أخر الأخبار
حربنا المفتوحة على الحدود الشمالية
×
لا يجب أن ننسى للحظة واحدة الحرب المستمرة التي تخوضها قواتنا المسلحة – الجيش العربي على شريط حدودنا الشمالية البالغ 378 كم. انها حرب ضروس يومية يخوض فيها جنودنا البواسل واجب الدفاع عن الأرض والعرض والمصالح، ضد آفة تهريب المخدرات والأسلحة، يطبقون قواعد الاشتباك بكل احترافية وشجاعة، جنبتنا للآن الشر الذي يأتينا من حدودنا الشمالية. ما نسمع عنه من إمساك للمخدرات أو قتل للأشرار على الحدود هو الجزء القليل مما يحدث فعليا، فالاشتباك والدفاع عن الحدود عمل يومي مستمر، رتب أعباء كبيرة على الأردن، فقواتنا المسلحة التي تحمي الحدود من جانب واحد، دون أن يكون هناك أي فعل عسكري منظم يوقف الشر من داخل سورية.
سورية خرجت منهكة من الحرب عسكريا واقتصاديا، وما تزال تستبيحها الميليشيات المدعومة من إيران ومن جماعات الإجرام المنظم، يصنعون المخدرات ويهربونها طلبا للمال الشحيح في سورية. لم تستطع سورية الرسمية وقف هذه الأعمال غير القانونية للآن، وتقارير تتحدث عن إغماض الأعين وربما الدعم غير المباشر من جهات رسمية سورية بهدف تصنيع المخدرات وتهريبها طلبا للمال، وهذا يشكل خطرا محدقا على الأردن ودول الإقليم الاخرى.
أدواتنا للآن للتعامل مع هذا الأمر عسكرية وأمنية بمحاولة وقفها بالقوة، وهذا يحدث يوميا بين الحين والآخر بعمليات نوعية شهدنا فيها قواتنا المسلحة تشن هجمات نوعية على مصانع وأشخاص متورطين. الأداة الأخرى هي الاشتباك السياسي والدبلوماسي نقول خلالها لسورية بضرورة بذل الجهود لوقف ما يحدث، ومنطق الاشتباك مع سورية محكم حيث أن عودتها السياسية وتغيير سلوكها هو الطريق الأفضل لتخفيف العقوبات وبالتالي إعادة الإعمار ومن ثم التعافي الاقتصادي. غير واضح للآن إذا ما كانت سورية تقبل وتقدر هذا الاشتباك، أم انها ما تزال حبيسة غرورها السياسي الذي أعادها عقودا للوراء وقتل ما يزيد على 400 ألف سوري وأدخل سورية معاناه اقتصادية حقيقية تنذر بثورات جديدة.
ما يحدث على الحدود الشمالية خطير وحقيقي لا يجب أن يؤخذ على أنه شيء مؤقت سينتهي، بل إستراتيجية بعيدة المدى أصابع إيران وأسلوبها العملياتي واضحة المعالم فيه، وما الطائرات المسيرة الا أوضح دليل على ذلك. سورية اما عاجزة أو متواطئة مع ما يحدث، وهذا مؤسف لا ينم عن تقدير لأهمية الجيرة الجيدة أو لموقف الأردن الذي لولا مواقفه ابان الحرب في سورية لتغير النظام فقد كنا صوت العقل عندما جن الجميع. الوضع غير مستدام ولا يمكن الاستمرار به بالنسبة للأردن، سيوقفه بقوة النار وبالاشتباك السياسي مع سورية. على سورية وإيران أن يدركا أن الأردن ليس كأي دولة أخرى فلن يقبل أن تدنس حدوده ويدخل إليه الشر، ومن يقرا التاريخ الأمني والسياسي للأردن، ويعلم احترافية وصلابة جيشه وأجهزته، يدرك أنه لا يجب أن يعبث معه. الأردن يدرك ويعي المعاني الإستراتيجية بعيدة المدى جراء ما يحدث على حدوده الشمالية، وبالتأكيد سيكون جاهزا لكافة الاحتمالات وأشد السيناريوهات قتامة.
آخر اخبار القسم
مختارات الكاشف
- حرب إسرائيل الجديدة
[المشاهدات: 1]
- “خلال أيام”.. إسرائيل تتجه لوقف إطلاق نار في لبنان
[المشاهدات: 2]
- البيت الأبيض: اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان صار “قريبا”
[المشاهدات: 2]
- الأهلي السعودي يهزم العين الإماراتي في دوري أبطال آسيا
[المشاهدات: 2]
تابعونا على الفيس بوك