«التربية الجنسية..ضرورة ام ضرر؟»، هو عنوان الكتاب الجديد الصادر مؤخرا عن جمعية العفاف الخيرية ومشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا والايدز، وهو من تأليف الدكتور عبد الحميد القضاة والاستاذ محمود الشريدة.
يبدأ الكتاب في طرح السؤال التالي: لو تجرأ أحدهم وسأل قبل ثلاثين عاما قائلا: هل نحن بحاجة للثقافة الجنسية؟ لاستهجن الجميع هذا السؤال، ولاعتبروه خارجا عن المألوف، ولربما وصف صاحبه بأنه قليل الحياء ومشكوك في مروئته في زمن لم يكن مقبولا ولا حتميا طرح مثل هذا السؤال، ويبرر الكتاب ذلك بأن المجتمع في ذلك الوقت كان يخلو من المؤثرات والمثيرات الخارجية، وكانت الحياة بسيطة ومتطلباتها الاجتماعية متواضعة، والأهم محدودية مصادر التلقي لدى الشباب.
أحسنت الجمعية في اصدار هذا الكتاب كمرجع تربوي لتوعية الأهل وارشادهم في موضوع يحتل اهتماما واسعا في الأونة الأخيرة، فقد اطرق الباب للتعرف بالطريقة المثلى للتربية الجنسية من منظور اسلامي شامل، في زمن يشهد مفاسد الانفتاح والعولمة وتعدد مصادر استقاء المعلومات.
وعلينا أن نتذكر دائما بأن الأفكار والممارسات الخاطئة هي وليدة الاسرار والغموض الذي يتشعب دون رقيب او حسيب، فلا بد من العمل الجاد لتحصين الجيل شبابا وأطفالا في موضوع لم يكن في يوم من الأيام مهملا، بل تحتوي المناهج المدرسية الكثير من الثقافة الجنسية كالطهارة والغسل، وغيرها من مصطلحات، ناهيك عن مناهج الأحياء.
وقد سبق ديننا هذه المناهج في تسليط الضوء على التربية الجنسية لم تكن في يوم من الايام مستبعدة او مهملة فجاء هذا العلم بجانب آداب الحديث، والطعام، والنوم.. ، فيقول الدكتور الفرنسي موريس بوكاي في كتابه الشهير «القرآن الكريم والتوراة والانجيل والعلم الحديث»: قبل أكثر من أربعة عشر قرنا نزل في القرآن حشد من التفاصيل العملية، وفيما يختص بالسلوك الذي يجب ان يتبعه الناس في عديد من ظروف حياتهم، ولم يستبعد القرآن الحياة الجنسية. فلا حياء في الدين، كما وأنه لا حياء في العلم.