشح انتخابات مجالس المحافظات للتنافس على 440 مقعدًا.
اللجنة السياسية الخماسية تبحث تنفيذ مطالب المحتجين
واليوم اعلنت اللجنة الخماسية الممثلة لمختلف القوى السياسية العراقية عن وضع اللمسات الأخيرة على تعديل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وقالت انها مستمرة في حواراتها الجادة لإيجاد صيغة توافقية لملفي المحكمة الجنائية المركزية وقانون العفو العام.
جاء ذلك اثر اجتماع للجنة في مكتب رئيسها رئيس التحالف الوطني العراقي "لشيعي" أبراهيم الجعفري بحضور القيادي في القائمة العراقية نائب رئيس الوزراء صالح المطلك والقيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي النائب خالد العطية ونائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني النيابية محسن السعدون ورئيس لجنة المساءلة والعدالة قيس الشذر أضافة إلى اعضاء اخرين.
وال المكتب الاعلامي للجعفري ان اللجنة توصّلت إلى حسم ملف العقارات المحجوزة لمسؤولين في النظام السابق والاتفاق على تشريع قانون جديد يضمن رفع الحجز عن دار السكن الوحيد للعائلة وإحالة الممتلكات الأخرى إلى لجنة قضائية مختصة للبتِّ بها خلال سنة واحدة كما قال في بيان صحافي تلقته "ايلاف" اليوم الجمعة.
واشار إلى أنّه تم ايضا وضع اللمسات الأخيرة على تعديل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث والإيعاز إلى اللجنة البرلمانية المُختصَّة لإدراجه في المسار التشريعيّ في مجلس النواب. وأوضح ان المجتمعين اتفقوا على ضرورة تفعيل ملف التوازن الوطنيِّ في مُؤسَّسات الدولة على أساس الكفاءة وتنفيذ ما توصَّلت إليه اللجنة الوزارية المُشكَّلة لهذا الصدد. وأكّدت اللجنة على أهمية استمرارية الحوارات الجادّة لإيجاد صيغة توافقية لملفي المحكمة الجنائية المركزية وقانون العفو العامّ وهي ضمن مطالب المحتجين الذين يرفعوها منذ بدء حراكهم الشعبي.
وكانت اللجنة الوزارية السباعية المكلفة بتنفيذ هذه المطالب برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني قد علنت في الاول من الشهر الحالي أن عدد المعتقلين الذين أفرج عنهم منذ مطلع العام الحالي تلبية لمطالب المتظاهرين قد بلغ أربعة آلاف معتقل. وقال الشهرستاني ان عدد المفرج عنهم من دوائر الإصلاح التابعة لوزارة العدل بلغ ألفين وهناك عدد مشابه أفرج عنهم من مواقف (مراكز توقيف) وزارة الداخلية. وأضاف ان بعض الذين قضوا سنين في السجن بإمكانهم أن يطالبوا بتعويض عن الفترة التي قضوها إن لم يكونوا مذنبين.
وأمس حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن بلاده على ابواب حرب طائفية واقتتال داخلي مؤكدا انها اذ تفجرت فلن ينجو منها احد ودعا إلى مواجهة ما اسماها بالفتنة الطائفية القذرة التي تريد حرق العراق من خلال سياسيين ينفذون اجندات اجنبية. وناشد المتظاهرين في محافظات عراقية إلى عدم السماح للسياسيين باستغلال حراكهم لانهم يخفون برامج وارتباطات اجنبية ويحاولون من خلال شعارات التظاهر استغلال مشاعر المواطنين لاهدافهم الخاصة.
وطالب المتظاهرين بالالتفات لحقيقة ان هذه الازمة التي يمر بها العراق مرتبطة بما يجري في المنطقة واذا تم السماح لتاثير مايجري هناك على الاوضاع العراقية فان الاقتتال والحرب الطائفية على الابواب وسيخسر العراق نتيجة ذلك ماتحقق فيه من أمن واستقرار.. محذرا بالقول انه لن يكون هناك اي رابح في هذا الاقتتال وقال"انظروا ما يحدث من تخبط في دول عربية قريبة لنا". وخاطب المتظاهرين قائلا "ارفعوا اصواتكم بوجه التآمر على العراق والفتنة الطائفية القذرة والشاملة التي تريد حرقه.
وكانت اللجان الشعبية للمعتصمين أطلقت على الجمعة الماضية تسمية جمعة "العراق خيارنا" وذلك في إطار المظاهرات المناهضة للحكومة والمستمرة منذ أكثر من شهرين في عدة مدن. واشارت إلى أن المعتصمين لم يروا أي جهد حكومي لتنفيذ مطالب الشعب العراقي خلال 75 يوما من بدء الاعتصامات.

