رام الله - الكاشف نيوز : يبدو أن محمود عباس تناسى جرائمه بحق قطاع غزة، وأصبح يبحث عن أي شيء يبرر فشله الساحق في ادارة السلطة والمنظمة وفتح، فيحرك الدمى البشرية من زمرته لتلفيق الاتهامات ونسج المؤامرات ضد قيادات حركة فتح الشرفاء، بالتزامن مع اقتراب المؤتمر السابع للحركة المقرر عقده منتصف يناير المقبل.
وإنْ كان هناك أحد يجب أن يُحاسب أو يُحاكم أو يَقبع في ظلمات السجون، فلا مُنازع لـ"محمود عباس" والزمرة الملتفة حوله على الباطل في احتضان القفص، فكيف لا تُحاسَب يا عباس وأنت الفرعون الذي أخرج غزة من الوطن، وقدم قطاع غزة على طبقٍ من ذهب لمخالب حماس التي افترست الغزيين وأرهقت كل من لا ينتمي لها في القطاع.
وكيف لا تقبع داخل القفص، وأنت من دمر قطاع غزة وقتل أحلام الشباب والمستقبل، وأدار ظهره لهموم ومشاكل الغزيين الطامحين في الهروب من مستنقع الفقر والبطالة، والآملين في مستقبل أجمل لا يحاصرهم داخل أسوار عالية خُلقِت لتخنقهم وتزيد من أوجاهم وصرخاتهم.
فأين أنت أيها الرئيس المنتهية ولايته، من آهات وصرخات الغزيين الذين طالما تألموا وتعذبوا وذاقوا طعم "العلقم السياسي" و"المرار الاقتصادي"، وكيف لا تُحاسَب وأنت المسؤول الأول عن كل الجرائم والكوارث التي حدثت في غزة منذ انتخابك رئيساً للشعب الفلسطيني، والتي بدأت بتسليم القطاع وكان آخرها "كارثة" العدوان.
وكيف لا تُحاسب، وأنت من تعمدت اقصاء غزة وكأنها ليست على الخارطة الفلسطينية من خلال أوامرك بإخراجها من موازنة السلطة لعام 2015، وخصم العلاوات وبدل المواصلات من رواتب لمدنيين وسلب علاوة القيادة عن العسكرين وتوقيف كل الدرجات الوظيفية للمدنيين والرُتب العسكرية منذ "الانقلاب"، وغيرها من التجاوزات القانونية ضد الموظفين الغزيين الذين أمرتهم بـ"الاستنكاف" عن العمل.
وكيف لا تُحَاكَم وانت المخادع الذي أوعز بطرد الكثير من كوادر حركة فتح وايقاف رواتب الكثير من العاملين في السلطة بتهمة مناصرة القائد دحلان، فهل هذه تهمة ؟ وان كانت تهمة فهل تستحق سلب قوت اطفال الكثير من العائلات الغزية ؟!
وكيف لا تقبع داخل قفص الاتهام، وأنت من أضعفَ حركة فتح في غزة، وتركَ قياداتها وكوادرها ألعوبة في أيادي "حمساوية" لتفعل بهم ما تشاء ووقتما تشاء من ضرب وسب واهانة واعتقال وفرض اقامات جبرية وغيرها، فالجميع يعلم أن ضعفك الذي أضاع هيبة السلطة مهد الطريق لجبروت وتمرد "حماس" كي تدوس على رؤوس كل الغزيين.
وكيف لا تُحاسب يا فخامة الرئيس، وأنت من سلب إرادة وحقوق الشباب الفتحاوي، ودمّر أحلامهم ومنعهم من تولي قيادة حركة شاخت بشيخوخة قياداتها، فمن حق هؤلاء الشباب أن يكون لهم دورا فاعلا في قيادة الحركة بغزة والضفة لإنعاشها وانقاذها من ويلات الضياع.
وكيف لا تُحاكَم، وأنت المسؤول الأول عن قتل أحلام عشرات الالاف من الشباب الخريجين، وحرمانهم من الحصول على وظائف رسمية في السلطة، فلم يُعين أي خريج بشكل رسمي في السلطة منذ عام 2006/2007، وفي المقابل تم تعيين الاف "الحمساويين" والمناصرين واقارب قيادات حماس في سلطة اخونجية لا علاقة لها بالضفة.
