قبل أيام قليلة مرت الذكرى الحادية والعشرون على توقيع اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالتالي بدء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وبوعود تؤدي لقيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة في حدود الرابع من حزيران عام 1967.
هذه الوعود لم يتم الوفاء بها وجاءت من الرئيس الاميركي جورج بوش الاب ، كما جاءت من قبل الرئيس كلينتون ولم يف بوعده ايضا والرئيس جورج بوش الابن الذي وعد صباح مساء بالوفاء بالوعد ولكنه كان كذاباً.
وأتذكر اثناء متابعتي كصحفي في صحيفة الرأي اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1991 ان قادة الفصائل الفلسطينية كانوا مختلفين على مدار خمسة ايام بشأن الدخول في ‹›مفاوضات مباشرة›› مع الجانب الاسرائيلي ، الى ان نجحت مداخلات من هنا وهناك.. باقناع المجلس الوطني بالدخول في هذه المفاوضات ولكن ‹›لفترة تجريبية›› مدتها ستة اشهر ليس غير ، واذ هذه الفترة التجريبية تستمر وتمتد واحداً وعشرين عاماً فاشلاً ؟!.
وأتذكر ايضا في هذا الاجتماع الصاخب للمجلس الوطني الفلسطيني ان المرحوم خالد الحسن ‹›ابو السعيد›› وهو من مؤسسي حركة فتح.. القى كلمة في واحد من اجتماعات المجلس الوطني الصباحية ولعله في اليوم الثاني منه (حيث كان معارضا للدخول في المفاوضات) واشار بان جميع قادة اسرائيل الكبار قبل وبعد حرب 67 بدءا من ايغال ألون وانتهاء باسحق رابين وشمعون بيريز يرفضون عودة ‹›كامل›› الضفة الغربية وقطاع غزة وهم مع عودة ‹›المناطق الآهلة›› بالسكان فقط وضمن ‹›حكم ذاتي›› او سلطة ذاتية رافضين ازالة المستوطنات او التخلي عن المناطق الغورية المحاذية لنهر الاردن او التخلي عن القدس كعاصمة لاسرائيل ويضعون فيتو على حق العودة لاراضي 1948 وهذا ما حصل أثناء المفاوضات منذ بدئها قبل واحد وعشرين عاماً وحتى الآن فهم يتحكمون في جميع الاراضي الفلسطينية من النهر الى البحر، فالمعابر والحدود لهم ، وهم في القدس والمستوطنات وعلى الشريط الحدودي الغربي لنهر الاردن أي الغور والمناطق المأهولة بالسكان ‹›مدارة ذاتيا›› من قبل الفلسطينيين وتراقبهم في كل شيء حتى وهم يتقاتلون في سجنهم الكبير هذا..!
كفاية.. 21 عاماً من المفاوضات العبثية مع أن منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت بحق اسرائيل في الوجود العام 1988.. واعترفت بجميع القرارات الدولية 181 ، 338 ، 242 ، 194 ووافقت المنظمة على المبادرة العربية للسلام وغيرها ودون أن تعترف اسرائيل بحق الفلسطينيين بالوجود.. ودون أن تعترف بأي من القرارت الدولية السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية كما لم تعترف بالمبادرة العربية للسلام وكذلك لم تعترف أن يكون للفلسطينيين دولة في وطنهم التاريخي فلسطين ويرفضون مشروع الدولة الواحدة... وكأن العدو الإسرائيلي يعلن ابتلاعه فلسطين.. كل فلسطين.. !