لا يمكن انكار أهمية وجود شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تقرِّب بين القاصي والداني وتجعلنا نشاهد أشخاصاً في بلاد بعيدة عنّا، بالصوت والصورة بالإضافة إلى تتبع جميع الأخبار التي تدور من حولنا حيث أصبحت المعلومة تصل إلى الشخص من خلال هاتفه المحمول او جهاز الكمبيوتر او اللاب توب أسرع من قراءته لها بالصحف أو مشاهدته لها عبر التلفاز. ولم تعد تلك عملية التواصل هذه مقصورة على أعمار بعينها ، فالطفل الصغير الآن يحمل هاتفاً محمولاً موصَّلاً بالإنترنت، ومن خلاله يتمكّن من الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعيّ،وكذلك المسن او الكبير في العمر.
ثقافة التواصل الاجتماعي من خلال الانترنت هو الاسلوب الاعم والاشمل للعلاقات الانسانية حيت تم تقليص او الاستغناء عن العلاقات الاجتماعية المتعارف عليها للتواصل بين الناس فاصبح التخاطب عبر النت هو البديل عن الاتصال المباشر او عن الاتصال عبر الهاتف.
كما اصبح هذا التواصل يعطيك المعلومة باسرع وقت فانت قد تصلك المعلومة دون ان تبحث عنها بمجرد ان تكون انت متواصلا مع الاخرين على الفيس بوك او الشبكات الاخرى فانت اصبحت في غنى عن كل وسائل الاعلام طالما انت متواجد، وايضا انت تتفاعل مع الاحداث دون قيود وهذا ما يميز هذه الشبكات والتواصل معها .
مواقع التواصل الاجتماعي وفرت وسيلة مثالية وسهلة للناس للتعبير عن آرائهم بحرية حيث وجدوا ضالّتهم بالكتابة لإيصال وجهات نظرهم بطلاقة، وليس بالضرورة أن تكون وجهات نظر منطقية أو مقبولة اجتماعيّاً، فهذه المواقع وفّرت إمكانية التنفيس عن المشاعر المكبوتة بصرف النظر عن ماهيتها، ولكن من جهة ثانية وكما قلنا فان اللجوء إلى هذه الوسائل ادى إلى الانعزالية والتوقّف عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية والتلاقي مع أفراد الأسرة، خاصة مع توافر هذه المواقع الآن في أجهزة الهواتف المحمولة، إلى درجة أنه أصبحت هناك حالة من الإدمان.
نحن امام ثقافة جديدة هناك من يرى فيها تطورا وتقدما وهناك من يرى انها معرقلة للعمل ولتطور البشر وكل من هؤلاء يستند الى طريقة تعامله مع شبكات التواصل الاجتماعي حيث هناك من يستفيد منها ويسعى لتطوير نفسه او انه يخدم اعماله وينجزها وهناك من يراها معرقلا للنمو والتطور واعتقد ان لكل من الرأيين او من وجهتي النظر تبريره وهو صحيح لكل منهما.
لكن المشكلة تكمن في استخدام الاطفال والمراهقين لمثل هذه الوسائل لانها بالتاكيد ستكون عاملا معرقلا لهم عن تحصيلهم العلمي سواء في المدرسة او الجامعة خاصة ان الاطفال باتوا مدمنين على استعمال الأجهزة الذكية من الهواتف واقتنائها في مختلف المراحل العمرية بصورة تفوق الخيال، وقد أصبحت هذه الأجهزة تسيطر عليهم بشكل خطير جدّاً أبعدهم عن استخدام قدراتهم الذهنية من حيث الذاكرة أو محاولة التفكير في أغلب الأمور التي تواجههم، كما أفقدهم قدراتهم البدنية.
لذلك يجب ان تكون هناك وقفة واعتقد ان الافضل ان تكون هناك حملات من خلال وسائل الاتصال هذه للعمل على الحد من الاثار السلبية لشبكات التواصل وان يتم التركيز على الجانب الايجابي فيها.