في تطور خطير لحركة الاحتجاجات العراقية، قتل متظاهران وأصيب 6 آخرين في مدينة الموصل الشمالية برصاص الشرطة اليوم بينما ثماني محافظات عراقية تظاهرات جديدة تأكيدًا لمطالب المحتجين فيها. ودعا خطباء الجمعة الى استقالة الوزراء والمسؤولين السنة بينما تم الغاء صلاة الجمعة في جامع ابي حنيفة النعمان ببغداد بسبب حصار القوات الأمنية فيماا دعا خطيب صدري المحتجين الى انزال علم القاعدة والكف عن الشعارات الطائفية.


قالت مصادر عراقية إن القوات الأمنية اطلقت النار على متظاهرين في ساحة الاحرار وسط مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) الامر الذي ادى الى مصرع اثنين من المتظاهرين وإصابة ستة اخرين منهم.
وأوضحت أن الحادث وقع لدى اعتقال القوات الأمنية لاحد المتظاهرين بعد انتهاء الصلاة الموحدة الامر الذي تسبب في نشوب شجار بين المتظاهرين والقوات التي اطلقت النار بأتجاه المعتصمين الذين رموها بالحجارة. وتسود مدينة الموصل وخاصة بين المحتجين حالة من الغضب والاستياء يخشى ان تقود الى توسع المواجهات مع القوات الأمنية.


ويأتي هذا الحادث بعد اسابيع من مواجهات مماثلة وقعت بين القوات الأمنية والمحتجين في مدينة الفلوجة الغربية سقط اثرها سبعة قتلى بين المعتصمين واثنين من الجنود. وفي وقت لاحق فرضت الشرطة حظرًا شاملاً للتجوال على أحياء واسعة من الموصل.


تجدد الاحتجاجات ودعوة المسؤولين السنة للاستقالة


وقد شهدت محافظات عراقية اليوم الجمعة تجدد الاحتجاجات واقامة صلوات موحدة في موجة اعتصامات وتظاهرات واسعة لتأكيد مطالبها من الحكومة تحت شعار "جمعة الفرصة الأخيرة". وتم هذا الحراك الشعبي في 8 محافظاتات عراقية هي: بغداد والموصل وكركوك وصلاح الدين وسامراء وديالى والأنبار حيث اقيمت فيها صلوات شيعية سنية موحدة.


وقال خطيب الجمعة في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية ان هذه الجمعة سميت بالفرصة الاخيرة ليس لقطع الحوار وانما هي فرصة اخيرة لرئيس الوزراء نوري المالكي لان يراجع نفسه ويكف عن ظلمه. واضاف ان الظلم مصيره الى هلاك اهله الظالمين. وأشار إلى أنه نتيجة سياسات السلطات العراقية فقد قتل في العراق مليون مواطن وهناك 70 الف معتقل ومليوني ارملة ومثلهن من اليتامى اضافة الى 4 ملايين مهجر.


ودعا الخطيب الوزراء والمسؤولين السنة في الادارة العراقية لان يمنحوا سلطات مهلة لتفيذ مطالب المحتجين والا تقديم استقالاتهم الفورية. وقال "اننا نشكو من ظلم حكومة المالكي "وندعو الله ان يشتت الظالمين وييبس دماءهم في عروقهم ويطفئ نارهم ولاترتفع لهم راية".


وشدد على أن الاعتصام سيستمر حتى اطلاق سراح الشيخ طلال الأسودي احد قادة الاحتجاجات الذي اعتقلته السلطات امس. وطالب الخطيب المتظاهرين الى عدم الالتفات الى الشائعات التي تطلقها بعض الفضائيات لشق صفوفهم.


اما خطيب جمعة الرمادي فقد هاجم الحكومة لعدم استجابتها لمطالب المحتجين واكد ان "سياسة التهديد ولي الاذرع مع المعتصمين لن تنفع". وطالب الحكومة باطلاق سراح المعتقلين وقال "لقد خرجنا من اجل الحصول على حقوقنا من "عدو الله" في اشارة الى المالكي. واشار الى ان هذه هي الجمعة الاخيرة "للسطة الباغية للعدول عن ظلمها".


