بعد مرور حوالي 100 عام على وعدها التاريخي للصهيونية واليهود، تحاول بريطانيا تصحيح موقفها، حين صوتت امس الأول، أي هذا العام 2014 ضد وعد بلفور المشؤوم 1917، الذي اعتبر فلسطين أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض، وهاهي بريطانيا اليوم، تصوب الموقف بطريقة ديمقراطية، حيث قام «مجلس العموم وليس اللوردات»، فالعموم هم ممثلو الشعب البريطاني..قاموا بالتصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، واتخذوا قرارا بالأغلبية، وافق عليه 274 نائبا بينما عارضه 12 نائبا، وذلك رغم الضغوط الصهيونية الكبيرة التي مورست لإفشال هذا القرار البريطاني التاريخي، علما بأنه قرار لا يلزم الحكومة البريطانية بتبنيه وتنفيذه، فهي تقول إنها ستتبناه بما يخدم موضوع السلام.. أي أنها لا تعتبر قرار الشعب البريطاني التاريخي هذا، يخدم العدل والحق وهما أساس أي سلام وأمن.
التصعيد الاسرائيلي المتواصل ضد القدس والأقصى، يمكن اعتباره ردة فعل على الذي يجري في اوروبا من صحوة ضمير تجاه ظلم العالم لفلسطين وشعبها، ولعل ما قاله أمس وزير الدولة للاتصال والاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، يشرح ويوضح الهدف من وراء سعي اسرائيل لاستفزاز العالمين العربي والاسلامي، حين صعدت من اعتداءاتها على المسجد الأقصى، بدعم ومشاركة من جيش الاحتلال والمتطرفين في الكنيست، إذ قال محمد المومني : انها أفعال تقود المنطقة الى حرب دينية، وهو ما تعنيه دولة الاحتلال الصهيوني وتهدد اوروبا والعالم به، يريدون أن يأخذوا الصراع الى الجانب العقائدي، للجم التحرك الاوروبي ضد الاعتراف بدولة فلسطين، باعتباره يقود الى حروب دينية ولا يخدم السلام العالمي.. وهذا لعب بالنار بلا شك.
لا نتوقع صحوة لضمير العالم تجاه الشعب الفلسطيني، ولا حسما للصراعات العقائدية، ولا لجما للتطرف الصهيوني وغيره، بل ستتكفل الاعتداءات على الأقصى بإعادة انتاج التطرف والغلو ضد اسرائيل واوروبا والحكومات العربية، فالأقصى هي كلمة السر الرئيسة في تأجيج أو إطفاء نار الصراع في المنطقة..
المطلوب أولا بلفور غربي يعتبر الأقصى دار عبادة اسلامية، ولا يسمح لدولة الاحتلال العبث فيها او تدنيسها بقطعان مجرميها ومستوطنيها، ونتمنى أن يحذو العالم حذو السويد وبريطانيا، ويعتذر عن تقصيره في انصاف المنطقة العربية وانصاف الشعب الفلسطيني..