وفي اطارٍ متصل، أكدت مصادر خاصة وموثوقة أنه تم في عهد "الانقلاب الأسود" تعيين بعض أقارب المتنفذين من قيادات فتح بغزة في وظائف حكومية بالسلطة بأثر رجعي وبتاريخ قديم.
وبحسب المصادر، فإن بعض الأشخاص أيضاً تم تفريغهم في الأجهزة الأمنية "المستنكفة"، وباتوا يتقاضون رواتب شهرية من رام الله كغيرهم من موظفي السلطة الذين جلسوا في بيوتهم عقب "الانقلاب" بإيعاز من عباس شخصيا.
وكيف لا تُحاسب يا حضرة الرئيس، وأنت السبب الرئيسِ لتفشي ظاهرة الفقر والبطالة اللامتناهية في ضلوع الالاف من العُمّال الغزيين المتناثرين بين "فتح" و"حماس"، فمنذ بدء الانقلاب وحتى يومنا هذا بقى حال عشرات الالاف من العمّال مشردين بلا عمل ولا مصدر دخل، في ظل ازدياد سكاني ملتهب.
وكيف لا تقبع داخل القفص يا سيدي الرئيس، والخراب يعُم أرجاء قطاع غزة التي فاحت فيها روائح دماء الشهداء والجرحى وتناثرت فيه حجارة البيوت، وألم يخبروك يا سيادة الرئيس بأن الاف الفلسطينيين مشردين في الشوارع تحت الأمطار الغزيرة لتغزو أجسادهم وتذيب قلوب أطفالهم ؟
وكيف لا تُحاكَم وأنت من ساعدت في عرقلة الجهود المبذولة لإعادة الإعمار، وإن لم تكُن أنت فلم تفتح أي تحقيق جدي لمعرفة من يقف وراء تأخير الاعمار، ولم تتحرك لحل مشاكل المشردين في الشوارع حتى يومنا هذا، كونك المسؤول الأول الذي يتربع على عرش قيادة هزيلة دمرت القضية الفلسطينية.
ولا تبرئة لحركة حماس من جر الغزيين الى مرارة الحروب، ولكنك أن المسؤول الأول عن كل مواطن فلسطيني سواء في الضفة أو غزة، ومن المفترض أن تكون أول الحامين وأول المدافعين عنهم كونك رئيسهم.
و كيف لا تُحَاسب يا فخامة الرئيس، وغزة بلا صحة ، وبلا منازل، وبلا عمل، وبلا تعليم ، وبلا زواج ، وبلا اقتصاد، وبلا موازنة، وبلا حرية، وبلا انتخابات .. بلا شيء!
وكيف لا تقبع في القفص، وأنت من لهث وراء التنسيق الأمني مع الاحتلال، وعطّل "التشريعي" وفتح خزائن الدولة والشعب لعائلته كي ينهبوا منها وما شاءوا، وخصخص القضاء ووضع كل السطات تحت جناحه وأمرته للتفرُّد بالحُكم !
وكيف لا تُحاكَم على مهاجمة قيادات حركة فتح الشرفاء الذين رفضوا سياستك وخالفوا آراءك، فأخرجتهم من دائرة السلطة وطردتهم من ممارسة النضال الفلسطيني الرسمي لأسباب شخصية !
وفوق هذا كله، كيف لا تُحاسَب عن تدهور الأوضاع في القدس والضفة، ولم تعمل يوما على مساعدة الفلسطينيين في لملمة جراحهم، ولم تطارد شبح الاستيطان ولم تتصدى لتهويد القدس، وكيف لا تُحاكَم وبقايا الوطن يصرخ من شدة الألم وتفاقم الجراح في ظل تراخي مواقفك وتردي شعبيتك بشكل كبير جداً في الشارع الفلسطيني وخاصة في غزة.
ويبقى السؤال الأخير الذي يُصر على طرح نفسه : لماذا لا تُسلِم نفسك لمحكمة الشعب أو لمكافحة الفساد وتقر بكل جرائمك وعلى رأسها اقصاء غزة، بدلا من أن تتدعي الوطنية واحتضان القضية..؟
ولنترك المستقبل يزيح الغبار عن القادة الشُرفاء ويُحَاكِمْ الطغاة الجُبناء.