أخر الأخبار
عد عكسي سياسي وعسكري لنظام الأسد !
عد عكسي سياسي وعسكري لنظام الأسد !

 

وكالات - الكاشف نيوز : 
يمكن القول، ومن دون أيّ مبالغة، إنّ حركةً سياسية لافتة ازدحمت بها أروقة صنّاع القرار السياسي والعسكري في واشنطن، رُصدت نهاية الأسبوع الماضي.
 
لم تبقَ لجنة معنية، سواءٌ في الشؤون الخارجية أو الدفاع أو الاستخبارات، في مجلسَي الشيوخ والنوّاب الأميركيَّين، ناهيك عن الاجتماعات الكثيفة التي يعقدها كبار القادة العسكريين، والمستشارون السياسيّون والأمنيّون، إلّا وعقدت لقاءات، وكان ملفّ سوريا محور بحثها الأساسي.
 
ويؤكّد مصدر أميركي أنّ تلك النقاشات تُعدّ العدّة للتطوّرات السياسية المقبلة في سوريا، خصوصاً أنّ التحذيرات من انفلات الأمور فيها وتحوّلها إلى قاعدة جديدة للإرهاب، قد وجدت طريقها إلى مراكز القرار في الدول الغربية كافّةً، ولا سيّما في واشنطن.
 
ويلفت المصدر نفسه إلى أهمّية التصريحات الأخيرة للملك الأردني عبدالله الثاني عن سوريا، قبيل وصول الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى عمان، والتي حذّر فيها من إمكان تحوّلها إلى قاعدة إقليمية للجماعات المتطرّفة ومن احتمال تفكّكها، فيما صدرت تصريحات عن أكثر من مصدر عسكريّ وسياسيّ أميركي حول الموضوع نفسه.
 
لقد كان لافتاً ما أدلى به أحد مساعدي وزير الخارجية الأميركية خلال حلقة نقاش في معهد "أتلانتيك كاونسل" في واشنطن، حين قال إنّ سوريا تحتاج إلى ثورتَين: واحدة ضدّ الرئيس السوري بشّار الأسد، وأخرى ضدّ الأصوليّة السلفية، بل إنّه اتّهم وللمرّة الأولى ميليشيا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بإرسال مقاتلين إلى سوريا، الأمر الذي أكّده أيضاً السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النوّاب، من دون أن يسمّي الجهة التي يتبع لها هؤلاء "المسلّحون الشيعة".
 
فورد أكّد وبصريح العبارة، أنّ الحلّ في سوريا لن يتمّ إلّا عبر عملية انتقال سياسي لن يكون الأسد ومعاونوه جزءاً منها، وهو لا يزال يعتقد أنّ بإمكانه الانتصار عسكريّاً، ويجب أن نجعله يُغيّر من حساباته على الأرض. وقال تعليقاً على انتخاب غسّان هيتو رئيساً للحكومة السورية الموَقّتة: إنّه "تكساسي" أكثر منه "إخواني"، في إشارة إلى أنّه أميركي ويسكن في ولاية تكساس. 
 
أوساط في وزارة الدفاع لا تنفي أو تؤكّد صحّة المعلومات التي تتحدّث عن إمكان تكليف وحدات خاصة مشتركة مع دول المنطقة لضمان وتأمين الأسلحة الكيماوية التي ارتفع منسوب التحذير من خطر استعمالها من النظام ضدّ الشعب السوري والمعارضة.
 
وتراجُع موسكو عن اتّهامها للمعارضة بأنّها هي التي استعملت سلاحاً كيماويّاً، يُنظر إليه على أنّه تراجُع يغلّف غضّاً للطرف، إذا ما تقرّر شيء ما في هذا المجال.
 
لقد كان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز واضحاً جدّاً أمام ضيفه الأميركي، عندما شدّد على وجوب القيام بما من شأنه إبعاد خطر وقوع تلك الأسلحة في الأيدي الخطأ، سواءٌ كانت أيدي النظام أو المعارضة. 
 
في جلسة لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ التي استمعت إلى كلٍّ من قائد القوات الأميركية في حلف شمال الأطلسي وقائد قوات الحلف، طلب رئيسها السيناتور كارل ليفين صراحةً إرسال وحدات أميركية للسيطرة على السلاح الكيماوي وتحييده، سائلاً: لماذا لا تسمح تركيا بإقامة منطقة حظر جوّي على حدودها؟
 
يؤكّد بعض المراقبين هنا في واشنطن أنّ تحضيرات عملية حثيثة تجري على الأرض لتهيئة الظروف أمام تغيير طبيعة المواجهة في سوريا.
 
وفي اعتقاد هؤلاء أنّ تصريحات وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الأخيرة بعدم تكرار الأخطاء التي ارتُكبت في ليبيا لجهة عدم وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ، تشكّل الإعلان الأوضح عن احتمال حصول تدخّل فرنسي بريطاني مباشر، عبر سلاح الطيران ووحدات خاصة تعمل مع الثوّار، لضمان تحقيق أمرين:
 
- إيصال الأسلحة للفصائل الموثوقة وتعديل ميزان القوى على الأرض بينها. 
 