الصدر يدعو لانزال علم القاعدة


وفي كركوك ندد المتظاهرون بعودة وزير الكهرباء عن القائمة العراقية عبد الكريم عفتان إلى الحكومة بالضد من موقف القائمة المقاطع لها تضأمنا مع مطالب المحتجين. وأكد خطيب الجمعة ان الاحتجاجات حريصة على سلميتها وهي ليست طائفية ولاتحمل اي اجندات خارجية.


اما في حي الصدر معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في العاصمة بغداد فقد طالب امام وخطيب الجمعة متظاهري الانبار بإنزال علم تنظيم القاعدة والكف عن الشعارات الطائفية وأكد أن التيار الصدري سيكون له كلام آخر معهم في حال عدم الاستجابة لهذا الطلب. وقال الخطيب اسامة الموسوي اننا "نطالب متظاهري الانبار بإنزال علم تنظيم القاعدة والكف عن رفع الشعارات الطائفية في ساحة الاعتصام بمدينة الرمادي"، ملوحا بأن "التيار الصدري سيكون له كلام آخر في حال عدم الاستجابة لهذا الامر".


وأضاف الموسوي أن الحكومة لا تزال تستهدف ابناء التيار الصدري من خلال اصدار 1200 مذكرة اعتقال بحقهم في مدينة العمارة الجنوبية مؤكدا في الوقت نفسه وجود 1400 مهجر من اتباع التيار في محافظة الديوانية الجنوبية وآلاف المعتقلين في السجون.


وانتقد تخصيص مبالغ طائلة للأجهزة الأمنية بالتزأمن مع استمرار أعمال العنف في البلاد موكدا أن الاموال التي تمت سرقتها خلال السنوات العشر الماضية هي اكثر من الاموال التي سرقها رئيس النظام السابق صدام حسين. ومن جهتهم هدد معتصمو ساحة الأحرار بمدينة الموصل الشمالية بثورة عارمة ردا قيام قوة من الجيش العراقي باعتقال احد وجهاء عشائر الجبور من المؤيدين للتظاهرات من داخل موقع الاعتصام وطالبوا بإطلاق سراحه خلال 24 ساعة منددين بـ"الإجراءات التي تقوم بها القوات الأمنية ضد المتظاهرين".


وقال رئيس اللجان التنسيقية لمتظاهري ساحة الأحرار بالموصل حمد سلمان إن "قوات الجيش العراقي اعتقلت، صباح اليوم، الشيخ حسين العبيد احد وجهاء عشائر جبور من داخل ساحة الأحرار، وسط الموصل" كما قال لوكاة "المدى بريس".


وأوضح حمد قائلا "لم نعرف أسباب الاعتقال، لكن الشيخ العبيد هو من المؤيدين للتظاهرات وكان يحضر إلى ساحة الاعتصام يوميا".. مشيرا إلى أن "العبيد هو رجل في الخمسينات من عمره وليس بشاب صغير كي يجر ويعتقل". وأضاف ان "نهدد الأجهزة الأمنية في حال لم يطلق سراح الشيخ العبيد خلال 24 ساعة فسوف تكون ثورة عارمة في الموصل احتجاجا على ما تقوم به القوات الأمنية ضد المتظاهرين".
وقد أثار حادث اعتقال الشيخ العبيد غضب المتظاهرين والمتحدثين على منبر ساحة الاعتصام الذين وهتفوا بـ"اسقاط النظام" ورددوا شعارات وأهازيج تؤكد أن التظاهرات ستصل إلى بغداد كـ"قادمون يا بغداد"، و"بغداد في الطريق إليك" إلى جانب لافتات تطالب بتنفيذ مطالب المتظاهرين.


اعتقالات والغاء الصلاة بجامع ابي حنيفة


وقد تم الغاء صلاة الجمعة في جامع ابي حنيفة النعمان بمنطقة الاعظمية في بغداد بسبب منع القوات الأمنية للمواطنين من الوصول إلى جامع في حادث هو الاول من نوعه. وقال إمام وخطيب جامع الإمام أبو حنيفة الشيخ عبد الستار عبد الجبار ان إلغاء صلاة الجمعة في الجامع جاء بسبب الحصار الأمني والعسكري المفروض حوله ومنع المصلين من دخول منطقة الأعظمية التي قامت الأجهزة الأمنية بتعزيز اجراءاتها وقواتها المنتشرة هناك منذ أمس.


ونتيجة لذلك فقد تظاهر اهالي الاعظمية امام جامع ابو حنيفة النعمان احتجاجا على اغلاق الجامع ومنع اقامة صلاة موحدة. وردد المتظاهرون شعارات وهتافات تقول "الشعب يريد اسقاط النظام".. و"بره بره بره الاعظمية تبقى حرة".


