أخر الأخبار
تواصلت معه عبر النت، ثم جاء لخطبتي هل أقبل ؟
تواصلت معه عبر النت، ثم جاء لخطبتي هل أقبل ؟

 السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،,
تعرَّفتُ على شابٍّ يكبرني بثلاث سنوات عن طريق الإنترنت، أهلُه يَسْكنون في مدينة أخرى، وهو يعيش مع أخيه في الخارج، كنت في البداية متردِّدة، وتقريبًا رافضة للزَّواج؛ بسبب مرَضٍ ابتَلاني الله به، ولكن بتشجيعه المتواصل لي وبقربي من الله أكثر؛ أصبحتُ لا أكترث لِمرَضي، ولا أراه مانعًا من الزواج، كنا نتكلم عبر النت لمدَّة سنتين قبل أن تسمح له الظُّروف بأن يأتي إلى منْزلنا مرَّتين، ويتعرَّف على أهلي، استخَرْت الله، وتقريبًا خطَبني منهم، ولَم أره من وقتها.


بعد عدَّة شهور رجعَ إلى الخارج، واستمرَّت علاقتنا، وفي السَّنة الماضية جاء أبوه وأمُّه إلى منْزلنا، وتَم التعارف بين أهلنا، أرَدْنا أن نُتمَّ العقدَ الشَّرعي ولكنَّه كان لا يعمل لمدَّة سنتين أو ثلاث، فحالت ظروفُه المادية دون مجيئه لبلدنا، الآن الحمد لله هو يعمل، وينوي المَجيء في أقرب وقتٍ؛ لكي نُتم عقد زواجنا، ونحن تُبْنا إلى الله من علاقتنا وكلامنا طوال السنوات الأربع ونصف بدون رابطٍ شرعي، والآن نحن لا نتَّصل ببعض، حدثَتْ عدَّة مشاكل بيننا، وصرتُ خائفة من أنَّ علاقتنا التي بدأَتْ بطريقة غير شرعيَّة، والخلافات التي حدثَتْ بيننا أن تؤثِّر في زواجنا سلبًا، وتنزع البركة منه، لا سمح الله، وأخاف أن يكون ارتِباطي العاطفيُّ به قبل الخِطْبة، ووَعْدي لأهلي بأنني لن أندم برفض غيره من الخُطَّاب، وانتظاره هذه السَّنوات - جعلَني لا أدرسه ولا أدرس علاقتنا بصورة عقلانيَّة كافية، وأقبله رغم كلِّ عيوبه، حتَّى عندما فكَّرت عدَّة مرَّات في فسخ الخطبة، أجبَرتْني أمِّي على التراجع.


أنا الآن خائفة جدًّا ومتَردِّدة، وأفكِّر هل أستمرُّ معه وأصبر، أو أقطع العلاقة نهائيًّا، أرجو أن تساعدوني وجزاكم الله خيرًا.


من إيجابيَّاته أنه طيِّب القلب، مُحِبٌّ لله ورسوله، نَصُوح، يصلِّي، أدَّى فريضة الحجَّ، بارٌّ بوالديه، هادئ جدًّا، يمضي معظم أوقاته في البيت، خاصَّة في غرفته، مثقَّف، متواضع، حنون، وافَقني وشجَّعني عندما لبستُ النِّقاب، من عائلة طيِّبة، وظروفهم الماديَّة جيِّدة، مثقَّفون، أخواته وأمُّه مُحجَّبات، وأبوه رجل طيب وملتزم.