- تمكين قوّات المعارضة من تحقيق مكاسب جدّية من النظام بعد تسديد ضربات جوّية لتحصيناته العسكرية وأسلحته النوعية.
 
وأكّد فابيوس أنّ الحلّ في سوريا لن يكون إلّا سياسيّاً، وأنّ ميزان القوى الراهن لا يوحي بإمكان إحراز أيّ تقدّم في هذا المجال ما لم يُعدّل هذا الميزان. وفي ذلك تذكير بما قاله وزير الخارجية الأميركية جون كيري حول إفهام الأسد بضرورة تغيير المعادلة. 
 
وترى تلك الأوساط أنّ هذه العملية ستستغرق الوقت اللازم والضروري لإنجازها، فهي عملية مركّبة، سياسية وعسكرية. فمن ناحيةٍ تسعى إلى إحداث تغيير في صفوف الثوّار، ومن ناحية أخرى إلى تجهيز القوى التي ستتولّى تطهير المواقع التي ستُقصَف.
 
وتنقل أوساط عن دوائر في الإدارة الأميركية أنّ نقاشاً استراتيجيّاً حَصَل خلال اجتماعات أوباما وأركان إدارته وكبار مستشاريه، وتمّ خلاله التركيز على إعادة احتساب عوامل "الربح والخسارة" في حال تغيير أداء السياسة الأميركية في سوريا.
 
يقول البعض إنّ وجهة النظر التي فازت هي تلك التي حذّرت من استمرار الحال على ما هي عليه، ما يؤدّي إلى نتائج كارثية لا تقاس حتى بما جرى في العراق أو في أفغانستان، إذا استمرّ الأسد في الحكم، وتعمَّقَ حضور الجماعات الأصوليّة وحرَف وجهة الثورة السورية. فسوريا ليست العراق ولا أفغانستان، هي دولة مجاورة أوّلاً لإسرائيل، ثمّ تركيا والأردن ولبنان.
 
لذلك يعتقد هؤلاء أنّ النظام السوري أدرك حصول هذا التغيير، فصعّد المواجهة، سواءٌ عبر استعماله السلاح الكيماوي أو عبر تهديده بتفجير الأوضاع في لبنان، باعتباره الخاصرة الرخوة في المنطقة. وأدرك النظام كذلك أنّ تطوّراً ديبلوماسيّاً مهمّاً سيحصل في اجتماع الجامعة العربية المقبل، وقد يتبعه تطوّر آخر في أروقة الأمم المتّحدة ينزع الشرعية التمثيلية عنه.
- See more at: http://www.watanserb.com/201303231268/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D9%83%D8%B3%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF.html#sthash.C3pBwHCL.dpuf

