ليس مفاجئاً أن يكون الأردن جزءاً من عمل عسكري ضد تنظيمات الإرهاب وعلى رأسها داعش، لأن الأردن دولة تنسجم مع ذاتها ومع قناعاتها في محاربة الإرهاب والتطرف ولأن الأردن يدافع عن نفسه وعن شعبه وعن حق الأردنيين في الأمن والحياة الطبيعية المستقرة.
فخلال الأشهر القليلة الأخيرة إنشغل الجميع بالحديث عن داعش وتهديدها للأمن الأردني، وكان السؤال هل ستدخل داعش الأردن، وأنتشر القلق شعبياً من هذا الخطر وبخاصة بعد كل ما ظهر من جرائم من هذا التنظيم بحق الناس في العراق وسوريا، وكانت التطمينات السياسية متعددة بأن الأردن قوي، وكان التعامل الحازم من القوات المسلحة مع محاولات التسلل لسيارات وأشخاص رسالة أخرى، ثم كان الإعلان قبل أيام من قبل الأجهزة الأمنية عن ضبط عدد من الأشخاص من المنتمين لهذا التنظيم، وكلها رسائل واضحة للأردنيين بأن الدولة حازمة وجادة في الحفاظ على أمن الأردن وأستقراره.
من حق الدولة الأردنية بل واجبها أن تذهب إلى أي مكان للحفاظ على أمن الأردنيين ومواجهة أي تهديد، وبخاصة أن هذا التنظيم الإرهابي تحدث بسوء وتهديدات وقحة عن الأردن، وأن تكون طائرات سلاح الجو مشاركة في قصف لمواقع الإرهاب الذي يهددنا ويهدد أمن المنطقة فهذا واجب على الدولة ورسالة للأردنيين بأن الحفاظ على أمنهم وأمن الدولة ليس محل مساومة أو تهاون، لأن معادلة الأمن ليس مسموحاً الخطأ فيها، ولو ذهبت الأمور – لا قدر الله – ولو لمرة واحدة فإن النتائج والثمن كبير.
وإضافةً للرسالة الداخلية وهي الأهم فإن هناك رسالة إلتزام مع العالم بالحرب على الإرهاب والتطرف، وهو إلتزام قديم ومتجدد، وبخاصة أن خطاب الدولة الأردنية واضح ومستمر في رفض الإرهاب والتحذير من التطرف.
ليست المشاركة الأردنية أمس في قصف معدات ومواقع لداعش هي الأولى فالجيش والأجهزة الأمنية تحمل عبئاً كبيراً منذ سنوات في ضبط الحدود مع سوريا، وأضيف إليها عبء ضبط الحدود مع العراق خلال الشهور الأخيرة، وكان وما زال عبئاً يفوق المعارك لأنها تحتاج إلى إستمرارية وقدرة على ضبط حدود تصل إلى حوالي ( 600 ) كم مع الدولتين.
معادلة الأمن هي معادلة الدولة واستقرارها وكل فعل للحفاظ عليها يستحق التقدير والدعم، فالخطأ ممنوع.