وقبيل انطلاق فعاليات الاحتجاجات تظاهر المئات من أهالي الرمادي تنديدا بقيام قوة من الجيش العراقي باقتحام منزل ضابط في الجيش العراقي السابق واعتقاله بعد عودته من ساحة الاعتصام. وتجمع مئات المتظاهرين أمام جامع دهر في منطقة الملعب وسط مدينة الرمادي بالقرب من منزل الضابط المعتقل ورفعوا لافتات تطالب فإطلاق سراحه ووقف الاعتقالات.


كما اعلن المعتصمون في مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) أن قيادة عمليات سامراء قامت باعتقال أحد شيوخ العشائر الداعمين للتظاهرات بسبب دعمه لمطلب الاضراب العام وتحشيده للتظاهرات. فقد اعتقلت قوة عسكرية الشيخ طلال الأسودي المتحدث باسم مجلس شيوخ عشائر سامراء بعد ايقافه عند البوابة الجنوبية لسامراء وقامت باقتياده إلى جهة غير معروفة. 

القرضاوي يتهم المالكي بالبطش


وفي خطبة الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة فقد هاجم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الوزراء نوري المالكي واتهمه بالبطش بالاف العراقيين.


وقال القرضاوي ان العراق وناسه من السنة يعانون من بطش المالكي ومن وراءه في اشارة إلى ايران حيث يتم معاملة المواطنين السنة بالبطش من دون احترام كرامتهم ومنحهم حريتهم لكي يعيشوا احرار في بلدهم لكن السلطات تعاملهم وكأنهم من الحيوانات. ودعا المسلمين إلى دعم المحتجين السنة في العراق من اجل الحصول على حقوقهم والعيش كبقية المواطنين في بلدهم.


وكان القرضاي قد شن عبر قناة "ألجزيرة" القطرية مطلع الاسبوع الحالي هجوما عنيفا على المالكي وقال إنه يشبه بتصرفاته الدكتاتور الليبي السابق معمر القذافي على حد قوله.وأضاف ان القذافي وبشار الاسد يقتلون شعبهم وان حزب الله اللبناني يقاتل إلى جانب الاسد الرئيس السوري.


ممثل السيستاني: عزوف العراقيين عن الانتخابات سيفاقم الازمة


ومن جهته دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني العراقيين إلى المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في 20 من الشهر المقبل محذرا من ان العزوف عنها سيفاقم الازمة السياسية في البلاد.


وقال الشيخ الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات لا يمثل حلا للمشكلة بل ربما يفاقم هذه المشكلة "لان غيرك سيشارك وربما ينتخب شخصاً سيئاً او غير مرضي لديك وبالتالي سيصل إلى مواقع السلطة ويتسلط على مقدّرات الناس ويكون في مواقع حساسة وربما يكون السبب عدم مشاركتك وعدم حسن الاختيار".


وأضاف أن الحل هو الاستفادة من التجربة السابقة والاخطاء التي وقع فيها بعض المواطنين بسبب عدم حسن الاختيار واعتمادهم معايير خاطئة ادّت إلى وصول اشخاص غير كفوئين وغير مهنيين واحياناً من انصاف المتعلمين حيث لم يتمكنوا من تقديم ما هو المأمول منهم.


ودعا الكربلائي، المواطنين إلى الابتعاد في الانتخابات عن اعتماد معايير الولاء العشائري او الطائفي او المناطقي او صلة الرحم او كون المرشح حقق له مكاسب شخصية او المعايير العاطفية كمعايير في الانتخاب والاختيار.


واشار إلى أنّه من الخطأ ان يختار المواطن مرشحاً يعتقد انه مناسب ولكنه ضمن قائمة غير جيدة لان هذا الشخص سيكون محكوماً ببرنامج وتوجهات قائمته ولا يختار شخصاً غير كفوء ولا يصلح لعضوية مجلس المحافظة ولكن لكون قائمته جيدة فينتخبه لانه لا يملك القدرات الذاتية للنجاح لأن القائمة الناجحة لا تستطيع ان تصنع او تخلق شخصاً ناجحاً لايملك اصلا الاستعداد والقابلية للنجاح.


ومن المنتظر ان يخوض 8100 مرشح انتخابات مجالس المحافظات للتنافس على 440 مقعدًا.