وكالات - الكاشف نيوز : 
يمكن القول، ومن دون أيّ مبالغة، إنّ حركةً سياسية لافتة ازدحمت بها أروقة صنّاع القرار السياسي والعسكري في واشنطن، رُصدت نهاية الأسبوع الماضي. لم تبقَ لجنة معنية، سواءٌ في الشؤون الخارجية أو الدفاع أو الاستخبارات، في مجلسَي الشيوخ والنوّاب الأميركيَّين، ناهيك عن الاجتماعات الكثيفة التي يعقدها كبار القادة العسكريين، والمستشارون السياسيّون والأمنيّون، إلّا وعقدت لقاءات، وكان ملفّ سوريا محور بحثها الأساسي. ويؤكّد مصدر أميركي أنّ تلك النقاشات تُعدّ العدّة للتطوّرات السياسية المقبلة في سوريا، خصوصاً أنّ التحذيرات من انفلات الأمور فيها وتحوّلها إلى قاعدة جديدة للإرهاب، قد وجدت طريقها إلى مراكز القرار في الدول الغربية كافّةً، ولا سيّما في واشنطن. ويلفت المصدر نفسه إلى أهمّية التصريحات الأخيرة للملك الأردني عبدالله الثاني عن سوريا، قبيل وصول الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى عمان، والتي حذّر فيها من إمكان تحوّلها إلى قاعدة إقليمية للجماعات المتطرّفة ومن احتمال تفكّكها، فيما صدرت تصريحات عن أكثر من مصدر عسكريّ وسياسيّ أميركي حول الموضوع نفسه. لقد كان لافتاً ما أدلى به أحد مساعدي وزير الخارجية الأميركية خلال حلقة نقاش في معهد "أتلانتيك كاونسل" في واشنطن، حين قال إنّ سوريا تحتاج إلى ثورتَين: واحدة ضدّ الرئيس السوري بشّار الأسد، وأخرى ضدّ الأصوليّة السلفية، بل إنّه اتّهم وللمرّة الأولى ميليشيا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بإرسال مقاتلين إلى سوريا، الأمر الذي أكّده أيضاً السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النوّاب، من دون أن يسمّي الجهة التي يتبع لها هؤلاء "المسلّحون الشيعة". فورد أكّد وبصريح العبارة، أنّ الحلّ في سوريا لن يتمّ إلّا عبر عملية انتقال سياسي لن يكون الأسد ومعاونوه جزءاً منها، وهو لا يزال يعتقد أنّ بإمكانه الانتصار عسكريّاً، ويجب أن نجعله يُغيّر من حساباته على الأرض. وقال تعليقاً على انتخاب غسّان هيتو رئيساً للحكومة السورية الموَقّتة: إنّه "تكساسي" أكثر منه "إخواني"، في إشارة إلى أنّه أميركي ويسكن في ولاية تكساس.  أوساط في وزارة الدفاع لا تنفي أو تؤكّد صحّة المعلومات التي تتحدّث عن إمكان تكليف وحدات خاصة مشتركة مع دول المنطقة لضمان وتأمين الأسلحة الكيماوية التي ارتفع منسوب التحذير من خطر استعمالها من النظام ضدّ الشعب السوري والمعارضة. وتراجُع موسكو عن اتّهامها للمعارضة بأنّها هي التي استعملت سلاحاً كيماويّاً، يُنظر إليه على أنّه تراجُع يغلّف غضّاً للطرف، إذا ما تقرّر شيء ما في هذا المجال. لقد كان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز واضحاً جدّاً أمام ضيفه الأميركي، عندما شدّد على وجوب القيام بما من شأنه إبعاد خطر وقوع تلك الأسلحة في الأيدي الخطأ، سواءٌ كانت أيدي النظام أو المعارضة.  في جلسة لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ التي استمعت إلى كلٍّ من قائد القوات الأميركية في حلف شمال الأطلسي وقائد قوات الحلف، طلب رئيسها السيناتور كارل ليفين صراحةً إرسال وحدات أميركية للسيطرة على السلاح الكيماوي وتحييده، سائلاً: لماذا لا تسمح تركيا بإقامة منطقة حظر جوّي على حدودها؟ يؤكّد بعض المراقبين هنا في واشنطن أنّ تحضيرات عملية حثيثة تجري على الأرض لتهيئة الظروف أمام تغيير طبيعة المواجهة في سوريا. وفي اعتقاد هؤلاء أنّ تصريحات وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الأخيرة بعدم تكرار الأخطاء التي ارتُكبت في ليبيا لجهة عدم وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ، تشكّل الإعلان الأوضح عن احتمال حصول تدخّل فرنسي بريطاني مباشر، عبر سلاح الطيران ووحدات خاصة تعمل مع الثوّار، لضمان تحقيق أمرين: - إيصال الأسلحة للفصائل الموثوقة وتعديل ميزان القوى على الأرض بينها.  - تمكين قوّات المعارضة من تحقيق مكاسب جدّية من النظام بعد تسديد ضربات جوّية لتحصيناته العسكرية وأسلحته النوعية. وأكّد فابيوس أنّ الحلّ في سوريا لن يكون إلّا سياسيّاً، وأنّ ميزان القوى الراهن لا يوحي بإمكان إحراز أيّ تقدّم في هذا المجال ما لم يُعدّل هذا الميزان. وفي ذلك تذكير بما قاله وزير الخارجية الأميركية جون كيري حول إفهام الأسد بضرورة تغيير المعادلة.  وترى تلك الأوساط أنّ هذه العملية ستستغرق الوقت اللازم والضروري لإنجازها، فهي عملية مركّبة، سياسية وعسكرية. فمن ناحيةٍ تسعى إلى إحداث تغيير في صفوف الثوّار، ومن ناحية أخرى إلى تجهيز القوى التي ستتولّى تطهير المواقع التي ستُقصَف. وتنقل أوساط عن دوائر في الإدارة الأميركية أنّ نقاشاً استراتيجيّاً حَصَل خلال اجتماعات أوباما وأركان إدارته وكبار مستشاريه، وتمّ خلاله التركيز على إعادة احتساب عوامل "الربح والخسارة" في حال تغيير أداء السياسة الأميركية في سوريا. يقول البعض إنّ وجهة النظر التي فازت هي تلك التي حذّرت من استمرار الحال على ما هي عليه، ما يؤدّي إلى نتائج كارثية لا تقاس حتى بما جرى في العراق أو في أفغانستان، إذا استمرّ الأسد في الحكم، وتعمَّقَ حضور الجماعات الأصوليّة وحرَف وجهة الثورة السورية. فسوريا ليست العراق ولا أفغانستان، هي دولة مجاورة أوّلاً لإسرائيل، ثمّ تركيا والأردن ولبنان. لذلك يعتقد هؤلاء أنّ النظام السوري أدرك حصول هذا التغيير، فصعّد المواجهة، سواءٌ عبر استعماله السلاح الكيماوي أو عبر تهديده بتفجير الأوضاع في لبنان، باعتباره الخاصرة الرخوة في المنطقة. وأدرك النظام كذلك أنّ تطوّراً ديبلوماسيّاً مهمّاً سيحصل في اجتماع الجامعة العربية المقبل، وقد يتبعه تطوّر آخر في أروقة الأمم المتّحدة ينزع الشرعية التمثيلية عنه.