بقلم: محمد رشيد.
مع أني اعرف محمود عباس جيدا ، و مع اني كنت وحيدا في مواجهته احيانا كثيرة ، و مع أني حذرت و نبهت منه لسنوات و سنوات ، و سواء استنكر البعض تحذيراتي المتكررة ، او قبل بها البعض الاخر ، الا أني اعترف اليوم ، بأن محاضر ' الدوحة ' المسربة عن اجتماعات عباس مع أمير قطر و رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد فاقت كثيراً أسوأ توقعاتي ، و حتى إن كانت تلك المحاضر صحيحة بنسبة 50% فقط فإنها تشكل وصمة عار أبدية في تاريخ القيادة الفلسطينية ، مع أني اعلم جيدا ان دقة تلك المحاضر ' المسربة ' تقارب نسبة المئة بالمئة و ذلك ما أجمعت عليه كافة المصادر الدبلوماسية و السياسية .
نحن امام مزيج غريب من الخوف و الهلع ، من الإسفاف و التخبط ، من الرهبة و التوسل ، و من الرخص و النفاق و الاستسلام لإرادة حاكم يملي على ' الرئيس الافتراضي ' للشعب الفلسطيني ما يشاء ، و الافتراضي يوافق ، بل يذهب في نفاقه بعيدا ، فيغدر بزعماء مصر و السعودية و الامارات و الاردن متهما إياهم بما يرضي الحاكم القطري ، ثم يعترف شخصيا بان ملاذه الآمن ليس في الاردن حيث الرعاية الكاملة لحله و ترحاله ، لأولاده و أحفاده و أمواله ، و ليس في المملكة العربية السعودية و هو الذي يأتيها باكيا من اجل المال و غير المال ، و ليس في مصر الكنانة التي حملت و تحمل وزر القضية الفلسطينية دما و نارا ، و ليس في دولة الامارات التي قدمت لعباس ما لم تقدمه لأي سياسي عربي اخر ، بل في الدوحة ' فهم أهلي واحتضنوا أحفادي ' ، و في ' الدوحة فقط أستطيع ان أتحدث بصراحة ' !
تسريب محاضر ' الدوحة ' كشف عباس عاريا امام الشعب الفلسطيني ، و بالتالي لم يكن التسريب اعتباطا او نزوعا نحو سبق إعلامي ، بل ضربة سياسية و نفسية مدروسة للعمل الوطني الفلسطيني ، و اكثر تحديدا هي ضربة مؤلمة لكرامة و مكانة و مستقبل حركة فتح.
تسريب محاضر ' الدوحة ' كشف عباس عاريا امام الشعب الفلسطيني ، و بالتالي لم يكن التسريب اعتباطا او نزوعا نحو سبق إعلامي ، بل ضربة سياسية و نفسية مدروسة للعمل الوطني الفلسطيني ، و اكثر تحديدا هي ضربة مؤلمة لكرامة و مكانة و مستقبل حركة فتح ، و بالتالي لا مكان لأي تشدق سياسي او وطني لقيادة حركة جبارة و عريقة مثل فتح و هي تقبل برئاسة او زعامة شخص مثل عباس يهدر كرامتها و عنفوانها على ذلك النحو من الإسفاف و الدونية ، شخص مرعوب يبحث عن ضمانات أمنه و سلامته الشخصية ليس اكثر !
الطرطور او الطربوش او خيال المئاتة محمود عباس حسب أوصاف اختارها عباس بنفسه لنفسه ، حاول ان يتذاكى على مشعل و ينتزع منه ' مفاتيح ' الحرب ، فانتهى بأن سلم الى مشعل ' مفاتيح ' السلام ، ثم حاول ان ينتزع موافقة مشعل على خطوته السياسية القادمة ، فتركه قائد حماس يستمع وحيدا لصدى الريح ، و حاول ان يخاطب هوى حماس التقليدي ضد دولة الامارات المتحدة و محمد دحلان ، فصده مشعل مشيدا باي مدد وصل او يصل الى غزة ، و الكل يعلم ان لا مدد رسمي جاء غير الدعم الإماراتي !
