لا احد يأخذ جهد المبعوث الدولي لسوريا مأخذ الجد.. فالحل السياسي بوجود داعش والنصرة مستحيل لأن هذا الحل توافقي او يجب ان يكون توافقياً.. وكيف يلتقي النظام والمعارضة السياسية داخل وخارج سوريا بأناس يقطعون الرؤوس، ويأخذون السبايا ويعرضوهن للبيع في سوق النخاسة، وهل يمكن ان تكون الولايات المتحدة او بريطانيا او روسيا او السعودية والامارات طرفاً مع داعش في الحل السوري، ويقتلونهم في العراق؟
كلام المبعوث الدولي لا يختلف عن كلام الابراهيمي وانان من حيث تفكيك الأزمة المعقدة المتفاقمة الى حلول صغيرة انسانية في حمص، تهدئة في حلب وتعويد كافة الاطراف على القبول بما هو متوفر.. ربما الى ان يجد الشعب او اكثرية الناس التي ليست طرفاً في الصراع المسلح، دوراً في مصير بلد يُدمر، وشعب مشرّد.. وآفاق مسدودة.
والبدء في حلب ليس اجتراحاً عجائبياً.. فهناك 300 الف انسان يبحثون عن طريق للخروج من تحت الردم، ومن المهم ابقاؤهم حيث هم لأن خروجهم من حلب يعني تعريضهم للقتل او لما هو اقسى.. للجوء سيء التوقيت، ولملاجئ مكتظة!! وقد وجد النظام والمسلحون مواقع في دمشق وحولها تم فيها حالة من الاتفاق على هدنة، جرى ذلك في حي الميدان، وفي مخيم اليرموك، وفي بعض قرى الغوطة، وحمص مختلفة، فقد قبل المسلحون والنظام خروج الناس من تحت الردم، فالحصار والتجويع لم يترك للأهالي او للمعارضين فرصة للاستمرار، فأعطوا النظام احياء مردومة.. فارغة!!.
واشنطن تؤجل الموضوع السوري الى ان تتمكن في العراق، وقد قبلت دور سلاحها الجوي في عين العرب، لأنه يطال فريقاً واحداً هو داعش، وواشنطن تعتقد بأنها بهذه الضربات الجوية تنهك الخصم، وتعطي للحليف الاقرب اكراد العراق دوراً رئيسياً في اعادة تشكيل الدولة.. الى جانب استرضاء السنّة، وفرض الاعتدال على انصار ايران في العراق!!.
لم توافق واشنطن على السيناريو التركي لأن احداً لا يريد فتح الباب لنفوذ تركي مع داعش او مع النصرة لان تركيا تبحث عن حزب الله سنّي، او عصائب حق سنيّة تزاحم بها ايران.. دون ان تصطدم بها!!.
سوريا ستبقى موضوعاً مؤجلاً رغم قسوة الحرب الأهلية، فحسابات القوى الكبرى لا تأخذ بالاشفاق على احد.!