أخر الأخبار
احتفالية المطر
احتفالية المطر

بالأمس ابتلت أرواحنا بماء السماء، فاحتفل الناس بالخير، كل على هواه، هنا، بعض ما فاض به اليراع، في احتفالية المطر..
-1-
ذاك المطر، كأنه يهطل داخلي، فُـيُوضًا من دموع، تجرف معها مخلفات ذكريات،
وبقايا حنين، وأشلاء حب ومعطف!
-2-
كتحرش القصيدة بشاعر مبتدىء، تتحرش بي مُعلّقة لم تُكتب بعد، أتنفّسها، أقرؤها، أستمع لغواية حروفها وهي تتقافز على سطح نص منسدل على قوس قزح، أو على نافذة تطل على شريان منتفض!
-3-
كأن الشفاه مقبرة، تنتصب فيها شواهد قبور لكلمات وَأدناها، خنقا، فأبت أن يبتلعها العدم، وظلت تزورنا أشباحها، حينما تلفنا ضوضاء الصمت!
-4-
كمن اشترى معطفا في الصيف، وانتظر الشتاء، وحينما هطل المطر، لم يعد ثمة معطف، فقد قرضته «الأرَضَة»(النمل الأبيض) كما أكلت وثيقة مقاطعة قريش لبني هاشم في شِعْب أبي طالب!
-5-
ليس ما تراه هو هو..
فكم من نجم يلمع في السماء، ما تراه منه إلا بقايا ضوء، ما أن يصل إليك، بعد أن يقطع سنواته الضوئية، إلا وقد تلاشى وتناثرت أشلاؤه في السديم الكوني!
فما نراه حقيقة في اي لحظة هو ماضي النجوم والمشهد السماوي!!
-6-
للروائي الصهيوني ديفيد غروسمان صاحب رواية «الزمن الأصفر» مقولة طالما رددها إيهود باراك، وزير حربهم، رئيس وزراء العدو الأسبق، وهي: نحن والفلسطينيون نشبه شخصين يجلسان على خشبة وسط البحر (في جو ماطر!)، لا تتسع إلا لواحد، وكي ينجو لا بد من أن يُغرق الآخر!
لا فائدة..
-7-
مِنْ هُنا مَرَّ نَفَسْ،
أعْرِفُه، مِنْ لوْنِهِ، المُعَطّرِ بالفَراشاتِ والشّهيقِ،
وإيقاعِه الماطر، الذي يَضْبطُ دقّاتِ القَلْبِ،
ويوقِفُ ألمَ الأسْنانْ!
-9-
حلما ذات يوم، بمطر، وشارع فارغ من المارة، ومعطف واحد يضمهما، وحينما جاء المطر، لم يكونا موجوديْن لا هما، ولا الشارع، ولا المعطف!
فقط كان ثمة مطر، يبلل الأرض، ويحول التراب والأماني إلى وحل!