لم أكن انوي ان اغوص مجددا في ' عقدة دحلان ' المتغلغة في وعي و لا وعي عباس ، و المتحكمة بصحوته و منامه ، لولا ان محاضر ' الدوحة ' كشفت جانبا خطيرا من ضعف و تهالك عباس امام اية شخصية قوية و كارزمية ، فهو يشعر بالضعف و الوضاعة امام كل من قبل التحدي وواجه المخاطر بشجاعة ، و الامر هنا ينطبق على محمد دحلان و رمضان شلح ، خالد مشعل و مروان البرغوثي و سمير المشهراوي وغيرهم .
لم أكن انوي ان اغوص مجددا في ' عقدة دحلان ' المتغلغة في وعي و لا وعي عباس ، و المتحكمة بصحوته و منامه ، لولا ان محاضر ' الدوحة ' كشفت جانبا خطيرا من ضعف و تهالك عباس امام اية شخصية قوية و كارزمية ، فهو يشعر بالضعف و الوضاعة امام كل من قبل التحدي وواجه المخاطر بشجاعة ، و الامر هنا ينطبق على محمد دحلان و رمضان شلح ، خالد مشعل و مروان البرغوثي و سمير المشهراوي ، كما ينطبق على الشجاعة السياسية لشخصيات مثل نبيل عمرو و سلام فياض و ياسر عبد ربه و هاني المصري ، و ذلك ما دفع عباس الخائف المرتعش الى مهاجمة ' دحلان ' في الدوحة محاولا استجداء مشعل او تحريض الامير القطري ، ثم يعود الى مهاجمة مشعل من رام الله واصفا الرجل بالطاووس !
اما سياسيا ، فان محاضر ' الدوحة ' تعد كارثة بكل المقاييس ، و لا ادري من فوض عباس او أعطاه الحق في إسقاط مبادرة السلام السعودية بعد ان اجمع عليها كل العرب في قمة بيروت ، و استبدالها بمشروع صائب عريقات و خالد العطية ، و كل ذلك بحجة قطع الطريق على المبادرة الألمانية الفرنسية في مجلس الأمن ، و هل بإمكان عريقات و العطية مواجهة ألمانيا و فرنسا و بريطانيا و السعودية و القمة العربية بمعطيات تلك المحاضر ، ام سنعود مرة اخرى الى نظرية التحريف و التزوير و المؤامرة مثلما حدث في تسريب وثائق عريقات الى قناة الجزيرة ، ذلك التسريب الذي اصبح لاحقا ' سلاح ' الدوحة للسيطرة على عريقات و غير عريقات ؟
محاضر ' الدوحة ' تكشف أيضاً عن أزمة بنيوية عميقة في سلم القيادة ، فقد كشفت عن حقيقة بطعم العلقم لمحمود عباس ، إن لم يكن بطعم أسوأ ، فمدير مخابراته تخلى عنه و لم يدعم روايات و اتهامات عباس الإسرائيلية لحماس ، و كبير مفاوضيه صائب عريقات فضل دور الصليب الأحمر الدولي و لعله لا يستطيع في الدوحة غير ذلك ، اما رئيس وفد الوفاق الأخ عزام الأحمد ، فقد فضل الوفاق مع حماس على التوافق مع ثرثرات عباس.
قراءة متأنية في محاضر ' الدوحة ' تكشف أيضاً عن أزمة بنيوية عميقة في سلم القيادة و السيطرة الفلسطينية ، فقد كشفت تلك المحاضر عن حقيقة بطعم العلقم لمحمود عباس ، إن لم يكن بطعم أسوأ ، فمدير مخابراته ماجد فرج تخلى عنه و لم يدعم روايات و اتهامات عباس الإسرائيلية لحماس ، و كبير مفاوضيه صائب عريقات فضل دور الصليب الأحمر الدولي و لعله لا يستطيع في الدوحة غير ذلك ، اما رئيس وفد الوفاق الأخ عزام الأحمد ، فقد فضل الوفاق مع حماس على التوافق مع ثرثرات عباس ، و كل تلك مؤشرات على انحطاط مكانة عباس في نظر مساعديه المقربين !
