أخر الأخبار
جيش إسرائيل “المُنهك”.. هل يستطيع فتح جبهتين للحرب؟
جيش إسرائيل “المُنهك”.. هل يستطيع فتح جبهتين للحرب؟

وكالات - الكاشف نيوز: بينما تتصاعد التهديدات بين إسرائيل وحزب الله على وقع هجوم "مجدل شمس" بالجولان المُحتل، تبرز تساؤلات بشأن قدرة الجيش الإسرائيلي على فتح جبهة جديدة للحرب، رغم "الإنهاك" الذي تعرض له على مدى 9 أشهر من القتال ضد حماس في قطاع غزة، دون الإعلان صراحة عن تحقيق هدفيه الرئيسيين بتدمير قدرات الحركة سياسيا وعسكريا، وتحرير المختطفين.

واستعرض محللون عسكريون ومراقبون، إمكانية دخول إسرائيل في حرب شاملة على الجبهة الشمالية، موضحين أنه رغم التهديدات المباشرة التي أطلقها قادة إسرائيليين بقرب دخول معركة جديدة، إلا أن الأرجح أن الرد سيكون "موثرا ومحدودا في آن واحد"، مقابل رد لحزب الله على تلك الضربة، على غرار التصعيد الذي أقلق العالم أجمع بين إسرائيل وإيران.

وتتفق تلك الرؤية مع ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت، التي نقلت عن مسؤولين قولهم إن الرد سيكون "محدودا لكنه ذو مغزى"، وتتراوح الخيارات بين هجوم محدود لكن "مثيرا للإعجاب في الصور" على البنية التحتية مثل الجسور ومحطات الكهرباء والموانئ، إلى ضرب مستودعات أسلحة حزب الله أو استهداف قادة كبار بالجماعة.

هل تدخل إسرائيل "مستنقعا عسكريا"؟

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن هناك مخاوف متزايدة داخل إسرائيل من أن جنودها "مرهقون"، وأن مواردها قد "استنفدت" بعد أطول حرب تشهدها البلاد منذ عقود.

وأضافت أن "9 أشهر من الهجمات ضد حماس في قطاع غزة لم تهزم الحركة، ولم يحدد نتنياهو المحاصر سياسيا استراتيجية خروج.. بينما في لبنان، ستواجه إسرائيل خصما أكبر وأفضل تسليحا وأكثر احترافا، مع تهديد بمستنقع عسكري أكثر عمقا".

على الأرض، تقاتل إسرائيل على جبهتين بالفعل منذ أكتوبر الماضي، إذ سرعان ما جهزت عمليتها البرية عقب الهجوم الدموي في السابع من أكتوبر، وفي غضون ساعات كانت تستعد للتصدي للهجمات التي بدأها مقاتلي حزب الله للتخفيف من حدة القتال الموجهة نحو عناصر حماس، بيد أن المناوشات بين الجانبين لم تخرج في كل الأحوال عن "قواعد الاشتباك" بين الطرفين.

ومع ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير، قوله إن بلاده "تريد إيذاء" جماعة حزب الله، ولا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة، بينما قال مسؤولان آخران إن إسرائيل تتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر عدة أيام.

كما حددت الإدارة الأميركية "خطا أحمر" إزاء الرد الإسرائيلي المنتظر، إذ كشف موقع "أكسيوس" عن تحذير الولايات المتحدة لإسرائيل من أن تطال ضرباتهم العاصمة اللبنانية بيروت، ما يعد إشارة لكون الضربة "ستكون في الإطار المحدود".

وفوّض مجلس الوزراء الأمني المصغر، رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، في تحديد "نوع وتوقيت" الرد على الهجوم الذي طال ملعب كرة قدم بمجدل شمس.

 

وضع متأزم

بدوره، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي والمحلل المتخصص في قضايا الأمن الإقليمي، العميد محمود محيي الدين، أن إسرائيل في الوضع الحالي مع طول أمد الحرب في غزة "لا تستطيع بأي حال من الأحوال البدء في عملية برية شاملة بالجنوب اللبناني، ما لم تحسم الموقف بمواجهة حماس".

وأوضح "محيي الدين" أن "الترجيحات وحديث مسؤولي إسرائيل والضغوط الأميركية، تشير إلى عملية محدودة أو خاطفة أو هجوم انتقامي لأهداف محددة وبضوابط دولية وإقليمية"، مبينا أن كافة الأطراف تهدف لمنع تمدد الحرب أو تحولها لحرب إقليمية.

في المقابل "سيكون رد فعل حزب الله سريعا، لكنه إطار قواعد الاشتباك وما يمكن استيعابه"، وفق الخبير العسكري.

وقال: "الضربة ستكون في أضيق الحدود بألا يُستفز حزب الله حتى لا تتحول إلى حرب شاملة، لأن كلا الطرفين لا يرغبان في حرب إقليمية قد تتمدد لدول أخرى".

 

"أثمان باهظة"

وعن الرؤية الداخلية لإسرائيل لفتح جبهتي حرب في آن واحد، قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوآب شتيرن، إن "الجيش الإسرائيلي كان يفضل ألا يدخل في حربين بتوقيت واحد، لولا الهجوم الذي وقع في مجدل شمس".

وأوضح "شتيرن" إلى أنه رغم تقليص وتيرة العمليات في قطاع غزة، إلا أن الجيش يدعم الوصول إلى صفقة والتجهيز للمرحلة المقبلة، وبالتالي بإمكانه التركيز على مجابهة التهديدات التي يفرضها حزب الله، وفق قوله.

وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يحارب في الجبهة الجنوبية الآن، لكنه لا يفضل ذلك، وبغض النظر عما يحدث في غزة، سيكون للحرب مع حزب الله أثمان باهظة لأن الجماعة اللبنانية مختلفة عن حماس، بما لديها من قدرات عسكرية أكثر كفاءة وصواريخ دقيقة وبعيدة المدى تصل لكل مكان في إسرائيل، كما تتمركز عناصره بشكل جيد في جنوب لبنان وبكافة مدنه".

وشدد "شتيرن" على أن "الحرب ستكون قاسية وصعبة للغاية.. والجيش الإسرائيلي يعرف ذلك جيدا".