اللجنة السياسية الخماسية تبحث تنفيذ مطالب المحتجين


واليوم اعلنت اللجنة الخماسية الممثلة لمختلف القوى السياسية العراقية عن وضع اللمسات الأخيرة على تعديل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وقالت انها مستمرة في حواراتها الجادة لإيجاد صيغة توافقية لملفي المحكمة الجنائية المركزية وقانون العفو العام.


جاء ذلك اثر اجتماع للجنة في مكتب رئيسها رئيس التحالف الوطني العراقي "لشيعي" أبراهيم الجعفري بحضور القيادي في القائمة العراقية نائب رئيس الوزراء صالح المطلك والقيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي النائب خالد العطية ونائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني النيابية محسن السعدون ورئيس لجنة المساءلة والعدالة قيس الشذر أضافة إلى اعضاء اخرين.


وال المكتب الاعلامي للجعفري ان اللجنة توصّلت إلى حسم ملف العقارات المحجوزة لمسؤولين في النظام السابق والاتفاق على تشريع قانون جديد يضمن رفع الحجز عن دار السكن الوحيد للعائلة وإحالة الممتلكات الأخرى إلى لجنة قضائية مختصة للبتِّ بها خلال سنة واحدة كما قال في بيان صحافي تلقته "ايلاف" اليوم الجمعة.


واشار إلى أنّه تم ايضا وضع اللمسات الأخيرة على تعديل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث والإيعاز إلى اللجنة البرلمانية المُختصَّة لإدراجه في المسار التشريعيّ في مجلس النواب. وأوضح ان المجتمعين اتفقوا على ضرورة تفعيل ملف التوازن الوطنيِّ في مُؤسَّسات الدولة على أساس الكفاءة وتنفيذ ما توصَّلت إليه اللجنة الوزارية المُشكَّلة لهذا الصدد. وأكّدت اللجنة على أهمية استمرارية الحوارات الجادّة لإيجاد صيغة توافقية لملفي المحكمة الجنائية المركزية وقانون العفو العامّ وهي ضمن مطالب المحتجين الذين يرفعوها منذ بدء حراكهم الشعبي.


وكانت اللجنة الوزارية السباعية المكلفة بتنفيذ هذه المطالب برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني قد علنت في الاول من الشهر الحالي أن عدد المعتقلين الذين أفرج عنهم منذ مطلع العام الحالي تلبية لمطالب المتظاهرين قد بلغ أربعة آلاف معتقل. وقال الشهرستاني ان عدد المفرج عنهم من دوائر الإصلاح التابعة لوزارة العدل بلغ ألفين وهناك عدد مشابه أفرج عنهم من مواقف (مراكز توقيف) وزارة الداخلية.

وأضاف ان بعض الذين قضوا سنين في السجن بإمكانهم أن يطالبوا بتعويض عن الفترة التي قضوها إن لم يكونوا مذنبين.


وأمس حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن بلاده على ابواب حرب طائفية واقتتال داخلي مؤكدا انها اذ تفجرت فلن ينجو منها احد ودعا إلى مواجهة ما اسماها بالفتنة الطائفية القذرة التي تريد حرق العراق من خلال سياسيين ينفذون اجندات اجنبية. وناشد المتظاهرين في محافظات عراقية إلى عدم السماح للسياسيين باستغلال حراكهم لانهم يخفون برامج وارتباطات اجنبية ويحاولون من خلال شعارات التظاهر استغلال مشاعر المواطنين لاهدافهم الخاصة.


وطالب المتظاهرين بالالتفات لحقيقة ان هذه الازمة التي يمر بها العراق مرتبطة بما يجري في المنطقة واذا تم السماح لتاثير مايجري هناك على الاوضاع العراقية فان الاقتتال والحرب الطائفية على الابواب وسيخسر العراق نتيجة ذلك ماتحقق فيه من أمن واستقرار.. محذرا بالقول انه لن يكون هناك اي رابح في هذا الاقتتال وقال"انظروا ما يحدث من تخبط في دول عربية قريبة لنا". وخاطب المتظاهرين قائلا "ارفعوا اصواتكم بوجه التآمر على العراق والفتنة الطائفية القذرة والشاملة التي تريد حرقه.


وكانت اللجان الشعبية للمعتصمين أطلقت على الجمعة الماضية تسمية جمعة "العراق خيارنا" وذلك في إطار المظاهرات المناهضة للحكومة والمستمرة منذ أكثر من شهرين في عدة مدن. واشارت إلى أن المعتصمين لم يروا أي جهد حكومي لتنفيذ مطالب الشعب العراقي خلال 75 يوما من بدء الاعتصامات.

*عن إيلاف