ثم تأتي الطامة الكبرى ، فيعلن عباس عن اليأس و الجزع من العرب و الأمريكان و الإسرائيليين ، و طبعا فوقهم فتح و دحلان و الفصائل و حماس ، و يعلن بانه ' زهق من الجميع و طفح الكيل ' ، ثم يضيف بلغة المستجدي المتوسل ' قد بلغت من الكبر عتيا و فشلت في تحقيق شيء لفلسطين ' ، يعترف بالفشل ثم يصمت ، و لا يعلن بشيء من الكرامة نهاية مسيرته السياسية المشبوهة و المضطربة ، بل على العكس يعلن عن التشبث بالحكم و الجاه و المال ، ثم يعود الى رام الله بلبوس الأسد الهصور ليهاجم مشعل و حماس ، فلما الشكوى إذن يا ابن عباس ، و لمن الشكوى إذن ، و هل فقط لتسمع الامير القطري و هو يقول ' كل البلاء من العرب ' ؟
تذكرت و أنا اقرأ محاضر ' الدوحة ' مشهدا نادرا حدث في القاهرة ، حين أوقف الزعيم الراحل ياسر عرفات العالم على رؤوس أصابعه و هو يرفض توقيع خرائط الحل الانتقالي ، متحديا قادة العالم بكبرياء و كرامة ، و فتشت عن الصورة المعبرة عن تلك اللحظة ، لحظة الكرامة و القوة ، قوة الروح الفلسطينية المتماسكة الصلبة ، و سألت نفسي ، و أسألكم جميعا ، ما الذي تغير بين الأمس و اليوم؟
تذكرت و أنا اقرأ محاضر ' الدوحة ' مشهدا نادرا حدث في القاهرة ، حين أوقف الزعيم الراحل ياسر عرفات العالم على رؤوس أصابعه و هو يرفض توقيع خرائط الحل الانتقالي ، متحديا قادة العالم بكبرياء و كرامة ، و فتشت عن الصورة المعبرة عن تلك اللحظة ، لحظة الكرامة و القوة ، قوة الروح الفلسطينية المتماسكة الصلبة ، و سألت نفسي ، و أسألكم جميعا ، ما الذي تغير بين الأمس و اليوم ، حماس كانت موجودة في زمن عرفات ، و فتح كانت قوية و مشاكسة ، دحلان كان هناك و كذلك مروان البرغوثي ، شلح كان هناك معاندا ، و كذلك مشعل فما الدي تغير بين الأمس و اليوم سوى أن من قتل ياسر عرفات كان يعلم أن غيابه يعني صعود ' النضوة ' محمود عباس الى سدة الحكم ، فمن كان صاحب المصلحة إذن ؟!مع أني اعرف محمود عباس جيدا ، و مع اني كنت وحيدا في مواجهته احيانا كثيرة ، و مع أني حذرت و نبهت منه لسنوات و سنوات ، و سواء استنكر البعض تحذيراتي المتكررة ، او قبل بها البعض الاخر ، الا أني اعترف اليوم ، بأن محاضر ' الدوحة ' المسربة عن اجتماعات عباس مع أمير قطر و رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد فاقت كثيراً أسوأ توقعاتي ، و حتى إن كانت تلك المحاضر صحيحة بنسبة 50% فقط فإنها تشكل وصمة عار أبدية في تاريخ القيادة الفلسطينية ، مع أني اعلم جيدا ان دقة تلك المحاضر ' المسربة ' تقارب نسبة المئة بالمئة و ذلك ما أجمعت عليه كافة المصادر الدبلوماسية و السياسية .
نحن امام مزيج غريب من الخوف و الهلع ، من الإسفاف و التخبط ، من الرهبة و التوسل ، و من الرخص و النفاق و الاستسلام لإرادة حاكم يملي على ' الرئيس الافتراضي ' للشعب الفلسطيني ما يشاء ، و الافتراضي يوافق ، بل يذهب في نفاقه بعيدا ، فيغدر بزعماء مصر و السعودية و الامارات و الاردن متهما إياهم بما يرضي الحاكم القطري ، ثم يعترف شخصيا بان ملاذه الآمن ليس في الاردن حيث الرعاية الكاملة لحله و ترحاله ، لأولاده و أحفاده و أمواله ، و ليس في المملكة العربية السعودية و هو الذي يأتيها باكيا من اجل المال و غير المال ، و ليس في مصر الكنانة التي حملت و تحمل وزر القضية الفلسطينية دما و نارا ، و ليس في دولة الامارات التي قدمت لعباس ما لم تقدمه لأي سياسي عربي اخر ، بل في الدوحة ' فهم أهلي واحتضنوا أحفادي ' ، و في ' الدوحة فقط أستطيع ان أتحدث بصراحة ' !
