في ظل التوتر المتعاظم بين اليهود والعرب، قرر حزب اسرائيل بيتنا المضي قدما في قانون جديد – قديم هدفه «إسكات» الآذان الذي ينطلق من المساجد في أرجاء البلاد، هذه ليست لغتي، بل لغة الإعلام العبري!
صاحب القانون، النائب روبرت ايليتوف، يحظى بتأييد رئيس الحزب وزير خارجية العدو أفيغدور ليبرمان، في الخلفية، فهذه ليست المرة الاولى التي يسعون فيها في «اسرائيل بيتنا» الى حث هذا القانون: ففي الكنيست السابقة عملت النائبة السابقة في حزب «إسرائيل بيت اللي خلفوهم!» انسطاسيا ميخائيلي على اسكات الآذان – ولكن التشريع لم يخرج الى حيز التنفيذ بسبب المعارضة الجماهيرية الشديدة ولانعدام التأييد السياسي الحزبي، آنذاك، وحسب إعلامهم أيضا، في المرة السابقة «اتهم» الكثيرون بان التشريع يستهدف الاستفزاز للسكان العرب، فان النائب ايليتوف يعلل اهمية القانون الحالي بقدرته على منع الضجيج(!) الذي يسببه الآذان.
ومن باب التعمية وذر الرماد في العيون، يمنح مشروع القانون الجديد وزير الداخلية الصلاحيات للتوقيع على مرسوم يمنع فيه استخدام مكبرات الصوت في كل مكان يعتبر «بيت للصلاة» (كمسجد او كنيس!). والمعنى هو أن السلطات يمكنها أن تأمر بإسكات الآذان، على حد قول الإعلام العبري واعترافه، وبالطبع، يمنح هذا القانون، إن اقر، الصلاحية لمنع الكنائس من قرع أجراسها أيضا، وحيث أننا لا نعلم إن كان للكُنس اليهودية صوت يُعلن، فالمقصود همان حسب اعتراف اليهود، منع الأذان أولا ثم أجراس الكنائس ثانيا!
من المشكوك فيه ان يمر مثل هذا القانون في برلمان اليهود «الكنيست» ولكنه جزء من نشاطات الحزب الاستعراضية، لإرضاء جمهوره من اليمينيين المتطرفين، ومع هذا فتقديمه للمرة الثانية يعني أيضا، فضلا عن هذه المغازلة للجمهور، نوعا من الإصرار والإمعان في إذلال فلسطين وأهلها مسلمين ومسيحيين، استكمالا لمنظومة الفصل العنصري والنازية الصهيونية المتوحشة، التي تكاد تخنق كل من هو ليس بيهودي على أرض فلسطين، مع إرسال رسائل أخرى لمن يعيشون في الشتات، من فلسطينيين وغيرهم، أن ثمة على تلك الأرض المقدسة، المحتلة، أناس يمعنون في «تهويد» حتى فضاء فلسطين، وإبقائه مليئا بأصوات الأنين والقهر التي تتصاعد يوميا، جراء أفاعيل اليهود بشعب الأرض وأهلها، وأصحابها، وملحها!
ماذا يفعل بنا اليهود، وماذا يريدون أن يقولوا لنا، سواء في فلسطين، او الشتات، كفلسطينيين وعرب ومسلمين، ومسيحيين؟ من ماذا يريدون حرماننا؟
هل يدرك هؤلاء، سواء من أهل يمينهم أو صامتيهم، أو حتى يسارهم المشتت المفتت، ما هي المشاعر التي يبنونها، في تلافيف أدمغة الأجيال الصاعدة؟
بعضهم يدرك، وهم قليل جدا، وبعضهم لا يرى فينا غير قبائل من الصراصير التافهة، عديمة التأثير، وبعضهم، بالنسبة لي، حينما أقرأ مثل هذه الأخبار، وانا شخص معتدل، أو هكذا اعتبر نفسي، اشعر بالدم يغلي في عروقي، ولا استحضر إلا آلاف الضحايا الذين قتلهم اليهود ظلما وعدوانا، من الفلسطينيين والعرب، ولا اجد مصيرا عادلا لهؤلاء القتلة إلا بالقصاص، حسبما جاء في القرآن، والتوراة، والإنجيل!
يريدون أن يقهروننا، ويقتلوننا ونحن أحياء، لأننا لسنا في وضع يمكننا من معاملتهم بما يستحقون كقتلة ومغتصبين ومجرمين، حسنا، كل الدعم والدعاء لكل من رماهم بحجر، او صاروخ، أو بصقة، او بشبشب (كما تفعل نسوة القدس!) وفي الآن نفسه، علينا أن نعيش جيدا ونفرح.