من أهم حقائق اللجوء السوري للاردن خلال السنوات الاخيرة أن الاشقاء دخلوا الى سوق العمل ونافسوا الاردنيين وحتى العمالة الوافدة الاخرى ، واصبح الناس يشكون من الانتشار الكثيف للعمالة السورية في كل القطاعات وبخاصة ان من يقيمون في المخيمات من الاشقاء السوريين اقل من 10% من مجموع السوريين في الاردن ، وهي نسبة قابلة للتراجع في ظل التسرب من المخيم للمدن .
وقبل ايام قليلة قرأت مثل الكثيرين خبرا منسوبا لمصدر مسؤول ان عدد فرص العمل التي يحتلها السوريون اليوم في محافظة المفرق تتجاوز ( 10 ) آلاف فرصة عمل ، وهو رقم لم أتأكد من صحته لكن اظنه من وزارة العمل لان الخبر كان يحمل تصريحا لامين عام الوزارة في ذات السياق ، لكن ايا ما كان الرقم ولنفترض انه صحيح بنسبة 40% مما قرأنا وقلنا انها ( 4 ) آلاف فرصة عمل ، وهذا في محافظة المفرق فقط ، فاين كانت هذه الفرص قبل ان يأتي السوريون ؟ ، وهل جاء السوريون اليها بديلا عن اردنيين او عن عمالة وافدة ، ام كانت فارغة فجاءوا واشغلوها ووفروا لانفسهم فرص عمل ودخل يعيشون منه ؟ .
واذا تحدثنا في الاطار الاكبر وهو محافظات المملكة فان الحديث سيكون عن رقم كبير قد يصل الى عشرات الاف الفرص التي احتلها الاشقاء فهل كانت قبل ان يأتوا الينا ، ام كان هناك نسبة منها ، ام نافسوا الاخرين واخرجوهم منها !! ... ، اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابات علمية ناتجة عن دراسات .
ومهما كانت الارقام فان نسبة منها ستكون عن وظائف لم يكن احد يشغلها فقبل العامل السوري العمل بها براتب يقبله ، وهذا في محافظات يشكو اهلها البطالة ، اي انه لو كان هناك صيغ لتوفيرها للعامل الاردني لكان هذا جزء من حل مشكلة البطالة في محافظات تصنف من جيوب الفقر او ذات التنمية الضعيفة .
مهما كانت شكوانا من آثار اللجوء السوري فانها تكشف عن خلل فينا نحن الاردنيين مواطنين واصحاب عمل في استثمار هذه الوظائف بديلا عن الشكوى او الاعتصامات او الذهاب الى صندوق المعونة الذي يتضخم دوره عاما بعد عام او انتظار الحكومات ان تعلن عن وظائف الفئة الثالثة او البحث عن واسطة للعمل في بلدية ... .
نعم هناك آثار كثيرة للجوء السوري على الاردنيين ، لكنه ايضا كشف خللا فينا ، لان آلاف او عشرات فرص العمل التي احتلها الاشقاء لم يطرد منها من كانوا فيها ، نافسوا وقبلوا بأجر اقل ، لكن نسبة من هذه الفرص كانت فارغة وفي محافظات تحتاج الى اي فرصة عمل .