تسريب محاضر ' الدوحة ' كشف عباس عاريا امام الشعب الفلسطيني ، و بالتالي لم يكن التسريب اعتباطا او نزوعا نحو سبق إعلامي ، بل ضربة سياسية و نفسية مدروسة للعمل الوطني الفلسطيني ، و اكثر تحديدا هي ضربة مؤلمة لكرامة و مكانة و مستقبل حركة فتح.
تسريب محاضر ' الدوحة ' كشف عباس عاريا امام الشعب الفلسطيني ، و بالتالي لم يكن التسريب اعتباطا او نزوعا نحو سبق إعلامي ، بل ضربة سياسية و نفسية مدروسة للعمل الوطني الفلسطيني ، و اكثر تحديدا هي ضربة مؤلمة لكرامة و مكانة و مستقبل حركة فتح ، و بالتالي لا مكان لأي تشدق سياسي او وطني لقيادة حركة جبارة و عريقة مثل فتح و هي تقبل برئاسة او زعامة شخص مثل عباس يهدر كرامتها و عنفوانها على ذلك النحو من الإسفاف و الدونية ، شخص مرعوب يبحث عن ضمانات أمنه و سلامته الشخصية ليس اكثر !
الطرطور او الطربوش او خيال المئاتة محمود عباس حسب أوصاف اختارها عباس بنفسه لنفسه ، حاول ان يتذاكى على مشعل و ينتزع منه ' مفاتيح ' الحرب ، فانتهى بأن سلم الى مشعل ' مفاتيح ' السلام ، ثم حاول ان ينتزع موافقة مشعل على خطوته السياسية القادمة ، فتركه قائد حماس يستمع وحيدا لصدى الريح ، و حاول ان يخاطب هوى حماس التقليدي ضد دولة الامارات المتحدة و محمد دحلان ، فصده مشعل مشيدا باي مدد وصل او يصل الى غزة ، و الكل يعلم ان لا مدد رسمي جاء غير الدعم الإماراتي !
لم أكن انوي ان اغوص مجددا في ' عقدة دحلان ' المتغلغة في وعي و لا وعي عباس ، و المتحكمة بصحوته و منامه ، لولا ان محاضر ' الدوحة ' كشفت جانبا خطيرا من ضعف و تهالك عباس امام اية شخصية قوية و كارزمية ، فهو يشعر بالضعف و الوضاعة امام كل من قبل التحدي وواجه المخاطر بشجاعة ، و الامر هنا ينطبق على محمد دحلان و رمضان شلح ، خالد مشعل و مروان البرغوثي و سمير المشهراوي وغيرهم .
لم أكن انوي ان اغوص مجددا في ' عقدة دحلان ' المتغلغة في وعي و لا وعي عباس ، و المتحكمة بصحوته و منامه ، لولا ان محاضر ' الدوحة ' كشفت جانبا خطيرا من ضعف و تهالك عباس امام اية شخصية قوية و كارزمية ، فهو يشعر بالضعف و الوضاعة امام كل من قبل التحدي وواجه المخاطر بشجاعة ، و الامر هنا ينطبق على محمد دحلان و رمضان شلح ، خالد مشعل و مروان البرغوثي و سمير المشهراوي ، كما ينطبق على الشجاعة السياسية لشخصيات مثل نبيل عمرو و سلام فياض و ياسر عبد ربه و هاني المصري ، و ذلك ما دفع عباس الخائف المرتعش الى مهاجمة ' دحلان ' في الدوحة محاولا استجداء مشعل او تحريض الامير القطري ، ثم يعود الى مهاجمة مشعل من رام الله واصفا الرجل بالطاووس !
اما سياسيا ، فان محاضر ' الدوحة ' تعد كارثة بكل المقاييس ، و لا ادري من فوض عباس او أعطاه الحق في إسقاط مبادرة السلام السعودية بعد ان اجمع عليها كل العرب في قمة بيروت ، و استبدالها بمشروع صائب عريقات و خالد العطية ، و كل ذلك بحجة قطع الطريق على المبادرة الألمانية الفرنسية في مجلس الأمن ، و هل بإمكان عريقات و العطية مواجهة ألمانيا و فرنسا و بريطانيا و السعودية و القمة العربية بمعطيات تلك المحاضر ، ام سنعود مرة اخرى الى نظرية التحريف و التزوير و المؤامرة مثلما حدث في تسريب وثائق عريقات الى قناة الجزيرة ، ذلك التسريب الذي اصبح لاحقا ' سلاح ' الدوحة للسيطرة على عريقات و غير عريقات ؟
محاضر ' الدوحة ' تكشف أيضاً عن أزمة بنيوية عميقة في سلم القيادة ، فقد كشفت عن حقيقة بطعم العلقم لمحمود عباس ، إن لم يكن بطعم أسوأ ، فمدير مخابراته تخلى عنه و لم يدعم روايات و اتهامات عباس الإسرائيلية لحماس ، و كبير مفاوضيه صائب عريقات فضل دور الصليب الأحمر الدولي و لعله لا يستطيع في الدوحة غير ذلك ، اما رئيس وفد الوفاق الأخ عزام الأحمد ، فقد فضل الوفاق مع حماس على التوافق مع ثرثرات عباس.
