هو تساؤل املته التطورات التى اصبح بموجبها تنظيم داعش ، او « دولة الخلافة الاسلامية « هما الحدث الاول والقضية الاولى بعد الاعلان عن قيام تحالف دولي يتكون من اربعين دولة لمحاربة هذا التنظيم الذي قارب عدد منتسبيه ممن يحملون السلاح قرابة الخمسين الف مقاتل ، وبات الفرز بشان مواجهة هذا التنظيم او عدمه هو المعيار الان في تحديد من هم مع الارهاب ويدعمونه ومن هم ضده ويحاربونه ، ونظرا للغموض الذي مازال يكتنف موقف جماعة الاخوان المسلمين بصورة عامة والتنظيم المصري بصورة خاصة بات التساؤل السابق مشروعا الى حد كبير .
ولربما هذا هو السبب الذي دفع شخصية دينية معروفة بمستوى الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية إلي القول إن “الفئات الضالة الخبيثة كالقاعدة وداعش والنصرة خرجت من عباءة الإخوان المسلمين”، مشيرا إلى أن “دعاة الفتنة الذين يدعون الناس إلى جهنم، غرروا بالناشئة وشتتوا شمل الأمة، ودمروا الأسر”.
ويتوقف الكثير من المراقبين عند تجاهل الاخوان المسلمين باعتبارهم « دعاة وسطية ويرفضون التطرف والارهاب « تجاهلهم لما يقوم به تنظيم داعش او دولة الخلافة الاسلامية من اعمال بربرية أساءت وتسيء لصورة الاسلام والمسلمين وتقدم هذا الدين الحنيف وكأنه عقيدة للقتل والنحر واضطهاد الاخرين من الديانات والملل الاخرى في عملية تبدو وكانها مبرمجة لتعزيز الصورة النمطية بان الاسلام هو دين القتل والدماء وهي التي اصبحت سائدة في الغرب بسبب هكذا اعمال قامت بها القاعدة من قبل ومجموعات السلفية الجهادية في مصر والعراق وسوريا .
وما يجعل من ذلك التجاهل مريبا اكثر هي تلك المعلومات التى جرى تداولها علي نطاق واسع قبل اسبوعين في الكثير من وسائل الاعلام العربية والاجنبية والتى تتحدث عن اتفاق بين تنظيم الاخوان المسلمين المصريين والمدعي بالخلافة ابو بكر البغدادي من اجل ان يقدم هذا الاخير وتنظيمه الدعم لاخوان مصر للثأر من نظام السيسي ، وهي معلومات ورغم خطورتها لم تقم الجماعة بنفيها وتركتها دون اي تعليق في محاولة كما يبدو لاخافة الطرف المصري الرسمي ومحاولة ارهابه .
وفي موضوع الحلف الدولي ضد داعش وخلافتها الاسلامية يزداد السؤال الحاحا وحيرة في موضوع « موقف الاخوان « ، فالخط البياني لتنظيم الاخوان المسلمين في اكثر من عاصمة يؤشر علي ان الاخوان بصورة او باخرى هم ضد التحالف الدولي لضرب داعش والقضاء عليه ، فلدينا في الاردن تذرعت الحركة بالامن الوطني الاردني ومخاطر انضمام الاردن لذلك التحالف وارتداداته على الوضع الامني في تبرير رفضها الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش مع علم الحركة وواجهتها السياسية التى اصدرت بيان الرفض « جبهة العمل الاسلامي « ان الاردن اكثر الدول بعد العراق وسوريا بحكم وضعه الجيوسياسي واقع تحت وطأة التهديد المباشر لهذا التنظيم الارهابي وان الانضمام للتحالف الدولي هو بمثابة ضربة وقائية واستباقية لتعزيز منعة الامن الوطني وحماية حدود الاردن.
وينسجم تماما مع هذا الموقف ، موقف « اخوان سوريا « الذين رفضوا هذا التحالف ولكن بحجة واهية اخرى ينطبق عليها قصة هارون الرشيد وابو النؤاس « عذر اقبح من ذنب « وهي رفض اي تدخل عسكري في سوريا قبل ان يكون هذا التدخل موجه ضد النظام في محاولة للتفريق بين ارهاب النظام وبين ارهاب داعش ، وتكتمل صورة مواقف التنظيم العالمي للاخوان المسلمين بالموقف التركي وموقف الرئيس رجب طيب اوردغان الذي يرفض كما تفيد المعلومات الصحفية التى يجرى تداولها مؤخرا ان يقوم باي دور عسكري مباشر ضد داعش رغم انه عضو في حلف الناتو ، وهو موقف يصعب تبريره بذريعة ان هناك دبلوماسيين اتراك مازالوا معتقلين لدي داعش ، بل ما يجعل الامر يبدو ابعد من ذلك هي تلك المعلومات التي كشفت عنها الصحافة التركية المعارضة والتى تحدثت عن وجود جرحى لداعش يتلقون العلاج في المشافي التركية ، وكذلك فضيحة السلاح والذخيرة التركيتين الموجودة لدى عصابات التنظيم .
هل كل ما سبق مجرد مصادفة ام ان بين الاخوان وداعش حبلا سريا من الاهداف والمعتقدات بل والمصالح ؟؟