أعرف جيدا أن الزنجبيل ليس مادة غذائية عليها طلب سريع في الاسواق، وقد لا يعني أي طرف في الاسرة الاردنية من غيابها أو عدم حضورها على المائدة أو في جوانب المطبخ (لستّ البيت)، لكن أن يصل سعر الكيلو الواحد منها الى ستة دنانير مع التشديد على حرف الياء فتلك مسألة صعبة ولا مبرر لها.
وأعرف جيدا أن الليمون مادة غذائية ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها في المنزل في كل الموائد أو في درجات الطبخ وله احتياجات عديدة لا مناص من توفره شاء الرجل أم أبى، وأن يصل سعر الكيلو الواحد منه الى قرابة ثلاثة دنانير فتلك معادلة تدخل في باب ما لا يصدق خاصة أننا ابتعدنا منذ زمن عن شهر رمضان الفضيل ولا مبرر لهذه الدورة السعرية المرتفعة الا اذا كان باب التصدير مفتوحا على مصراعيه.
واعرف أن العنب مادة غذائية جماهيرية وهو منتج أردني مميز وفي قمة موسمه السنوي لكن أن لا تنخفض قيمته السعرية عن الدينارين الا قليلا فتلك صرعة لا مجال الا للوقوف عندها والتساؤل عنها لانها معادلة لا تخضع لميزان الطلب والعرض.
لن أتحدث عن التين الاسود ولن أتحدث عن أصناف لا أعرفها ولا أرغب أن أساهم في حالة استفزاز خلق الله، بعرض أصناف تشدك من جيبك بعيدا عن المولات والاسواق المتخصصة.
هذا التطنيش الذي تمارسه الاجهزة المختصة وترك السوق لوحده دون تدخل ملموس ترك المواطن ضحية قوى التحكم بالاسعار وجعل النمط المتحكم بالمتغيرات السعرية هو ظاهرة فلتان الاسعار، وأصبح الوضع فيه الحليم حيران كما يقولون، من أين يستطيع المواطن الغارق تحت طائلة الديون والطلبات التي لا يمكن مواجهتها وتدني الرواتب التي أكلها حوت تضخم الاسعار بما جعل القدرة الشرائية تنخفض الى الحضيض يتطلب وقفة جادة ومراجعة جذرية لوسائل التحكم في الاسواق ومخرجاتها للحيلولة دون فرض مزيد من المعاناة على غلابى الوطن الذين يبيتون على الطوى ونسمع صراخهم هنا وهناك ولا حياة لمن تنادي.
ولا بد من أن تعي الحكومات المتعاقبة ووسائل الرقابة الشعبية والدستورية أنه حان الآوان للتدخل في معادلة الرواتب بصورة جدية لمواجهة الغلاء الفاحش الذي يجعل رغيف الخبز حلما ويجعل من الجوع كفرا والصدور لم تعد تحتمل غياب النار عن القدور ....!