لن نسكت وسنبقى ندافع عن هذا الوطن وعن هذا النظام أيضاً فـ»الإخوان المسلمون» على لسان حزبهم حزب جبهة العمل الإسلامي يعتقدون أن السكوت على مخالفاتهم القانونية وعلى إرتباطهم التنظيمي بـ»إخوان» مصر وبالتنظيم العالمي لـ»الجماعة» ،الذي أعتبر تنظيماً إرهابياً حتى من قبل الجامعة العربية، دلالة خوف وخشية وليس دلالة تسامح وهذا يجب وضع حدٍّ له ونحن نعيش في منطقة ملتهبة وحتى لا نضطر إلى حلٍّ هذه العقدة بأسناننا لأننا أضعنا الوقت ولم نحلها بأصابعنا.
آخر استهدافٍ لهذا البلد واسفزاز لأهله الشرفاء المخلصين الذين لا يغردون للآخرين ولا يبيضون في أعشاش ما وراء الحدود هو إصدار بيان تحريضٍ ليس فيه ولا حرفاً واحداً صحيحاً يدعي فيه «الإخوان» ، بإسم وجه عملتهم الآخر حزب جبهة العمل الإسلامي، أن هناك فيدرالية إقتصادية أردنية مع الكيان الصهيوني وحيث إمعاناً في هذا الإستهداف وفي هذا الإستفزاز ولمزيد من التحريض والتشويه وجهوا دعوة «لمن يرغب» لحضور اجتماع من المفترض أنه انعقد أمس السبت «بمن حضر» في مقر هذا الحزب في منطقة العبدلي.
لقد تمادى هؤلاء أكثر من اللزوم لأنهم استمرأوا السكوت غير المبرر على استفزازاتهم وعلى تجاوزاتهم ومخالفاتهم ولأنه سُمح لهم أن يكونوا فرعاً للإخوان المسلمين في مصر ولأنه سمح لهم ، وهم يدَّعون أنهم «جمعية» وليس حزباً سياسياً، أن يمارسوا كل أشكال العمل السياسي العلني والسري ولأنه سمح لهذه «الجمعية»!! أنْ تشكل حزباً هو حزب جبهة العمل الإسلامي ولأنه سمح بأن تكون قيادة هذه «الجمعية» ،المراقب العام ومجلس الشورى، قيادة هذا الحزب الذي لا يضم ولا عضواً واحداً من غير «الإخوان»!!.
عندما يصف الإخوان المسلمون إتفاقية الغاز مع إسرائيل، التي اضطر إليها الأردن على أساس أن :»الضرورات تبيح المحظورات»، بأنها فيدرالية إقتصادية مع الكيان الصهيوني فإنهم في حقيقة الأمر يوجهون دعوة للإرهاب لـ»داعش» ، التي يعتبرون أن الحرب عليها ليست حربهم والتي لم يستنكروا بشاعتها وجرائمها وإساءاتها للدين الإسلامي العظيم، لإستهداف هذا البلد ، المملكةالأردنية الهاشمية، الذي من المفترض أنه بلدهم والذي من المفترض أنهم يساهمون في استقراره وتماسكه وهو يقع وسط هذه العواصف الهوجاء التي تضرب المنطقة.
ألا يخجل هؤلاء من الشعب الأردني ومن أنفسهم أن يكذبوا على أنفسهم وعلى هذا الشعب الصامد المتماسك ويصفوا إتفاقية أضطر إليها بلدنا إضطراراً ولم توقع إلاَّ بالأحرف الأولى حتى الآن انتظاراً للبديل الذي نسعى إليه ليلاً ونهاراً بأنها :»فيدرالية إقتصادية أردنية مع الكيان الصهيوني».. ألا يعني هذا إعطاء مبرر لـ»داعش» وغير «داعش» لاستهداف هذا البلد كما يستهدف الآن دولاً عربية أخرى!!.
ثم وإذا كانت إتفاقية الغاز هذه :»فيدرالية إقتصادية أردنية-مع الكيان الصهيوني» فلماذا يا ترى لا يكون الإستمرار بتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل في عهد حكم الإخوان المسلمين ومحمد مرسي فيدرالية إخوانية مع هذا الكيان الصهيوني..؟! ولماذا لا يكون استمرار «حماس» ، التي هي فرع «الإخوان» في فلسطين، باستيراد الطاقة الكهربائية من دولة «الكيان» فيدرالية حمساوية-مع الكيان الصهيوني؟! وأيضاً ولماذا لا يكون التعاون الإسرائيلي-التركي وفي كل المجالات حتى المجالات العسكرية حتى في عهد «أمير المؤمنين» رجب طيب أردوغان فيدرالية تركية مع الكيان الصهيوني؟!.. لماذا يا من أجسادكم هنا في الأردن وقلوبكم وعقولكم عند التنظيم العالمي وعند يوسف القرضاوي والمرشد العام محمد بديع ترون القشة الصغيرة في عين هذا البلد ولا ترون كل قطع الخشب الكبيرة هذه التي في عيون «إخوانكم»؟!.
إنكم من خلال كل هذا التحريض على هذا البلد تستدعون الإرهاب إستدعاءً لضربه والواضح بل المؤكد أنكم ما زلتم تحتفظون بصلات القربى السياسية مع «داعش» التي تقولون أن الحرب عليها ليست حربكم ومع «القاعدة» التي حتى الآن وحتى بعد استهدافها للأردن في عام 2005 لم تستنكروا جرائمها المشينة ولو استنكاراً ناعماً وخجولاً.. وأيضاً مع :»أنصار بيت المقدس» الذين هم الذراع الإرهابي لـ»إخوان» مصر.. والذين يتجنبون إلقاء ولو حجراً صغيراً في اتجاه الجنود الإسرائيليين على الخط الآخر من سيناء ويتفننون في تمزيق أجساد الجنود المصريين بالمتفجرات والصواريخ والقنابل.. وهكذا وفي النهاية فإننا نقول : لقد طفح الكيل وإن للصبر حدوداً!!.