إبراهيم حمامي، وجه معروف، وله صورة في ذهن كل فلسطيني وعربي ومسلم، نترفع عن توصيفها في هذه السطور.. السيد أو "الأخ" حمامي الذي يتصرف كما لو كان وكيل الله في الأرض، وقد نصب نفسه رقيباً عتيداً يحصي أنفاس البشر وأفعالهم، هوى بسيفه "اللندني"، هذه المرة على رأس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بما نشره على صفحته في "الفيس بوك" بعنوان "حركة الجهاد تزج بحزب الله عنوة في حرب غزة"!
في كل مرة يطل فيها السيد حمامي بصخبه وصراخه المعروف، لا يجد من يوقفه عند حده،أو من ينصحه بأن المفسدة في صراخه والضرر على الإسلام وفلسطين والمقاومة، أكثر من أي منفعة يتخيلها هو ومن يصفقون له، وربما يربتون على كتفه "الله يعطيك العافية!!" ظناً بأنه قد انتصر وطرح بخصمه أرضاً بالصرخة أو بالشتيمة القاتلة!
هذه المرة وقع الحمامي في شر طباعه، ومن طبعه الذي ظهر في اطلاته الإعلامية، أنه شخص متسرع ومندفع لدرجة أنك تشك إذا كانت كلمات مثل الهدوء، أو التروي، أو التحقق، أو التدبر، أو الحكمة موجودة في قاموسه اللغوي! من هنا، فإن من حق حركة الجهاد، التي لا يخفى دورها على أحد في معركة البنيان المرصوص والعصف المأكول، جنباً إلى جنب مع كل القوى والفصائل، وخاصة الشقيقة حماس، من حقها علينا أن نذب عنها، وأن نبين للسيد حمامي الأخطاء التي ارتكبها في حق هذه الحركة، من الناحية الشرعية، والأخلاقية والوطنية والإنسانية، وهي كما يلي:
1- لم يقل لنا "الأخ في الله" ما هو دليله على أن هذه اللافتات التي يتحدث عنها رفعتها حركة الجهاد الإٍسلامي. ألم يطالبنا الله عز وجل بالتبين قبل إصدار الأحكام؟ (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) هل تبين الأخ الحمامي، أم أنه مرد افتراض وظن؟ .. "إن بعض الظن إثم".
2- إن هذه اللافتات التي لم تأخذ مساحة تستحق الصراخ من لندن، موقعة باسم لا يعرفه أحد "ملتقى شباب الصمود" وعليها شعارات حزب الله وحماس والجهاد! لماذا يسقط الأخ حماس أو غيرها من حسابه ويفترض أن الجهاد تقف خلفها؟!
3- إذا كان الأخ الحمامي يعتبر هذه اللافتات منكراً وجريمة تستحق الصراخ منها بهذه الطريقة، فهناك إدارة وسلطة في قطاع غزة، لا نظن أن الأخ الحمامي يشكك في غيرتها على الإسلام والمقاومة وسوريا، فلماذا تركت سلطة غزة هذه الرايات، التي لا ندافع عن وجودها ولا ندينه، ولا نعلم من علقها، لكنه السؤال المشروع للأخ الذي يطفح غيرة على الدين والوطن، لا يملك أهل غزة وحكومتهم منها شيء!!
4- إذا كانت الإشارة الضمنية إلى حزب الله، كما تستنج عبقرية السيد حمامي، ممنوعة ومنكرة ومدانة إلى هذا الحد، ماذا يقول لنا الأخ إبراهيم في ما قاله القائد الدكتور محمود الزهار، (أبو الشهيدين) عندما ظهر بعد الحرب جالساً على أنقاض بيته المدمر، وذكر كلاماً إيجابياً عن علاقة حركة حماس بحزب الله وإيران، وشكرهم على دورهم في دعم المقاومة، وأيضا ما قاله الأخ خالد مشعل في حديث له مع التلفزيون الإيراني أثناء الحرب، بأنه لولا دعم إيران ما استطاعت المقاومة أن تحقق الإنجازات التي حققتها خلال السنوات الأخيرة؟! هل هؤلاء القادة يدخلون حزب الله وإيران عنوة في انتصار غزة؟!
