أخر الأخبار
انتخابات حماس.. خروج قيادات أساسية وعودة أخرى
انتخابات حماس.. خروج قيادات أساسية وعودة أخرى

لندن-الكاشف نيوز

تشير المعلومات التي تسربت من انتخابات القيادة الأخيرة لحركة حماس التي جرت في العاصمة المصرية القاهرة، خلال انعقاد جلسات "مجلس الشورى"، إلى زيادة حالة الاستقطاب بين قيادات الحركة التي ظلت طوال السنوات الماضية تدير أمورها بسرية تامة، إذ أظهرت حجم الخلاف الكبير الذي كان قائما بين زعيم الحركة خالد مشعل، ونائبه السابق الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي فقد منصب الرجل الثاني في الحركة لصالح إسماعيل هنية.


ففي تلك الاجتماعات التي استضافتها القاهرة، جرى للمرة الأولى خوض مشعل انتخابات بالتصويت المباشر من قبل "مجلس الشورى"، لاختياره رئيسا للمكتب السياسي، على خلاف المرات السابقة التي كان يختار فيها الرجل بـ"التزكية"، فدخل منافسان للرجل، هما: هنية وأبو مرزوق، وكلاهما محسوبان على جبهة غزة، ما أضعف هذه الجبهة خلال التصويت، خاصة ان هناك من صوت لصالح مشعل فضمن الفوز.

ففي الانتخابات التي تمت بين خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وإسماعيل هنية تمكن فيها الأول والأخير من الانتقال للجولة الثانية التي حسمها مشعل بفارق سبع أصوات، وكان له حظوظ قوية بالفوز، فجرى بعد ذلك تكليف هنية بمنصب نائب الرئيس الأول، ومسؤول عن الحركة في غزة، دون أن تؤكد أنباء اختيار أبو مرزوق نائبا ثانيا، ومشرفاً على حركة حماس في الخارج، واحتفاظه بمهماته السابقة في إدارة ملف المصالحة مع فتح.

وجاء فوز مشعل مرة أخرى بزعامة حماس بعد أن أعلن الرجل في اجتماعات للحركة سابقا نيته بعدم الترشح مجددا على القيادة، ولم تخف قيادات في حماس عودة الرجل بطلب من دول عربية وإقليمية هي مصر وقطر وتركيا، لكن وبحسب المصادر لم تسلم قيادات حماس بهذه الرؤى العربية الإقليمية، فدفعت في الانتخابات من ينافس الرجل.

وقال مصدر مطلع ان أبرز ما دلت عليه الانتخابات هو ضعف محور أبو مرزوق الذي كان يشغل منصب الرجل الثاني في حماس، منذ أن خرج من قيادة الحركة ليتولاها بدلا منه مشعل في العام 1996، خاصة بعد خروج حليف الرجل القوي في الحركة الدكتور محمود الزهار من عضوية المكتب السياسي، والذي انتقد مشعل علنا، في مواقف عدة، أبرزها بعد أن وقع الرجل إعلان الدوحة مع الرئيس محمود عباس.

ولم يعرف إن كان قد تم التجديد لعضو المكتب السياسي السابق نزار عوض الله، وهو قيادي كبير في حماس، كان يعمل دائما في الظل وبعيدا عن الإعلام، وشارك في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، لكن مصادر في الحركة قالت ان الانتخابات لم تعجب غالبية المسؤولين الكبار، خاصة بعد خروج عدد منهم من دائرة صنع القرار.

وقالت مصادر أخرى ان الخلافات بين زعامات الحركة تجسدت في الزيارة قبل الأخيرة لمشعل للقاهرة، والتي سبقت انعقاد مجلس الشورى، والتي عمل مشعل خلالها بلقائه مع قيادات مصرية على تخفيف حدة التوتر بين القوى المصرية وحماس، بعد اتهامات كالتها وسائل إعلام للحركة بأنها شاركت في أحداث مصر لجانب الإخوان المسلمين.

يذكر أنه خلال الزيارة التي التقى فيها مشعل المرشد العام للجماعة محمد بديع، لم يكن الدكتور موسى أبو مرزوق ضمن وفد الحركة الذي رأسه مشعل للقاء المرشد ونائبه خيرت الشاطر، على غير العادة، إذ ضم وفد مشعل وقتها أعضاء من المكتب السياسي المقربين منه والذين خرجوا أيضا من المكتب في الانتخابات الأخيرة وهم عزت الرشق ومحمد نصر.

وتشير التحليلات إلى ازدياد قوة مشعل في الحركة، والتي أبقته في الزعامة، حيث تمكن الرجل من الوصول للمنصب برفقة قيادات جديدة داعمة له مثل محمد نزال، رغم فقدانه مواقع قوة كان يحتفظ فيها تمثلت بخروج الرشق ونصر من المكتب السياسي.

ويقول المراقبون ان الانتخابات الأخيرة، شكلت حالة قيادية لم تعهد في الفترات الماضية، من خلال تمكن أقطاب الحركة الثلاثة مشعل وهنية أبو مرزوق من الوصول للمكتب السياسي بعدد من المؤيدين لكل منهما، ومنهم من لاقى تأييدا في انتخابات التنافس على زعامة الحركة من مناطق نفوذ الأخر، كمشعل الذي حظي بدعم من بعض قيادات حماس في غزة، مكان نفوذ هنية وأبو مرزوق.

وخلال الانتخابات جرى اختيار كل من يحيى السنوار، ويحيى مشتهى، وكلاهما قيادي بارز في الحركة، وجاءا من الجناح المسلح، وجرى إطلاق سراحهما ضن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، إضافة لفوز ماهر عبيد، وهو قيادي غير معروف كثيرا في أوساط الحركة، وكذلك فوز صالح العاروري، وهو محسوب على الضفة الغربية، وكان عضوا سابقا في المكتب السياسي، ومقرب من مشعل.

والسنوار، بحسب ما يقول مسؤولون في حماس، من الجيل الأول الذي ساهم في تأسيس الحركة في نهاية الثمانينيات، مع انطلاق انتفاضة الحجارة، وقبلها كان قياديا شابا بارزا في تنظيم "الإخوان المسلمين" في غزة، وخلال اعتقاله في أحد سجون إسرائيل لأكثر من 20 عاما، كان مسؤولا عن أسرى حماس في السجون.

كذلك بقى في المكتب السياسي محافظا على منصبه السابق الدكتور خليل الحية من غزة، ودخل المكتب بعد غياب امتد طوال الأربع سنوات الماضية عماد العلمي، وهو من غزة.

لكن أهم ما أفرزته الانتخابات كانت عودة القيادي في حماس محمد نزال لشغل عضوية المكتب السياسي من جديد، بعد غياب الأربع سنوات الماضية، في إطار تحسين العلاقات بين الحركة والمملكة الأردنية، خاصة وأن الرجل يعتبر من مهندسي تصليح العلاقات التي انقطعت منذ العام 1999.

فخلال خروجه من المكتب السياسي كان الرجل يمثل حلقة الوصل بين الحركة والنظام في الأردن، ما أفضى فيما بعد إلى تنظيم الزيارة الأولى لمشعل في تشرين الاول (أكتوبر) 2011 بعد عملية طرد المملكة لقادة حماس من أراضيها.

*عن القدس العربي