أخر الأخبار
داعش العربي وداعش الصهيوني
داعش العربي وداعش الصهيوني

بعد وضع الداعشية الصهيونية الى جانب الداعشيات العربية، في حديث الملك لاحدى الكتل النيابية، حاولنا قراءة رد الفعل في الصحافة الاسرائيلية، فالمعارضة العمالية لا تخفي الوضع الصعب الذي وضع فيه نتنياهو وائتلافه الوزاري الدولة العبرية، ذلك انه في حفل عيد ميلاده الخامس والستين اول امس، كان هو الاخر يهدد: الالتزام بالولاء الحزبي والائتلافي، او الذهاب الى انتخابات مبكرة للكنيست.
وهذا التهديد لا تأخذه الاحزاب العنصرية التي تمثل المستوطنين، والذين يرون في فلسطين كلها ارض اسرائيل الكاملة، لا تأخذه مأخذ الجد، فنتنياهو يلعب ورقة التطرف ليحافظ على زعامة الليكود في مواجهة رئيس حزبه، وليهدد العلمانيين اليهود باجتياح التطرف الصهيوني، على اعتبار انه القادر الوحيد على وضعه في سياق العمل السياسي.
ان نتنياهو يدرك ان تهديد الاردن باطلاق تظاهرات قطعان المستوطنين في الاقصى، لن يهزّ يقين الاردن بسياسات الاعتدال في وسط جنون التطرف، فالاردن يعرف حدود داعش الاسرائيلي، وحدود داعش العربي، ويعرف ان الصهيونية العالمية تركز نفوذها على الولايات المتحدة واوروبا لجرها الى معاداة الاسلام: الدين والقيم الروحية، ومصالح الشعوب التي تدين بالاسلام.
لقد مسّ جلالة الملك بوضوح هذه النقطة في حديثه الاخير، وترك لنا، للذين يحاكمون الاشياء بالعقل والخلق، فرصة كشف العلاقة الخطيرة بين تقاطع المصالح للداعشيين العرب، وللداعشيين الصهاينة، فكل واحدة تستفيد من الاخرى، فهم في النهاية عسكر خندق واحد في مواجهة الاعتدال.
سنبقى نتابع الصحافة الاسرائيلية لنعرف ردّة الفعل على الملاحظة الذكية الحادة التي وضعها جلالة الملك في جملة واحدة: داعش العربية الى جانب داعش الصهيونية، ففي اسرائيل نعرف ان هناك متطرفين ومتطرفين اقل، وان الرأي العام الاسرائيلي يفتقد معسكر السلام.