أخر الأخبار
عريقات : في حال فشل مشروعنا ستتحمل اسرائيل مسؤولياتها كدولة إحتلال
عريقات : في حال فشل مشروعنا ستتحمل اسرائيل مسؤولياتها كدولة إحتلال

رام الله - الكاشف نيوز : أبلغت الولايات المتحدة رسميا السلطة الفلسطينية بأنها ستستخدم حق النقض « الفيتو» ضد مشروعها لإنهاء الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، عبر الامم المتحدة، في حال وصل هذا المشروع الى مجلس الامن الدولي وهو ما تعمل من أجله السلطة بعد خطاب الرئيس محمود عباس الذي يوصفه البعض بـ « التاريخي».

هذا ما قاله صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وأضاف في تصريحات صحفية ان الأمريكيين أبلغونا أنهم سيستخدمون الفيتو ضد هذا المشروع.

وهذا يعني ان المشروع الفلسطيني الجديد لن يرى النور في مجلس الامن حتى لو حصل على أصوات الأعضاء الـ 14 الآخرين. يذكر ان الفلسطينيين حاولوا مرتين ان يكسبوا الولايات المتحدة الى جانب هذا المشروع الذي يرتكز بالأساس على مبدأ وضع سقف زمني لا يتجاوز السنوات الثلاث، لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وقد بعث الرئيس محمود عباس (ابو مازن) وفداً من كبار المسؤولين وهما عريقات وماجد فرج مدير المخابرات العامة، الى واشنطن لإقناع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتأييد المشروع، غير ان الأخير أبلغهم برفض الولايات المتحدة للفكرة مؤيدا في ذات الوقت حل الدولتين الذي يأتي عبر طاولة المفاوضات، رغم فشله في نيسان/ ابريل الماضي وبعد 9 اشهر من الجولات المكوكية بين رام الله وتل ابيب، في تحريك ساكن وإقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف التوسع الاستيطاني الذي يقطع أوصال الضفة الغربية وسيعيق قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا.

وحاول الرئيس عباس شخصيا ان يقنع كيري بحله الذي وصفه «بغير التقليدي» اثناء استقباله كيري في مقر إقامته في نيويورك الاسبوع الماضي اثناء مشاركته في الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي لا تزال متواصلة. وحاول كيري من جانبه ان يثني الرئيس عباس عن قراره التوجه للأمم المتحدة وهدده بعقوبات مالية وغيرها، ولكنه فشل في ذلك كما فشلت من قبله سلفه هيلاري كلينتون في عام 2011 في ثني ابو مازن عن موقفه وكذلك في 2012 عندما حصلت فلسطين على وضع «دولة غير عضو» في الامم المتحدة كما هو حال وضع الفاتيكان وتتمتع بغالبية الحقوق باستثناء حق التصويت او الترشح.

ولكن ورغم الفيتو الامريكي المنتظر قال عريقات ان الرئيس سلم مشروعه للأمم المتحدة عقب خطابه وان المشاورات بدأت مع المجموعة العربية التي ستتبنى المشروع وتقدمه الى مجلس الامن عبر الأردن العضو العربي الوحيد في مجلس الامن، وكذلك مجموعة دول عدم الانحياز ومجموعة الـ 77 (تعرف بمجموعة الـ 77). الامر يحتاج الى ما بين أسبوعين او ثلاثة حتى يعرض المشروع على التصويت بصيغته النهائية «الورقة الزرقاء».

وحسب عريقات، فإن مشروع القرار يستند إلى القانون الدولي، والشرعية الدولية، ويؤسس لقيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية بحدود 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، والجيران في المنطقة».

ويحتاج اي مشروع حتى يناقش داخل مجلس الامن الى 9 أصوات على الأقل من بين الأعضاء الـ 15، وإذا لم يحصل على هذا العدد فإن الولايات المتحدة لن تضطر الى استخدام الفيتو وهو ما تحاول دوما تجنبه اذا ما استطاعت الى ذلك سبيلا، كما حصل في مشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين في عام 2011، الذي لم يحصل الا على 8 أصوات فقط.

يشار هنا الى ان الولايات المتحدة استخدمت الفيتو في تاريخ مجلس الأمن 79 مرة، منها 41، ضد قرارات تتعلق بفلسطين.

ويضم مجلس الأمن في دورته الحالية اضافة الى الدول دائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا (صاحبة حق استخدام الفيتو) الى جانب كل من الأردن وتشيلي والأرجنتين ولوكسمبورغ ونيجيريا وتشاد ولتوانيا ورواندا وكوريا الجنوبية وأستراليا.

والدول الأعضاء التي وعدت للتصويت الى جانب المشروع، حتى الان حسب عريقات هي الصين وروسيا وفرنسا ولوكسمبورغ والأردن والأرجنتين ونيجيريا وتشيلي وتشاد، والعمل جار لإقناع المزيد خلال الفترة المتبقية. ويرجح عريقات ان يعرض مشروع القرار على التصويت. عندئذ ستضطر واشنطن الى استخدام الفيتو للمرة الـ 42 ضد فلسطين.

وكان السؤال لعريقات هو ما هي الخطوة التالية طالما ان الامر محسوم في مجلس الامن، فقال مجيبا انه في حال عدم قبول المشروع، «سنباشر فورا في إجراءات الانضمام الى المؤسسات والمنظمات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية عبر الانضمام الى «اتفاق روما» (المدخل الأساسي لمحكمة الجنايات).

وحسب عريقات فإنه بناء على نتيجة التصويت في مجلس الامن، سنعيد النظر في جميع علاقتنا لاسيما مع اسرائيل اذ لا يمكن ان يبقى الوضع على ما هو عليه. واضاف ردا على سؤال عما اذا كانت اعادة النظر ستعني وقف التنسيق الامني مع اسرائيل، رد بالإيجاب، مضيفا ان اسرائيل يجب ان تتحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال. غير ان عريقات لم يؤكد ان حل السلطة هو جزء من اعادة النظر وخيار، ولكنه قال «إن اسرائيل تتصرف وكأن السلطة غير موجودة».

الى ذلك شبه عريقات في تصريحات له في اريحا امس بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل بابي عمر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك ردا على تشبيه نتنياهو في خطابه امام الجمعية العامة اول من امس، حركة حماس بالتنظيم المتطرف لتبرير الهجوم الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة.

وقال عريقات لوكالة الصحافة الفرنسية «ان نتنياهو اصر على تحويل الصراع في المنطقة من صراع سياسي الى صراع ديني». واضاف ان «نتنياهو حاول تصدير الخوف من الدولة الاسلامية التي يقودها البغدادي، لكنه تناسى انه هو من يقود تنظيما ( إرهابيا).

وأوضح عريقات «نتنياهو يصر على تسمية دولة اسرائيل دولة يهودية، ويؤيد ويدعم مجموعات المستوطنين الارهابيين الذين يقتلون ويدمرون ويحرقون المساجد والكنائس، وهم من احرق الفتى محمد ابو خضير (في القدس في حزيران/يونيو)، مثلما تقوم مجموعات البغدادي بالقتل والارهاب». وتابع ان «المستوطنين ترجموا خطاب نتنياهو بدعمهم في ارهابهم باحتلال سبعة منازل اليوم في بلدة سلوان في القدس الشرقية المحتلة».

وأتهم عريقات نتنياهو بأنه بخطابه أغلق كل الابواب امام حل الدولتين على حدود عام 1967 ويرفض اي حل سياسي جدي بل ويدعم ارهاب المستوطنين كما هو البغدادي.