أخر الأخبار
مصالح وأجندات في الحرب على الإرهاب بالمنطقة!
مصالح وأجندات في الحرب على الإرهاب بالمنطقة!

الثابت انه تم اعداد المسرح في الشرق الاوسط لحرب واسعة طويلة بقيادة " الرئيس الصالح " اوباما ، كما وصفه الزميل الكاتب وائل عبد الفتاح . والثابت ايضا ان لهذه الحرب اهدافها المعلنة واهدافها الخفية ، لأن الحقائق والمعلومات المعلنة تؤكد ان الولايات المتحدة على علم ودراية بالحلفاء الذين يمولون ويسلحون هذه الفصائل المتطرفة ، وكان بالامكان تجفيف منابع التمويل والتسليح دون الحاجة لشن حرب جديدة في المنطقة ، لا نعرف اضرارها واثارها السلبية على الدول التي نجت من التفكيك وحافظت على كياناتها واستقرارها عندما ضرب ربيع الفوضى المنطقة .
والذين تابعوا تصريحات وزير الدفاع الاميركي تشاك هايغل تأكدوا ان واشنطن لا تريد خوض قتال بري وستكتفي بالقصف الجوي ، وتقديم الاستشارات العسكرية ، في المراحل الاولى من القتال ، ولكنها تسعى الى اشراك دول التحالف في المنطقة بعمليات برية ، اضافة الى المشاركة في التمويل والتدريب . ولكن الموقف قد ينقلب بناء على التطورات على الارض في وقت ما ، يقررها الوضع العسكري في العراق اولا، وبالذات مدى اقتراب " داعش " من حقول النفط وحدود اقليم كردستان .
وامام هذا المشهد لا اعتقد ان الساحة الاقليمية ستكون مفتوحة لجيوش وطائرات التحالف فحسب ، بل سيكون هناك حرب اخرى ضد الارهاب يقودها محور آخر يتشكل من ايران وروسيا وسوريا ، لأن الحرب الاميركية على الارهاب هي حرب انتقائية . فالادارة الاميركية بقيادة "الرئيس الصالح" اوباما الذي وعد بالتغيير وعدم خوض حروب جديدة ذات يوم ، اكتفى بدعم " المعارضة السورية المعتدلة " الا ان واشنطن قلقة من وصول هذه الاسلحة الى المكان الخطأ ، خشية ان تقع بايدي المتشددين ، لأن هناك عدم وضوح في موقف بعض الفصائل المسلحة العاملة في سوريا ، اضافة الى المخاوف التي فرضها تشكيل التحالف ، واهدافه الغامضة في سوريا .
 الحقيقة ان لا احد يستطيع التكهن بحدود هذه الحرب ، او اتجاه رياحها ، او حجم تداعياتها على الصعيدين الاقليمي والدولي ، لأن العملية معقدة جدا من حيث الاهداف والاجندات داخل التحالف الجديد ، فلكل دولة حساباتها وظروفها ورؤيتها ، وقد تتعارض الاهداف ،أو تتقاطع المصالح في لحظة تاريخية ، لعدة اسباب وهداف ، وفي مقدمة هذه الاسباب ان هناك من يرى أن الاولوية الضرورية في برنامجه اسقاط النظام في سوريا ، وهناك من يرى ان الفرصة متاحة للبدء بتشكيل الشرق الاوسط الجديد ، وهناك من يخشى من تداعيات هذه الحرب ، ويتخوف من نشر المزيد من الفوضى ، ومن تفكيك الانظمة والكيانات وضرب الامن والاستقرار ، وآخرون يرون ان الولايات المتحدة ، وحسب مصالحها ، تتجنب ضم بعض التنظيمات الى قائمة الارهاب ، وهي دول تعاني من ارهاب حقيقي ، وتخشى من مفككي الدول وآكلي الانظمة وناهبي الثروات .
في النهاية نقول ان المشهد معقد جدا ويشوبه الغموض والتوتر ، لأن الولايات المتحدة التي تقود التحالف ، وبعض الحلفاء ، وبعد نجاح حقبة تكريس الطائفية وتخريب نسيج المجتمعات العربية نتيجة استخدام الاسلام السياسي ، يريدون استنهاض ، او خلق ، عروبة جديدة (صناعة اميركية ) ، خصوصا في العراق ، تحت شعار ضرب "داعش " من اجل مواجهة النفوذ الايراني والروسي في العراق وسوريا ، على طريقة خلق القاعدة في افغانستان لمواجهة المد السوفياتي والشيوعي ، ولكن الرياح الواقعية قد لا تجري حسب كل ما تشتهيه السفن والطائرات الاميركية.