ما تقوم به إسرائيل من ممارسات وحشية ضد العرب في القدس، يأتي كجزء من خطة مرسومة بشكل محكم .
و قد أصبحت يوم الجمعة موعدا لمثل هذه الممارسات، وكان يوم الجمعة الماضي إحداها، إذ حمل عسكرهم أسلحتهم وقنابلهم الغازية، ووضعوا حواجزهم لمنع المصليين من دخول القدس. وللاحتلال الاسرائيلي كما أصبح واضحا منهجا، تحاول فيه إضعاف عزيمة ليس فقط الناس القادمين للقدس بل تهجير وإبعاد الناس الساكنين فيها. وأبرز مثال قريب هو مداهمة العشرات من الدور في البلدة القديمة , حيث الحارات والأزقة التاريخية المتمسكين بها .
لم تر إسرائيل في القدس إلا أطماعها اليهودية / الصهيونية لاحتلال القدس وجعلها عاصمتها الأبدية , رغم قلة عدد اليهود فيها . وكما هو معروف أصبحت القدس في نهاية العهد العثماني أكبر مدينة في فلسطين , والمركز السياسي والحضاري للبلد . وجاء في الإحصاءات العثمانية لسنة 1914 , أن عدد المواطنين اليهود في قضاء القدس كان 18,190 يهوديا فقط بخلاف الإحصاءات الإسرائيلية الأعلى من أجل خلق حق تاريخي مزور . وهم بمعتقداتهم الخرافية، ظلوا يعملون على تحقيق هدف أصبجوا يجاهرون به وهو هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه .
ليس ما تقوم به هو البداية بل مستمرة بترجمة الأقوال والخطط إلى” أعمال “. أما الجديد القديم فهو تغيير الأسلوب للتهجير، وتهويد ما تبقى من القدس القديمة , من أجل خلق واقع ديموغرافي لزيادة عدد اليهود وممتلكاتهم فيها . ولوحظ الجديد كأسلوب غامض ولكنه مكشوف وهو تحديد مدة الاقامة في القدس” بعشر سنوات “ تثبتها إسرائيل في الوثائق الرسمية وبهذا تتيح لنفسها الحرية في تمديد أو رفض الإقامة , وليصبح الفلسطيني مطرودا من منزله كما وطنه . فالأرقام التي تتلاعب بها تخيفها أيضا , ولذلك تسعى الى تقليل عدد الفلسيطنيين العرب إذ أنهم لا يزيدون على 12% . الا أن إسرائيل دوما في حالة تقييم لأعمالها الاستعمارية وقد وجدت في هذا الاسلوب نجاحا بعدما سحبت هويات 17 ألف مقدسي في السنوات الأخيرة من مسلمين ومسيحيين ليصبحوا غرباء .
ورغم صب إسرائيل جل اهتمامها على تفريغ القدس , إلا أنها تمارس سياسة التهجير على نطاق واسع , وتبحث عن أراض , لتبني عليها المستعمرات في كل الاراضي الفلسطينية , وتهيئها ليهود العالم , بعدما أعلنت عن” يهودية الدولة” التي يريدها نتنياهو ومن لف لفيه .
وتقوم اليوم وبشكل واضح ووقح بمواصلة سياسة تهجيرعرب الجهالين الذين تقع بيوتهم المتواضعة على الأراضي بين القدس وأريحا , بعدما كانت قد هجرت “عرب النقب “البالغ عددهم 40 ألفا .
لا ننسى أن العصابات الصهيونية هجرّت العام 1948 ما يقارب المليون فلسطيني لتقيم مكانهم وعلى أرضهم دولتهم العنصرية . و تزعم إسرائيل برواياتها أنهم خرجوا بناء على “ أوامر زعمائهم “، مع العلم أن المعلومات الصحيحة والتي أدلى بها الوسيط الدولي “الكونت برنادوت” في تقرير نشر قبل اغتياله جاء فيه : “ إن نزوح عرب فلسطين جاء نتيجة الرعب الذي خلقه القتال الدائر في مجتمعاتهم , وللشائعات المتعلقة بأعمال الإرهاب الحقيقية أو المزعومة أو بفعل الطرد “ .
ما يجري اليوم قديم جديد ومتجدد . وتنتهز إسرائيل الفرصة , والعالم العربي مقهور” للآن “ في فترة زمنية , تقوم إسرائيل بمشاركة الدولة الكبرى في العالم بخلق وتجديد مفاهيم الإرهاب في العالم العربي , والأفعال والخطط التي فعلا ترهب الإنسان, الأمن وتهجره من بيته وأرضه . والسؤال الذي نظل نطرحه : متى ينتهي احتلال القدس وفلسطين من خطط وأعمال إسرائيل الإرهابية ؟؟