اذا اتقن الفلسطينيون مصالحتهم ومكنوا لوحدتهم الوطنية، فلا شيء يمنع حماس من تجنيد آلاف الشباب في صفوفها المقاتلة. فالسلطة تستطيع تجنيد أمن، حسب اتفاقها الأمني مع اسرائيل، وحماس تبقى كما هي: وحدة مقاتلة شرسة.. وبهذا لا نضع كل البيض بسلة واحدة، فاسرائيل تفاوض وتحارب، فلماذا لا يكون لنا ذلك؟!.
لقد وجد الرئيس عباس بدائل لفشل التفاوض مع نتنياهو هو الذهاب الى مجلس الأمن، والمحكمة الجنائية، وحشد العرب واوروبا والعالم للاعتراف بدولة فلسطين فلا يبقى سوى ازالة الاحتلال، ولكن عباس لم يضع في حساباته بديلاً فلسطينياً هو قوة حماس، وابداعها في التسلح واستراتيجيات الانفاق في كافة الاتجاهات!!.
لقد حاول الاميركيون عام 1972 ايجاد هدنة تسمح للأطراف المتصارعة فرصة التفاوض، وكان الهدف ان تكون الاطراف رباعية: فيتنام الشمالية والفياتكونغ وفيتنام الجنوبية والولايات المتحدة.
ورفضت فيتنام، وحددت أطراف الصراع بأنها فيتنام والولايات المتحدة فقط.. ولا هدنة!! وكان الواضح ان فيتنام تعتبر الاميركان قوة محتلة للجنوب.. تماماً كما كان الفرنسيون وحددت التفاوض بين كيسنجر ولي روك تو في اتجاه واحد: انسحاب القوات الاميركية ضمن ترتيبات زمنية مقبولة فقط!! وكان لهم ذلك!!.
اي مطلب فلسطيني الآن يجب ان يتحدد بانهاء الاحتلال، وعلى المفاوض الفلسطيني ان يرفض كلياً الكلام في «أمن اسرائيل»، فالدولة الفلسطينية هي التي في حاجة الى الأمن!!.
كنا نتحدث عن اتقان المصالحة الفلسطينية، وتمكين الوحدة الوطنية، وهذا امر بيد الفلسطينيين ولا احد غيرهم، والفلسطينيون اذا اقتنعوا بأنفسهم فانه لا حاجة بهم الى «وسيط اميركي» وعليهم ان يشكروا نتنياهو (وشارون) لأنه خلصّهم من اتفاقيات اوسلو، فالوضع الحالي هو وضع مجابهة دون حواجز، ومع ان اطلال غزة تشكل رعباً للعالم وللعرب، الا ان الفلسطينيين تعايشوا معها عدة مرات، وقاموا من تحت الرماد واعادوا بناءها.. وبناء قوتهم القتالية!!.