انضمام الأردن رسمياً إلى الحلف العربي والدولي الذي تقوده أميركا للقضاء على داعش، وقيام طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بغارات متعددة على مواقع الإرهابيين خارج الحدود، يعني بوضوح أن الأردن أصبح بحالة حرب، وأن الامر جاد ولا يحتمل التساهل.
الحرب على داعش وأمثالها ليست مهمة عسكرية بحتة، ففكر داعش موجود عندنا، وعند غيرنا، ويمكن أن يلعب دور الحاضنة للإرهاب أو الطابور الخامس، سواء كان ذلك من قبل خلايا نائمة أو صاحية، تبدأ بالمهرجانات والمظاهرات وقطع الطرق، وتنتهي بالعنف والسيارات المفخخة.
حالة الحرب لها شروط ومتطلبات، فجميع الإمكانيات المادية والمعنوية توضع في خدمة الجيش الذي يقوم بحرب استباقية بدلاً من الانتظار لحين وصول العدو إلى الحدود، وكذلك قوى الأمن والدرك والمخابرات التي تقوم بمهمة الحماية من الخطر الداخلي الذي لا يقل عن الخطر الخارجي.
هناك سلوك سلبي في حالة الحرب يمكن أن يوضع تحت باب الخيانة الوطنية، فالوقت ليس مناسـباً للإضرابات والمطالب المصلحية والأنانية، او التهرب من دفع الضرائب ونشر او نقل الإشاعات الهدامة وإثارة الرعب والإساءة للروح المعنوية أو غير ذلك مما يؤثر سلباً على حالة الصمود وإرادة الانتصار.
هناك فرق بين من ينتقد ويرفع شعارات من أجل الإصلاح وتصحيح الأخطاء والانحرافات، وبين من ينتقد بقصد إضعاف السلطة والتشويش عليها والحيلولة بينها وبين القيام بواجبها في هذه الظروف الاستثنائية.
بعض الجهات المقربة من أميركا تعترض على مشاركة الأردن في الحرب على داعش بحجة الدور الأميركي، مع أنها كانت أول من دقت على صدرها ووضعت نفسها تحت تصرف أميركا في مجهودها للحرب على الإرهاب.
تلك الجهات لم تدن داعش ولم ترفض سلوكها جملةً وتفصيلاً، بل اكتفت بانتقاد الغلو والتطرف في سلوكها وكأنها متطرفة في الحق وغير متساهلة في المبدأ، والاختلاف معها مسألة اجتهاد في الدرجة وليس في النوع.
عندما يكون البلد في حالة حرب، فإن على المعارضين قبل الموالين أن يدعموا الجبهة الداخلية، وكل مواطن خفير. أما الطابور الخامس فليس أكثر او أقل من خلايا صاحية تنتظر الفرصة لتفرض نفسها.