قراءة متأنية في محاضر ' الدوحة ' تكشف أيضاً عن أزمة بنيوية عميقة في سلم القيادة و السيطرة الفلسطينية ، فقد كشفت تلك المحاضر عن حقيقة بطعم العلقم لمحمود عباس ، إن لم يكن بطعم أسوأ ، فمدير مخابراته ماجد فرج تخلى عنه و لم يدعم روايات و اتهامات عباس الإسرائيلية لحماس ، و كبير مفاوضيه صائب عريقات فضل دور الصليب الأحمر الدولي و لعله لا يستطيع في الدوحة غير ذلك ، اما رئيس وفد الوفاق الأخ عزام الأحمد ، فقد فضل الوفاق مع حماس على التوافق مع ثرثرات عباس ، و كل تلك مؤشرات على انحطاط مكانة عباس في نظر مساعديه المقربين !
ثم تأتي الطامة الكبرى ، فيعلن عباس عن اليأس و الجزع من العرب و الأمريكان و الإسرائيليين ، و طبعا فوقهم فتح و دحلان و الفصائل و حماس ، و يعلن بانه ' زهق من الجميع و طفح الكيل ' ، ثم يضيف بلغة المستجدي المتوسل ' قد بلغت من الكبر عتيا و فشلت في تحقيق شيء لفلسطين ' ، يعترف بالفشل ثم يصمت ، و لا يعلن بشيء من الكرامة نهاية مسيرته السياسية المشبوهة و المضطربة ، بل على العكس يعلن عن التشبث بالحكم و الجاه و المال ، ثم يعود الى رام الله بلبوس الأسد الهصور ليهاجم مشعل و حماس ، فلما الشكوى إذن يا ابن عباس ، و لمن الشكوى إذن ، و هل فقط لتسمع الامير القطري و هو يقول ' كل البلاء من العرب ' ؟
تذكرت و أنا اقرأ محاضر ' الدوحة ' مشهدا نادرا حدث في القاهرة ، حين أوقف الزعيم الراحل ياسر عرفات العالم على رؤوس أصابعه و هو يرفض توقيع خرائط الحل الانتقالي ، متحديا قادة العالم بكبرياء و كرامة ، و فتشت عن الصورة المعبرة عن تلك اللحظة ، لحظة الكرامة و القوة ، قوة الروح الفلسطينية المتماسكة الصلبة ، و سألت نفسي ، و أسألكم جميعا ، ما الذي تغير بين الأمس و اليوم؟
تذكرت و أنا اقرأ محاضر ' الدوحة ' مشهدا نادرا حدث في القاهرة ، حين أوقف الزعيم الراحل ياسر عرفات العالم على رؤوس أصابعه و هو يرفض توقيع خرائط الحل الانتقالي ، متحديا قادة العالم بكبرياء و كرامة ، و فتشت عن الصورة المعبرة عن تلك اللحظة ، لحظة الكرامة و القوة ، قوة الروح الفلسطينية المتماسكة الصلبة ، و سألت نفسي ، و أسألكم جميعا ، ما الذي تغير بين الأمس و اليوم ، حماس كانت موجودة في زمن عرفات ، و فتح كانت قوية و مشاكسة ، دحلان كان هناك و كذلك مروان البرغوثي ، شلح كان هناك معاندا ، و كذلك مشعل فما الدي تغير بين الأمس و اليوم سوى أن من قتل ياسر عرفات كان يعلم أن غيابه يعني صعود ' النضوة ' محمود عباس الى سدة الحكم ، فمن كان صاحب المصلحة إذن ؟!