أخر الأخبار
بعد حادث الشريط الحدودي.. مآلات العلاقة بين مصر وإسرائيل
بعد حادث الشريط الحدودي.. مآلات العلاقة بين مصر وإسرائيل

وكالات - الكاشف نيوز: أثار حادث إطلاق النار على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل جندي مصري، تساؤلات جمّة بشأن تأثيره على العلاقات بين مصر وإسرائيل، والتي باتت "متوترة" مع تصاعد الحرب ودخول القوات الإسرائيلية إلى مدينة رفح جنوبي القطاع رغم التحذيرات المصرية من "التداعيات السلبية لتلك الخطوة".

واستعرض خبراء عسكريون ومراقبون، تبعات حادث "الشريط الحدودي" على العلاقات السياسية والأمنية بين القاهرة وتل أبيب، موضحين أن العلاقات باتت أمام "مفترق طرق"، فإن لم يحدث تعامل سريع مع "الشواغل المصرية" وتهدئة الأوضاع على الحدود وداخل رفح الفلسطينية، فالأمر مرشح "لتصعيد غير مسبوق في أي لحظة". 

وتجري القاهرة وتل أبيب تحقيقا مشتركا في حادث تبادل إطلاق النار لـ"التوصل إلى تفاهم حول الحادث ومنع تدهور العلاقات" وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي. 

وتتواجد القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية بغزة منذ بدأت عمليتها العسكرية في رفح، قبل أكثر من 3 أسابيع، في حين سيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما تسبب في إثارة غضب القاهرة التي اعتبرت أن تلك الخطوات سيكون لها الكثير من الانعكاسات السلبية.

 

ما التداعيات؟

أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، محمود محيي الدين، أن حادث الشريط الحدودي يأتي في سياق الحرب على غزة ودخول القوات الإسرائيلية إلى رفح، وهو ما حذرت معه القاهرة بأن تلك العملية "ليست قانونية وستؤثر على مفاوضات الهدنة وتؤدي لسقوط الضحايا بين المدنيين، وسيكون لها تداعيات خطيرة".

وأكد محيي الدين أن "الجانب المصري لا يرغب بأي صورة من الصور في حدوث أي إشكاليات على الحدود الشرقية من أيٍ من الطرفين، سواء إسرائيل أو حماس". 

ومع ذلك، أوضح الخبير العسكري أن "الحادث أظهر حرص القيادات العسكرية الإسرائيلية والأمنية على ألا يكون له تأثير على طبيعة العلاقات المتوترة بالأساس بين الطرفين خاصة في المستوى السياسي"، وفق رأيه، خاصة مع التعامل معه عبر التحقيق الذي يتم بشكل فني بين الجانبين الآن. 

وقال إن "كلا الطرفين لا يرغبان في التصعيد، خاصة أن حوادث خط الحدود لا تنتهي منذ اتفاقية السلام، بل زادت في السنوات الخمس الأخيرة"، ولهذا طلبت مصر بعدم التواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا تجنبًا لمثل هذه الوقائع. 

على المستوى السياسي، يرى محيي الدين أن الحادث سيُخلف "انعكاسات بين الجانبين"، لكنه لا يعتقد أنه سيترك "انعكاسات تصعيدية على المستوى العسكري مع التفاهم بين الطرفين للتعامل مع مثل هذه الوقائع بشكل مهني محترف".

 

خلفيات التصعيد و"المراحل الصعبة" 

في المقابل، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حسن حامد، أن الحادث الأخير له العديد من السابقة والتي أدخلت العلاقات بين مصر وإسرائيل في "منحى من التوترات الكبيرة"، سواء اتهام إسرائيل مصر أمام محكمة العدل الدولية بإغلاق معبر رفح، ثم تصريحات متزامنة من مسؤولين إسرائيليين عن تهريب الأسلحة للفصائل الفلسطينية عبر مصر. 

وأشار حامد إلى أن القاهرة وتل أبيب "أمام مفترق طرق، وبالتأكيد هناك خطوات لخفض التصعيد وتهدئة الأمور حال انسحاب الجانب الإسرائيلي من معبر رفح وتخفيض عملياته بالمدينة، لأن الدولة المصرية لن تتعامل بأي حال من الأحوال مع إسرائيل فيما يخص تواجد قواتها بالمعبر". 

وأوضح أن "المعطيات الراهنة تؤكد أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تمر بأصعب وأسوأ مراحلها، ومن الممكن أن نرى تصعيدًا أكثر خطورة في الفترة المقبلة إذا لم يتم البحث عن النقاط الرئيسية التي أدت إلى وصول العلاقات إلى هذا الشكل".

أمنياً، يتحدث أستاذ العلاقات الدولية أن "هناك تنسيقا أمنيا بين الجانبين وفقًا للملاحق المكملة لاتفاقية السلام، لكن وجود قوات إسرائيلية بجوار قوات مصرية وفي ظل حالة الشحن الكبيرة في الشارع المصري الآن يجعل من الممكن أن تنفجر الأمور في أي لحظة، وقد تخرج الأمور عن السيطرة بما يؤدي لتعقد التفاهمات الأمنية والسياسية".

 

رؤية من الداخل الإسرائيلي 

وقال المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي غسان محمد، من تداعيات حادث الشريط الحدودي على العلاقات المصرية - الإسرائيلية بشكل رسمي. 

وقال: "أتوقع أن يتم احتواء الحادث كما تم احتواء حادثة مقتل سائح إسرائيلي قبل ذلك في مصر، وهذا ما يشير إليه بيان المتحدث العسكري المصري أن مقتل الجندي جاء نتيجة تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في رفح". 

وأوضح غسان أنه على المستوى السياسي لن تكون هناك خطوات تصعيدية كبيرة ترتقي إلى سحب السفير المصري من تل أبيب، أو استدعاء السفير الإسرائيلي للاحتجاج على الحادث. 

لكن المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي يعتبر أن رد الفعل الأهم من جراء الحادث هو "موقف الرأي العام المصري، وما إن كان كفيلا بدفع القيادة المصرية إلى مراجعة موقفها من العلاقات مع تل أبيب". 

وتابع: "الجانب الإسرائيلي يخشى موقف الشارع المصري، والتخوف من أن يتحول إلى ورقة ضغط مؤثرة على الحكومة المصرية تجبرها على إعادة تقييم موقفها من الوضع في غزة". 

واقترب من تلك الرؤية الخبير المختص في الشؤون الشرق أوسطية والشأن الإسرائيلي، حسن مرهج، حيث قال إن حادث الحدود يضيف مزيداً من التوتر على علاقات البلدين على المستوى الرسمي، وبصورة أعمق على المستوى الشعبي.

وأضاف مرهج، أن الداخل الإسرائيلي ينظر إلى وجود "استياء شعبي كبير مما حدث"، مؤكدًا أن الأفق القريب لا يحمل انفراجة بين مصر وإسرائيل حتى بعد انتهاء حرب غزة، ويمكن أن يؤثر حادث إطلاق النار على مفاوضات الهدنة المرتقبة.

وهذا ما تطرق إليه مصدر مصري رفيع المستوى، بأن القاهرة أبلغت "كافة الأطراف المعنية بأن إصرار إسرائيل على ارتكاب المذابح والتصعيد في رفح الفلسطينية يضعف مسارات التفاوض ويؤدي لعواقب وخيمة".