لداعش إعلام له استراتيجية واضحة تدور حول ثلاثة محاور: تضخيم قوة التنظيم ، وإثارة رعب الخصوم ، وتوظيف الحاسة الدينية. وقد حقق هذا الإعلام قدراً من النجاح، ولكنه يشبه البالون الذي يتضخم بالنفخ فيه إلا أنه ينهار من غزة دبوس.
داعش لا تملك صحافة ، أو إذاعة ، أو تلفزيونا أرضيا ، أو محطة فضائية. فهي تعتمد على غفلة وسائل الإعلام العربي والعالمي في نقل رسالتها إلى العالم إما عن طريق الفيديو المثير أو عن طريق السلوك الذي يوحي بالقوة مثل الحرب على عدة جبهات في نفس الوقت مما يخلق الانطباع بأن داعش قوة جبارة لا تقهر.
مشاهد قطع الرؤوس قد تؤثر في المناطق القريبة من حدود داعش المرشحة للسقوط إذا تمددت داعش ، ولكن تأثيرها عربياً وعالمياً سلبي بالمطلق ، فهي تجسد وحشية التنظيم وهمجيته ، وتقوي التحالف ضد العصابة الإرهابية ، وتحرج الجاليات الإسلامية والعربية في أوروبا وأميركا.
المؤسف في هذا المجال ان داعش تقدم وحشيتها بذبح الأبرياء وسبي النساء وإعادة فتح سوق النخاسة لشراء وبيع الإماء ، على أن كل هذه الفظائع ليسـت سوى تطبيق حرفي للإسلام ، وهو إدعاء يرفضه الجميع علناً ، ولكن هناك من يقبله.
دولة داعش ليس لها موانئ بحرية أو جوية ، أو حدود مشروعة مع أية دولة ، ولا تستطيع أن تستورد أو تصدّر ، وليس لها عملة للتداول أو مؤسسات للعمل ، وبالتالي ليس لها مقومات الدولة ، ولا تزيد عن عصابة مسلحة أخذت بعض المدن رهائن ولكن مصيرها محتوم.
بلدة صغيرة مثل كوباني تصمد في وجه مقاتلي داعش لأسابيع وشهور ويتحول المد الداعشي على الأرض في العراق وسوريا ، إلى تراجع في أكثر من موقع ، كما إن طائرات التحالف تتصيد حركاتهم واجتماعاتهم ومواقعهم ومعداتهم.
تركيا هي الدولة الوحيدة التي تتعاطف مع داعش ، وتسهل دخول المال والسلاح. أما (المجاهدون) فيدخلون من البوابة التركية بعد أن يحصلوا فيها على التدريب والشـحنة العاطفية. وهي الدولة التي تشتري بترول داعش ، وتفعل كل ذلك نكاية بالنظام السوري المطلوب إسقاطه بأي ثمن لفتح الباب امام التوسع التركي وفق المنظور العثماني.