لم يصل العالم للان إلى تعريف واضح ومحدد للإرهاب , في النهاية المصطلح بالعربية مشتق من كلمة الرهبة والإرهاب هو التخويف , وتصنيف داعش بالإرهاب فيه ظلم لداعش وللمصطلح .
هناك شيء إسمه الإجرام , فعملية جز الرأس بالسكين ليست سلوكا إرهابيا هي سلوك إجرامي , وهو يمارس على مستوى الأفراد وعلى مستوى الجماعات , وعملية تهجير الناس وإجبارهم على إعتناق الإسلام أو قتلهم هي جريمة منظمة أيضا ...ولكننا للأسف ترجمنا المصطلح دون تدقيق فيه .
العالم بكل تشريعاته , وبكل دساتيره القانونيه قدم تعريفا واضحا للجريمة ووصفها بأنها الفعل الذي يوجد به تهديد أو إنتهاك لحرمة الدم البشري , وحتى الأديان أدانت الجريمة ... وإلاسلام حدد اساليب العقاب , بالمقابل الإرهاب ليس مصطلحا قانونيا هو مصطلح سياسي مطاط , يخضع للمصالح ...فإسرائيل تستطيع وصف سلوك حماس المقاوم بأنه إرهاب , وأمريكا تستطيع أن تضع حزب الله في قائمة الحركات الإرهابية , ولكن إذا عدت للقانون الدولي ووصفت ما فعلته حماس في غزة فهو يقع في إطار الدفاع عن النفس وما فعلته إسرائيل يقع في باب الجريمة .
نحن المجتمعات العربية أنتجنا , القاعدة ..وأنتجنا (داعش) , والتكفير والهجرة وكل الجماعات الراديكالية الإسلامية , بالمقابل جاء الغرب وأنتج مفهوم الإرهاب وهذا المفهوم يستطيع أن يلصقه بالأنظمة تارة وبالإسلام تارة أخرى ...كأننا نحن الذين ننتج الجريمة وهم الذين ينتجون العقاب .
الألوية الحمراء في إيطاليا , أنتجت جريمة منظمة وصلت إلى الحد الذي قامت فيه بإختطاف رئيس وزراء إيطاليا ( الدو مورو) وتصفيته , وكان الغرب يتعامل معها على أنها تمارس الجريمة المنظمة , أو أنها جزء من المافيا , ولم يتعاطى معها على أنها حركة إرهابية , حتى الجيش الجمهوري الإيرلندي ..كان بعض الأوروبيين يتعاملون معه على أنه يمارس حربا مشروعة , لتقرير مصيره ولم يوصف بالإرهاب ...
ولكن هذا المصطلح أعده الغرب لنا , وكانه يريد أن يفصل العقاب بحسب مزاجه ...
داعش حركة , إجرامية من حيث أنها أساءت للدين , وأنها تقتل النفس البشرية ...وكل جريمة ترتكب يوجد لها عقاب مناسب ...
لنتفق على أن ما يحدث في العراق وسوريا من قبل داعش هو جريمة منظمة , ولنتفق بما أن داعش منتج عربي والقاعده كذلك ...ولنتفق على أن ما يحدث هو جريمة بحق النفس البشرية وبحق الدين ....ونحتاج قبل أي تحالف عالمي لمحاربة داعش إلى توصيف الاشياء ...دون أن ينتج لنا الغرب الوصف والعقاب .