أخر الأخبار
عن «وادي عربة» أيضاً !
عن «وادي عربة» أيضاً !

لا داعي لكل هذا التلويح بإلغاء إتفاقية وادي عربة ،وعلى الطالع والنازل، التي قال عنها الرجل الشجاع الدكتور عبد السلام المجالي ،الذي عندما وقعها لم ترتجف يده، أنها ساهمت في حماية الأردن من الوطن البديل أي أنها ألزمت إسرائيل بحدود ثابتة مرسَّمة ومعروفة للمملكة الأردنية الهاشمية بضمانة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ووضعت سداً عالمياً ضد محاولات اليمين الإسرائيلي الذي بات حاكماً في الدولة الإسرائيلية لإقتلاع الفلسطينيين من وطنهم وإلقائهم وراء الحدود.

لا يجوز الإستمرار بالتلويح بإلغاء هذه الإتفاقية لأن هذه الحكومة الإسرائيلية ،التي على رأسها بنيامين نتنياهو والتي تحتوي عدداً من عتاة التطرف الإسرائيلي بعضهم شذاذ آفاق من خريجي النوادي الليلية في موسكو، تريد من الأردن أنْ يرتكب هذا الخطأ الفادح لأن «وادي عربة» تكبل يديها وتجعلها غير قادرة على تنفيذ ما تفكر به وتسعى إليه وهو العودة إلى معزوفة «الوطن البديل» التي لا تزال مطلب كل الذين يحكمون في إسرائيل الآن والذين يرون أن الفرصة غدت مناسبة في ضوء ما يجري في هذه المنطقة وفي ضوء إنشغال العالم بالتصدي للإرهاب لتنفيذ ما بقوا يحلمون به هم وآباؤهم وأجدادهم منذ سنوات طويلة.

إن ما يريده الإسرائيليون من خلال كل هذه الإستفزازات ،التي يقومون بها في القدس وفي المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة في هذه المدينة المقدسة، هو دفع الأردن دفعاً لإلغاء اتفاقية وادي عربة و»من طرف واحد» وذلك لتحميله عبء ومسؤولية هذا الإلغاء أمام مجلس الأمن والهيئات الدولية المعنية وليقولوا للعالم أن وطن الفلسطينيين شرقي نهر الأردن وأن «الأرض الموعودة» تمتد جغرافيتها من النهر شرقاً وإلى البحرغرباً.

ولذلك فإنه علينا ألاَّ نبقى نلوِّح بإلغاء هذه الإتفاقية التي لو أن رئيس وزراء إسرائيل لم يكن في عام 1994 اسحق رابين فلما أقدم أي رئيس وزراء آخر على توقيعها والتي لو لم يكن الأردن يواجه مثل هذه الظروف الإقليمية الخطرة فلما استطاع إلزام لا الإسرائيليين ولا العالم بها.. إنه علينا أنْ نستخدم «وادي عربة» لتحشيد الرأي العام العالمي وإلزام مجلس الأمن والأمم المتحدة بالتصدي لكل هذه الإستفزازات التي تقوم بها حكومة بنيامين نتنياهو.

إنَّ الكل يعرف أن اليمين الإسرائيلي الذي كان حاكماً في ذلك الحين والذي يحكم الآن هو مَن قتل اسحق رابين في لحظة كان يحتفل فيها بتحقيق السلام في الشرق الأوسط ويقيناً أنه لو لم يكن هذا الرجل هو رئيس وزراء إسرائيل في عام 1994 فلما كان هناك «وادي عربة» ولما كان هناك إتفاقيات أوسلو... إنها سلاح في أيدينا وعلينا الإستمرار بإستخدامه بكفاءة السنوات الماضية.

إنه لا يجوز الإستمرار بالتلويح بإلغاء هذه الإتفاقية ،وعلى الطالع والنازل، بينما الأوضاع في المنطقة هي هذه الأوضاع المرعبة الحالية وبينما العالم ينشغل بمواجهة الإرهاب وبقضايا أخرى كثيرة ومتعددة.. إننا نملك أسلحة أخرى كثيرة بإمكاننا استخدامها ضد هذه الحكومة الإسرائيلية التي بما تفعله ضد الشعب الفلسطيني وضد القدس وضد الأقصى قد تجاوزت «داعش» وكل التنظيمات الإرهابية فهي بما تقوم به تزرع ألغاماً موقوتة كثيرة في المنطقة وهي بما تقوم به تدفع الأمور دفعاً ليصبح كل فلسطيني وكل عربي «أبو بكر البغدادي» وأيمن الظواهري و»داعش» و»النصرة» و»القاعدة».