1- القدس أمانة في أعناقنا
في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2004، حملته الطائرة الأردنيين من مقره بالمقاطعة في رام الله إلي
عمان ومنها إلي باريس بعد أن أعلن طبيبه الخاص ضرورة المغادرة لعلاج أكثر دقة وأكثر شمولا، وكان
الشهر بالغ التأثير والإثارة، فالأول مرة يشاهد الجمهور ياسر عرفات في لباس مدني غير بدلته العسكرية
التي انطبع بها وعرفه العالم ومن غير الكوفية التي ارتبطت به وعرف العالم فلسطين وحتى اليوم، وسيظل
الأمر كذلك والي الأبد وهي في الحقيقة رمز له في القانون موقع حب وتقدير وحتى نرفع راية النصر فوق
مساجد القدس وكنائس القدس وروابي القدس.
قبل أربعة عشر عاما انطلقت انتفاضة الأقصى وتحديدا في 28/9/2000 بعد أن خرجت الجماهير الفلسطينية
بعامة والقدس بخاصة تتحدى المجرم شارون وهو يحاول تدنيس المسجد الأقصى مع جماعة من قطعان
المستوطنين والمتطرفين الذين يعيشون وحتى اليوم أوهام الأساطير وأكاذيب ليس له من الواقع دليل حول
"الهيكل" المزعوم لا تحت المسجد الأقصى ولا حوله ولا حتى فلسطين كلها وهنا ما يؤكده العلماء والباحثون
ومن بينهم علماء اليهود الذين استخدموا كل الأساليب والإمكانيات وليس لذلك دليل.
نقول ذلك ونحن نذكر المواقف الرائدة للقائد الرائد ياسر عرفات حين تصدي للمؤامرة ورفض الإغراءات
وصمد شامخا أمام التحديات، فكان قراره الأمين والشجاع في اجتماعات كامب ديفيد الثانية في يوليو عام
2000 برعاية الرئيس الأمريكي"بيل كلينتون" كان القرار القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ولا مكان
لمؤامرة التقسيم الزمانى والمكان وما فوق الأرض وتحت الأرض.
عاد الزعيم القائد ياسر عرفات إلي الوطن العربي والإسلامي وعرض الأمر علي الزعماء البارزين من الأمة
مؤكدا لهم موقفة الأمين والشجاع لا وألف لا، ومعا نواجه لمؤامرة و نحفظ العهد للقدس والأقصى والمقدسات
الإسلامية والمسيحية معلنا الجهاد والصمود داعيا الجميع إلي حضور جنازته شهيدا، شهيدا، فكان قرار
الصمود في المقاطعة يقود المقاومة في مواجهة دبابات الغدر الصهيوني وانهزام الادراة الأمريكية وصمت
العالم، وبروز حركة الجماهير العربية والإسلامية وأحرار العالم وفي كل مكان..
أصاب المرض ياسر عرفات في غرفته المحدودة في المقاطعة التي تتعرض للقصف والهدم والتشويش والحصار حتى في الطعام والشراب وظل علي العهد والقسم يودع الجماهير ويكتب للتاريخ ويشهاده كل العالم..
فجر الحرية قادم فالنصر قادم، تلك وصية القائد .. عهد وأمانة والتزام
رحم الله ياسر عرفات