سلبيَّاته: غامض، كَتُوم جدًّا، حتَّى مع أهله وإخوته، خجول وحسَّاس جدًّا، ويحسُّ أن أيَّ نقدٍ لتصرُّفاته - وإن كان على سبيل المزاح - كأنَّه إهانةٌ له، فيغضب (رغم أنه ينكر ذلك، ولا أستطيع أن أُواجِهَه بِهذا)، كثيرًا ما يوصف بالبُرودة والغرابة (حتَّى من قبل أهلي، وبعض أفراد عائلته)، ولكنه يُبَرر كلَّ ذلك بقناعاته الدِّينية، ويرى أنَّه ذكي وأنه يتصرَّف بطريقة سويَّة، تُوافق الإسلامَ وسيرة الصحابة والصالحين الزَّاهدين، أحيانًا يروي لي بعض ما يراه من تَهيُّؤات وأحلامٍ مزعجة، ويؤمن أنَّ لديه قدراتٍ خاصَّة؛ كالشَّفافية ومعرفة الأحداث قبل وقوعها، ورؤية ما لا يراه النَّاس، ويرى أنَّ كل ذلك كرامة من الله، كذلك هو يُعاني أحيانًا من سَماع أصوات وأشياء مزعجة، ويرى أنَّ ذلك ابتِلاء من الله، هو نحيل جدًّا، وأحيانًا يُعاني من اضطِراباتٍ في الأكل والنَّوم، ويرى الكثير من الكوابيس وأحلام اليقظَة الَّتي تُؤرِّقه، غيور جدًّا، وأحيانًا شكَّاك، حياته المهنيَّة ليست مستقِرَّة، وقضى تقريبًا ثلاث سنوات عاطلاً عن العمل، منذ تعرفنا لَم يأتِ إلى بلدنا إلاَّ مرَّة واحدة لمدة أشهر، زار بيتنا مرَّتين فقط (لمدة يوم، ولمدَّة ثلاثة أيام) لَم أره أبدًا خلال هذه السَّنوات إلاَّ تلك الأيام، لَم يشتَرِ لي أيَّ شيء خلال هذه السَّنوات حتَّى عندما جاء إلى بيتنا لَم يشترِ أيَّ هدية، رغم أنَّني بعد المرة الأولى ناقشتُه في الموضوع، ولكنَّه كل مرَّة يَعِدني أنَّه سيشتري لي هديَّة، ولَم يفعل إلى الآن، ولكن رغم ذلك أنا أحسُّ أنَّه كريم؛ لأنَّه عندما أكون في أزمة ماليَّة يَعْرض عليَّ المساعَدة، لكنني أرفض طبعًا، كما أنه قال في بعض كلامه معي: إنه يعطي مالاً لأصحابه، أو من يَلْجأ إليه، كثيرًا ما تناقَشْنا حول العقد والزَّواج، أو أُضطَرُّ لسؤاله: متى سيأتي إلى بلدنا عندما يضغط عليَّ أهلي، فيعدني أنَّه مثلاً سيكلِّم أهله خلال شهر أو اثنين، ويُجيبني، ولكن دائمًا لا يفي بوعده بحجَّة الظُّروف، أو بحجَّة أنه يفكِّر عنِّي في أشياء سلبيَّة، ويخشى من تأثيرها سلبًا بعد زواجنا، وأنَّ ذلك يخيفه، وأهَمُّ هذه الأشياء أنَّني أحيانًا أُجادله أو أرفع صوتي عند حدوث مشكلةٍ وهو يرى أنَّ الحياة الزوجيَّة يجب أن تكون مثاليَّة، وتكون من بدايتها لنهايتها بدون أي خلاف أو مُشْكل، وإن حصل أيُّ مشكل أو غضبتُ أنا من شيء، فإنه يلومني ويَجْرحني ويغضب كثيرًا، ويكون في حالةٍ شبه هستيريَّة، ويستمرُّ في الكلام والصُّراخ، وتذكيري بكلِّ خطأ، صغيرٍ أو كبير، منذ تَعارُفِنا، وكأنَّه لا ينسى أو يُسامح في شيءٍ أبدًا، ويبدأ في تذكيري بقيمة الزَّوج، وأنه ربُّ البيت، وأن المرأة لو أُمِرت بالسُّجود لسجدَتْ للزَّوج، وأن النِّساء لا يفهَمْنَ هذا، ويعتقدن أنَّ للمرأة كبرياء وشخصيَّة، وكل هذا هراء، وأن المرأة يجب أن تكون دائمًا أرضًا مطيعة لزوجها، وألا تجادل أو تُخالف أو تغضب، مهما كان السبب، حتَّى وإن كان غضَبُها فقط بأن تَسكت وتَنْزعج لفترة قليلة؛ فهذا مَمْنوع.


أنا أُحاول أن أكون كما يُريدني، وأن يَرْضى عنِّي إن تزوَّجْنا، وأكون زوجةً صالحة ومطيعة، ولكن أخاف أن تكون توقُّعاته للزواج المثاليِّ أكبرَ من طاقتي وأن يلومني على أيِّ خلَلٍ فيه، ولو كان هو السبب، إلى الآن لا أعرف متى سيَكون العقد أو الزواج، وأنا دائمًا تحت ضغطٍ وتساؤلات ولَوْم من أهلي وأقاربي، ورغم دفاعي عنه وصبري على كلِّ هذا، فإنَّه لا يُقدِّر ذلك، ويلومني إن حصل وانزعَجْت من هذا، ويرى أنَّه ما دمتُ أنا مقتنعةً به فيَجب دائمًا أن أكون سعيدة وقويَّة ومتفائلة، وأشجِّعه وإن استمررْنا هكذا لمدة سنوات أخرى.

أنا فعلاً حائرةٌ جدًّا، وأرجو أن تساعدوني، جزاكم الله خيرًا.