5- إننا نسأل السيد حمامي بكل صراحة، هل هو الموقف من حزب الله فعلاً، أم هو "شر بايت" وتصفية حساب مع حركة الجهاد، وعودة إلى الأسطوانة المشروخة، أسطوانة علاقة الحركة بإيران والشيعة؟ يبدو أن بعض الناس، والأخ حمامي منهم، يريدون العودة إلى هذه الفتنة، ليسلبوا حركة الجهاد كل إنجاز حققته في معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني؟
6- ما لا يعرفه الأخ حمامي، أو ربما يعرفه لكن يتناساه، أن حركة الجهاد لا تنكر علاقتها بإيران وحزب الله، وليست بحاجة إلى تورية ولا إقحام، لو كانت تريد رفع لافتات لفعلت في وضح النهار،لكن كل ما في الأمر أنها تذكر الحمامي بأنها لم تفعل ذلك، فلماذا يحاكمها، على طريقته، على شيء لم تفعله؟!
7- إذا كانت هذه اللافتات وضعت في مكان محدود بغزة، كم عدد من سيراها من الناس أو يهتم بها؟ وما المصلحة بإثارتها عبر وسائل التواصل والانترنيت؟ ما هي الرسالة المقصودة هنا؟ ولمن يوجهها؟ ونحن لا نفهم منها سوى التحريض ضد حركة الجهاد، لأن شتائم الأخ حمامي ضد حزب الله معروفة، خاصة بهذه الطريقة التي لا تليق بآداب وأخلاق المسلم التي تعلمها الأخ الحمامي في دروس التربية الإسلامية، ألم يقل رسولنا صلى الله عليه وسلم " ليس المسلم بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"؟
8- ليس من حق الأخ حمامي أن ينصب نفسه وصياً على أحد، ليصور الناس ويشكلهم كيف يشاء! كونوا حزب النور، أو لا تكونوا! وإذا كان هذا غمزا في علاقة حركة الجهاد بحركة حماس، قياسا على علاقة حزب النور بالإخوان، فاسأل وفد حماس المفاوض في القاهرة عن إخوانهم في الجهاد، واسأل أهل غزة عن سلوك الجهاد في الميدان وعلاقة سرايا القدس بكتائب القسام؟
9- يبدو أن بعد المسافة بين لندن وغزة، جعل الأخ الحمامي لا يبصر 2.5 مليون طن ردم في القطاع، ولا يلتفت إلى حجم الكارثة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان. فقط رأي لافتة تتحدث ضمناً عن حزب الله، فأدان حركة الجهاد وحملها المسؤولية! أيضاً يبدو أنه لم يسمع ما أطلقه رئيس السلطة من مواقف تنذر بحدوث مشكلة كبيرة بين حماس وفتح، والآن الأخ يتطوع عن بعد لإحداث مشكلة بين حماس والجهاد! آخر ما تحتاجه حماس بعد هذه الحرب المجنونة، هو حدوث مشكلة بينها وبين أي فصيل فلسطيني كائناً من كان، فكيف إذا كان هذا الفصيل هو رفيق درب الجهاد والمقاومة؟! هل هذا التصرف من السيد حمامي يذكرنا بالدب الذي قتل صاحبه، وعلى الأقل يحرجه هذه المرة؟!
10- إذا كان الأخ حمامي سعيداً بتنصيب نفسه وصياً وأستاذا على الشعب الفلسطيني وعلى مقاومته ومجاهديه، فلماذا يشتغل بنظام الأستذة عن بعد؟! ننصح الأخ الحمامي أن لا تظل لندن
مرابض خيله! وليتفضل ينزل إلى غزة ليعلم أهلها الوطنية والمقاومة والسياسة وكل ما يريد، ونعده أن غزة وفي مقدمتها حركة الجهاد، سترفع لافتات باسمه صراحة لا تورية، ترحيباً بقدومه وعودته، ليشارك أهل غزة محنتهم ونكبتهم، ويمارس أستاذيته عليهم عن قرب، لكن ننصحه أن يترك لسانه وعصبيته في لندن، لأن أهل غزة مزاجهم حاد، لكنهم مؤدبون، إنما لصبرهم حدود، وإن شئت اسأل نتنياهو!