وكالات - الكاشف نيوز: في الوقت الذي تتركز به مطالب حركة حماس، وفق قادتها، على وقف الحرب في غزة والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وضع زعيم الحركة في الداخل يحيى السنوار شرطا جديدا يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق ينهي المأساة غير المسبوقة.
فقد صرح السنوار، الذي يعتقد أنه يختبئ بمكان ما في أنفاق غزة، أن حماس "لن تتخلى عن سلاحها"، تزامنا مع تسارع جهود الوسطاء لمحاولة الوصول إلى أرضية مشتركة بين مطالب الحركة وإسرائيل.
ويشير تصريح السنوار، الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الخميس، مجددا إلى استئثاره بالقرار داخل حماس، وسيره في خط منفرد بعيدا عن باقي قادة الحركة.
ومع حديث السنوار من الداخل، و"الإيجابية" التي ينظر بها قادة حماس في الخارج إلى مقترح الهدنة في غزة، تتكشف هوة داخل الحركة قد تحول دون التوصل إلى موقف موحد.
وحسب ما قاله الوزير الفلسطيني السابق أشرف العجرمي، فإن السنوار يرى أنه مع مرور الوقت، ستعترف إسرائيل والأطراف الإقليمية والدولية بالدور الذي تلعبه حماس في قطاع غزة "حتى وإن لم تكن الجهة الحاكمة بشكل رسمي، فإنها ستكون الأكثر تأثيرا على أرض الواقع في القطاع".
لكن الموقف الإسرائيلي يبدو معاكسا تماما لما يظنه السنوار، وفق تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين المصممين على "القضاء على حماس تماما".
وتحدث المستشار في مركز الأهرام للدراسات عمرو الشوبكي، عن "تفاوت بين حماس الداخل والخارج"، في إشارة إلى السنوار والقياديين غير الموجودين في غزة.
وقال الشوبكي: "في الوضع الحالي، يعد التنظيم العسكري المسيطر بفضل قياداته داخل فلسطين وهو الذي يتخذ القرارات النهائية، في حين أن الجناح السياسي لا يتمتع بنفس القدر من النفوذ".
ويتابع: "هذا يخالف بعض التجارب الأخرى، حيث عادة ما يكون للجناح السياسي الدور الأبرز والأقوى في حركات المقاومة".
ويرى محللون أن "مواقف السنوار تكشف عجز قادة حماس في الخارج عن اتخاذ أي قرار بشكل نهائي، ويعكس تباعد الرؤى بينهم حيال الأزمة في غزة".
كما أن موقف زعيم حماس من الحرب ليس الأول من نوعه، فقد سبق وراهن على طول أمد الصراع لزيادة الضغط الدولي على الإسرائيليين".
ولم يقبل الوسطاء الساعين لإنهاء الحرب هذه التطورات، إذ أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولين قطريين وجهوا انتقادا لقادة حماس وأعربوا لهم عن خيبة أملهم من سلوكهم، ويمارسون عليهم ضغوطا شديدة لدفعهم إلى قبول الاقتراح الأميركي، ولو فقط بالمرحلة الأولى منه على الأقل.
كما أبدت واشنطن "انزعاجا شديدا"، وبحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية، حثت الولايات المتحدة قطر ومصر وتركيا على زيادة الضغط على حماس من خلال التهديد بتجميد الحسابات المصرفية لأعضاء الحركة، وتضييق الخناق على قدرتهم على السفر بحرية في المنطقة.
يضاف إلى ذلك مطالبة الولايات المتحدة لقطر، بالإعلان عن أنها ستطرد قيادات حماس إذا لم تقبل الحركة الصفقة.