تصريح من أطلقوا على أنفسهم «ولاية سيناء» بأن الأردن لن يصله غاز من مصر دون إذن «الخليفة» أي البغدادي يثير السخرية والحزن، لأن حكاية الغاز المصري مع الأردن تمتد بفصولها الأخيرة إلى عدة سنوات سبقت، أي منذ أن بدأت سلسلة التفجيرات بحق أنبوب الغاز داخل الأراضي المصرية، وهذه التفجيرات امتدت عبر عدة عهود أي قبيل الربيع المصري، ثم عهد مرسي، وعهد السيسي، أي قبل ظهور داعش في مصر وسوريا، وهي اليوم مستمرة في عهد أكذوبة الخلافة الإسلامية.
لكن بعض القضايا لا يكتمل فهمها إلا عند النظر إلى نهاياتها، فبعد الضيق المالي الذي الحقته هذه التفجيرات بالاقتصاد الأردني، ورغم عدة وعود مصرية إلا أن الغاز المصري أصبح يتدفق إلينا بكميات قليلة جداً، وأقل بكثير مما ينص عليه الإتفاق، وكانت النهاية أن اختار الأردن كما اختارت مصر أن توقع إتفاقاً مع شركة أمريكية لشراء الغاز من إسرائيل، أي أن نتائج التفجيرات اياً كان فاعلها تضررت منها مصر والأردن ومن استفاد هو إسرائيل التي أصبحت خياراً رئيساً وربما مفضلاً بحكم القرب الجغرافي وعوامل أخرى، وهذا القرار الاقتصادي سيوفر الغاز للأردن وأيضاً مصر، لكن له آثار إيجابية على أكثر من صعيد للجانب الإسرائيلي.
لا يعنينا من فجر الأنبوب حوالي عشرين مرة خلال السنوات الأخيرة، لكن المحصلة أن الضرر كان على دولتين عربيتين وفوائد اقتصادية وسياسية للجانب الإسرائيلي، وليس بالضرورة أن تكون إسرائيل هي من يفجر الأنبوب، لكنها إما أنها من استفاد وقدم لها المفجرون خدمات مجانية، أو أنها تملك أدوات داخل هذه التنظيمات توجهها وتضع لها الأجندات، وبخاصة أن التفجيرات تمت خلال كل العهود السياسية قبل الإخوان وحكمهم وأثنائه وبعدهم.
ليس قرار «خليفة المسلمين!!» من يتحكم بمرور الغاز بل (خليفة!!) آخر يحقق مصالحة دون أن يطلق رصاصة، بل يستعمل شركات خدمات التطرف، أو جهل بسطاء، لكن العبرة دائماً بالنتائج.