أخر الأخبار
الرجال يفضِّلون الجنس على الطعام
الرجال يفضِّلون الجنس على الطعام

عمان - الكاشف نيوز

كشفت دراسة حديثة من إعداد جامعة روتشستر أنه إذا تم تخيير الرجال بين تناول الطعام وممارسة الجنس، فانهم يفضلون الأمر الأخير حتما، حيث ان هذه الأفضلية مبرمجة بشكل بيولوجي في دماغهم.

الطريقة التي اعتمدها العلماء لاكتشاف هذا الأمر قد تكون مفاجئة نوعا ما، فقد مثّلت الإنسان خلالها دودة الربداء الرشيقة (باللغة الإنكليزية: Caenorhabditis elegans)، التي هي أحد أنواع الديدان الأسطوانية الشفافة. إلا أن العلماء يفسرون ذلك بالقول، ان هذا الكائن الدقيق يستعمل بشكل اعتيادي من قبل الباحثين خلال كشف الآليات البيولوجية الأساسية.

كما أن نتائج كثير من الاكتشافات المرتبطة بدودة الربداء الرشيقة تسري أيضا على كامل البيئة العلمية، وقد ساعدت العلماء على فهم البيولوجيا البشرية أيضا بشكل أفضل. وكما يشير التقرير المرتبط بالدراسة المذكورة، فان هذه الدودة مفيدة بشكل خاص خلال دراسة النظام العصبي.

تتواجد الدودة إما كذكور أو كديدان خنثوية قادرة على تلقيح نفسها بنفسها، لكنها تبحث أيضا عن الذكور وتعتبر بمنزلة كائنات ذكورية معدّلة. وقد قام العلماء باستعمال كلا الجنسين من هذه الديدان، وأعدّوا لها طعام العشاء على وعاء خاص، ثم راقبوا كيف تتعامل معها الديدان من كلا الجنسين. الفارق كان واضحا، فبينما التصقت الديدان الخنثوية بالطعام وبقيت على هذا الشكل لفترة طويلة، ظلت الديدان الذكور تحوم بشكل مستمر باحثة عن شريكة تمارس معها عملية التكاثر.


الزوج وحيد الخلية

وقد ركّز علماء روتشستر على نشاط الزوج الوحيد للخلايا العصبية الذي عثروا عليه لدى الديدان ويسمّى AWA، ومهمته مراقبة حاسة الشم. فهذه الحاسة، بالإضافة للذوق واللمس، تعتبر من الحواس المفصلية التي تساعد الجسم للتعرف على البيئة المحيطة والتحرك خلالها: بفضلها يمكنها إيجاد الطعام، تجنّب المخاطر، ويمكنها أيضا إيجاد الشريك للتكاثر.

واكتشفوا أيضا أن آلية الاستشعار لهذه الخلايا AWA هي منظمة من قبل الهوية الجنسية للخلايا.

الديدان الخنثوية تملك مستشعرات أكثر تعتمد أيضا على الرائحة، ولذلك تتمتع بحساسية أكبر على الطعام، لهذا السبب تلاحظ الطعام بشكل واضح وكبير، لأنه يكون أكثر جاذبية بالنسبة لها. وعند الديدان الذكور تعمل هذه المستشعرات بشكل أقل، ولذلك تتمتع بقدرة أقل، وربما حتى بتوق أقل في ما يخص البحث عن الطعام.

لكن إذا شعرت هذه الديدان بالجوع ووجدت نفسها دون طعام، تكون قادرة عندئذ على رفع نسبة المستشعرات بشكل دراماتيكي، وهو ما يحسّن لديها، بشكل مؤقت، القدرة للتغلّب على الأزمة الناشئة وبالتالي العثور على الطعام.


التجهيز الجيني

إضافة لذلك لعب العلماء بالتجهيز الجيني لبعض الديدان الذكور، وعدّلوه بطريقة تجعله أكثر حساسية في ما يخص الطعام. وبالفعل نجحوا في تحقيق ذلك، حيث أصبح الذكور المعدّلون من قبلهم أكثر فاعلية من قبل. لكنهم دفعوا ضريبة أخرى نتيجة نجاحهم في ذلك، فالديدان المذكورة لم تتمكن من العثور على شركاء للتكاثر.

ويفيد دوغلاس بورتمان أحد المسؤولين عن الدراسة التي نشرت في مجلة «كارنت بيولوجي»، بأن التجربة تسلط الضوء بشكل جديد على الفوارق الجينية الجنسية، ولأنه ينظر عادة إلى دودة الربداء الرشيقة بأنها كائن نموذجي، فان النتيجة يمكن أن ترتبط بالبشر أيضا.

«اكتشافنا يؤكد أنه يمكننا، من خلال تعديل خصائص خلية وحيدة، التأثير بالتصرف وتغييره»، كما أفاد.

إلا أن العلماء يعترفون طبعا بأن تصرف الإنسان يتأثر بالعديد من العناصر بما فيها المعايير الثقافية والاجتماعية. في هذا السياق يفسّرون بأن اكتشافاتهم تشير إلى الآليات البيولوجية التي يمكن أن يكون لها أيضا تأثير على الفوارق في التصرف بين الجنسين، والتي يمكن أن توضح لماذا يكون هذا الجنس أو ذاك معرّضا أكثر من غيره لبعض أنواع الاضطرابات العصبية.