حين يكون اللصّ على باب بيتك، لا تنتظره حتى يسرق منك ابنك، لا تسأل من أين جاء؟ ولماذا وكيف؟ أجِّل الأسئلة وأسرع في حماية بيتك وابنتك ومالك وأمنك .أعِدَّ لمواجهته ما استطعت من رباط الخيل ومن قوّتك ووحدتك.
نتكلّم عن الأردن وداعش، التي لا تُخطط للتمدد إلى الأردن فقط، بل إلى مكة ايضاً. أثناء الحرب على العراق دعا أحد المسؤولين الصهاينة، إلى استغلال الغارات الجوية، وإلقاء قنابل على الكعبة وهدمها، اليوم في عهد داعش تتكرر نفس الدعوة، لكن ممّن يدّعون الخلافة، ومن مسلمين صهاينة بينهم أهمُّ موظف في وزارة أوقاف دولة عربية، الأحمق يدعو لهدم الكعبة بدعوى أنها ليست الكعبة التي بناها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل، وأن الكعبة الأصلية هُدمت بالمنجنيق أثناء الدعوة للإسلام!!
إنّ أهداف داعش المُتمثّلة بتشويه الإسلام، تلتقي مع الأهداف الصهيونية المُبيّتة، ولا ننسى القسّ الأميركي تيري جونز، الذي أعلن عزمه المضي قدما في خطته لحرق نُسخ من المصحف الشريف، في الذكرى الأولى لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، رغم الضغوط التي قال إنه تعرّض لها من البيت الأبيض، وزعماء دينيين لوقف مساعيه، وسط تنديد العديد من الطوائف الدينية والقيادات السياسية بهذه الخطوة. وقال جونز - وهو أسقف في كنيسة صغيرة بولاية فلوريدا- في مؤتمر صحفي، إنه تلقى العديد من التشجيع لرفضه الانصياع للضغوط، وأنّ مؤيديه يرسلون نُسخا من نصوص القرآن الكريم إلى كنيسته، وأضاف القس البالغ من العمر 58 عاماً في المؤتمر الذي رفض تلقي أي أسئلة فيه، إنه لم يقتنع بعد بأنّ التراجع (عن حرق القرآن) هو الصواب !! يُذكر أنّ القس جونز زعم أن الإسلام «من عمل الشيطان»، واعتبر أن القرآن الكريم مسؤول عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
لسنا من مؤيدي تفسير السياسة اعتمادا على الغيبيّات، لكن ما تقوم به داعش، والغموض الذي يحيط بنشأتها وتمويلها ومساندتها، يؤكد التقاءها مع الأهداف الصهيونية، إذ ما معنى أن تُفجّر داعش مقبرة أربعين صحابياً، استشهدوا خلال الفتوحات الإسلامية في السنة الحادية عشرة للهجرة، زمن الخليفة عمر بن الخطاب في تكريت؟! إضافة إلى تفخيخ الكنيسة الخضراء إحدى أقدم الكنائس في التاريخ، وما معنى أن تهجّر أهالي الموصل المسيحيين، وتسبي نساء الازيديين وتذبح الصحفيين، وتقدم أبشع صورة للإسلام نهى عنها الدين الحنيف، في أكثر من آية وحديث شريف ؟!
القضاء على داعش أمر لا جدال حوله، حتى لو كان مع الشياطين، ومن يُحرِّم التحالف مع أي أحد، يُسهم في هذا الهدف، عليه أن يعي أن ترتيب الأولويات أهمُّ من النظريات والشعارات. لا مواقف صداقات دائمة في السياسة، بل مصالح مشتركة، وبعد إنقاذ بلاد العرب والمسلمين من كارثة داعش لكل حادث حديث.
إسرائيل صنيعة الفكر الصهيوني، هي المستفيد الأول والوحيد من موبقات داعش، وهي تتمدد الآن بكل استرخاء من الفرات إلى النيل، وعينها الصهيونية على مكة وخيبر. لسنا مع ضرب سوريا، كما لم نكن مع تمزيق العراق وهدم اليمن وليبيا، تماما كما أننا ضد من يحاول الاعتداء على الأردن، والاعتداء على أمنه وشعبه، ومئات آلاف العرب السوريين والعراقيين، الذين هربوا من طاحونة الموت في دولهم الواقعة في صُلب المخطط الصهيوني.