إذا سمحنا لانفسنا بان نشكك في كل ما يصدر عن وسائل الاعلام، او التصريحات الرسمية، فان جهة بعينها يجب ان لا نسمح لانفسنا بالتشكيك لحظة واحدة في صدقيتها، انه الجيش العربي، هذا الجيش الذي يعد مفخرة في دنيا العروبة، والذي يتمثل باخلاق الفرسان، لا يخدع احدا، ولا يناور الا في ساحة المعركة او ميدان التدريب، فاذا قال الجيش فصدقوه.
وما اشبه اليوم بالبارحة، رغم اختلاف المعطيات، فقبل اقل من عقدين من الزمان، حاول جهاز الارهاب الصهيوني الموساد اغتيال السيد خالد مشعل، وذلك بحقنه بمادة سامة، وتم اكتشاف الامر من قبل اطباء المدينة الطبية ، اي اطباء الجيش العربي، ونظرا للخطر الذي كان يحيق بحياة مشعل ، ونظرا لاهمية السرعة في العلاج، فقد اتخذ جلالة الملك الحسين رحمه الله، قراره الشجاع، واضعا اسرائيل في الزاوية، «اتفاقية السلامة في كفة، وتسليمنا الترياق المضاد للسم في كفة اخرى»، واضطرت اسرائيل ان ترضخ صاغرة.
واليوم، وكما كان اطباء الجيش العربي محترفين، فإن باقي اجهزة الجيش العربي لا تقل احترافا، حيث تمكنوا من الكشف عن اجهزة تجسس وضعت في اماكن من الصعب اكتشافها، ومنذ اكثر من اربعة عقود مضت، ونظرا للمخاطر التي قد تنجم عن هكذا اجهزة تمتلك القدرة على التدمير الذاتي، فقد تم الزام اسرائيل بتفكيك وازالة هذه الاجهزة بنفسها، وقد رضخت ، فما اشبه اليوم بالبارحة. إن الاشاعة، سريعة الانتشار، لذلك يجب عدم ترديدها، وليس كل ما يكتب صحيحا، وليس كل ما يرد في مواقع التواصل الاجتماعي صحيحا، ونحن نعيش في جزيرة تحيط بها اسماك القرش، او في حديقة تحيط بها النيران، لذلك علينا جميعا توخي الحذر، لان هناك من يصبح طابورا خامسا دون ان يدري، وذلك بترديده للاشاعات مجهولة المصدر.
ان اي خبر مجهول المصدر هو اشاعة، والاشاعة تنتشر بسرعة النار في الهشيم، وتتدحرج مثل كرة الثلج، يجب ان نكون كلنا جنودا خلف جيشنا العربي، وكلنا رجال امن خلف اجهزتنا الامنية، فالامر لا يحتمل المناكفة، وكما قال دولة الشهيد وصفي التل رحمه الله « عندما يتعلق الامر بالوطن فلا فرق بين الخطأ والخيانة لان النتيجة هي ذاتها».