أخر الأخبار
شبهات فساد في صفقة حبوب أوكرانية أمريكية
شبهات فساد في صفقة حبوب أوكرانية أمريكية
الكاشف نيوز:
نشبَ نزاع بين مستثمرين أمريكيين وشركة أوكرانية على أموال مفقودة في صفقة حبوب، في خضم تساؤلات مزمنه عن التزام كييف بمكافحة الفساد.
وأفادت شركات أمريكية تمثل بعض أكبر الدائنين الأجانب من القطاع الخاص لأوكرانيا إن جهودها لاسترداد أصول بقيمة 130 مليون دولار أعاقتها قطاعات من حكومة كييف.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الشركة الأوكرانية المتورطة في النزاع تزعم بدورها بأنّ الشركات الأمريكية تستغل الحرب المستمرة في أوكرانيا للاستيلاء على أعمالها في تجارة الحبوب والاستحواذ على الشركات التابعة لها.
ورغمَ أنّ النزاع لا يزال عالقاً في المحاكم في أوكرانيا والمملكة المتحدة وسويسرا، فهو يسلط الضوء على التحديات التي تواجه حكومة تعتمد على الدعم الغربي، بما في ذلك الاستثمار الخاص، ولكنها تعاني منذ فترة طويلة من مزاعم الفساد.
جهود مكافحة الفساد
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نال الثناء على جهوده للقضاء على الكسب الحكومي غير المشروع لكنه لا يزال يواجه أسئلة تتعلق بجهوده لمكافحة الفساد.
ومع ضخ الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين مليارات الدولارات من المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، يقول بعض المشرعين الأمريكيين إن هناك حاجة أكبر لضمان عمل الحكومة بشفافية.
وفي 2022، احتلت أوكرانيا المرتبة 116 من أصل 180 دولة على مؤشر مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية، مما يعدّ تحسناً بمركز واحد عن ترتيب أوكرانيا في العام السابق.
ويدور النزاع الحالي على 95 مليون دولار أقرضتها شركتا Argentem Creek Partners وInnovatus الأمريكيتان إلى شركة GNT Group الأوكرانية. 
ومع ذلك، أخفقت GNT Group في سداد مدفوعات للشركتين الأمريكيتين العام الماضي، ثم قامت بتصفية 130 مليون دولار من أصولها، وفقاً لسجلات المحكمة التي تضمنت تفاصيل تحقيقات ما قبل المحاكمة من قبل الشرطة الوطنية الأوكرانية.دين بأسهمها الأوكرانية، بما في ذلك واحدة من أكبر محطات الحبوب الأوكرانية الواقعة في أوديسا.
النظام القانوني
وعزّزت بعض بنود النظام القانوني الأوكراني جهود المستثمرين لاسترداد الأموال، وفقاً أحكام المحكمة. لكنّ الشركتين الأمريكيتين تزعمان أن الجهود المبذولة لتنفيذ الأحكام قد أعيقت من قطاعات مختلفة من منظومة البيروقراطية الأوكرانية، بما في ذلك المسؤولون في وزارتي البنية التحتية والعدل.
وقال دانيال تشابمان، الرئيس التنفيذي لشركة Argentem Creek Partners: "لقد رأينا هيئات من النظام الأوكراني تتصرف بشكلٍ رائع في هذه الحالة، لكن هناك بعض الأقسام الأخرى ما برحت تتعامل وفقاً للقواعد القديمة".
وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية أن الحكومة الأمريكية على علمٍ بالقضية وناقشتها مع المسؤولين الأوكرانيين، لكنهم رفضوا التعليق على التفاصيل مشيرين إلى استمرار المحاكمة.
ويعود هذا النزاع القانوني إلى العام الماضي، إذ قال المستثمرون الأمريكيون إنهم دخلوا في محادثات لإعادة هيكلة ديون شركة GNT Group وكانوا على استعداد لمنح الشركة إعفاءات بالنظر إلى ظروف الحرب.
لكنهم قالوا إنهم يشعرون بالقلق بعد أن أخفق مساهمو الشركة ومديرها المالي في الكشف عن خسائر الميزانية العمومية الفادحة  العام الماضي بسبب التصفية غير المبررة لمخزون الحبوب وبذور عباد الشمس.
تفسيرات متضاربة للتصفية
وقال المستثمرون الأمريكيون إن مالكَي الشركة - سيرغي غروزا وفولوديمير نومينكو - قدّما منذ ذلك الحين تفسيرات متضاربة للتصفية، ورفضا تقديم وثائق للخسائر، وحرصا على منع وصول المستثمرين إلى مكاتب الأعمال والمحطات وغيرها من الأصول.
وقال غروزا في تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن الشركة تخلصت من المخزون الذي فسد عندما عطّلت الحرب مؤقتاً عمليات المحطات.
نفي وإنكار
وأضاف "لقد نَفَت GNT ولا تزال تنكر اختلاس الحبوب، وقدمت للدائنين العديد من المستندات التي تؤكد الضرر الذي لحق بالحبوب".
ورفض مالكا الشركة الأوكرانية الاتهامات التي وجهتها إليهما الشركتان الأمريكيتان الدائنتان، وقالا إنهما مستعدان لمناقشة إعادة هيكلة الديون مع مقرضيهما.