أخر الأخبار
إسرائيليات.. دعوة للموت!
إسرائيليات.. دعوة للموت!

في خطبة الجمعة الأخيرة، استمعت لخطبة ألقاها شيخ معمم وبعدة الشغل كاملة، على حد تعبير الشيخ حامد البيتاوي، رحمه الله، حينما كان يهم بارتداء لباس «المشيخة»، وكان مدار الخطبة ما قال أنه حديث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبصراحة الحديث المنسوب لرسولنا الكريم ما أعجبني، وأحسست أن ثمة خطأ ما في المشهد، لذا وكعادتي في مثل هذه الحال، بدأت بالبحث عن إسناده، ومدى صحة نسبته للرسول عليه الصلاة والسلام، فماذا وجدت؟
الحقيقة انني أمضيت وقتا لا بأس به، كي تطمئن نفسي لاستنتاجاتي، وكان مما قرأت، في غير موقع:
وجاء في كتاب «صفة الصفوة» (2/156)، و»الزهد الكبير» للبيهقي (ص 265) عن وهب بن منبه قال: «قرأتُ في التوارة أن لله مناديًا يُنادِي كل ليلة: أبناء الأربعين، زرع قد دنا حصاده، أبناء الخمسين، هلمُّوا إلى الحساب، ماذا قدَّمتم وماذا أخَّرتم؟ أبناء الستين، لا عُذرتم، أبناء السبعين، عدُّوا أنفسكم في الموتى».!!
إذا هو نص توراتي، يعني من الإسرائيليات، وربنا وحده يعلم مدى صحته، تأسيسا على ما ورد في الأثر: إذا حدثكم أهل الكتاب؛ فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: «آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إليكم».!!
لا أريد أن أحمّل المشهد أكثر مما يحتمل، ولكنني شعرت بالقهر بعد أن وصلت إلى هذه النتيجة، وشعرت بالأسف أيضا، لأن المسجد كان مليئا بالكهول، من مختلف «الفئات» الواردة في النص التوراتي، وبدا أنهم كلهم شعروا بدنو الأجل، وخيمت مشاعر الموت عليهم، بدلا من أن يقبلوا على الحياة، والأسف الأكبر أنهم كلهم ربما صدقوا ما قال الخطيب، مرويا عن رسولنا الكريم، وما هو كذلك!
على سبيل التخيل فقط، تصوروا معي كم تحفل حياتنا بنصوص من هذا النوع، تشوه كل شيء جميل في الحياة، وتؤخذ على محمل «القداسة» وهي محض ترهات، أو على الأقل ليس بينها وبين القداسة من نسب!
-2-
ليس بعيدا عن هذه الأجواء، كتب صديقي الباحث بسام ناصر على صفحته في فيسبوك يقول: كلمة صريحة في اختلافات الإسلاميين: بدون مجاملات وبلا رتوش، من يراقب طبيعة العلاقة بين الدعاة والعاملين للإسلام من مختلف الجماعات الإسلامية، لا بل من أصحاب التوجهات داخل الاتجاه الواحد، يروعه المستوى الهابط والمتدني في إبداء الآراء والاعتراض على الآخرين؛ ما يجعلك تقطع بأن كثيرا من الدعاة والعاملين انتقلوا إلى التدين بكافة حمولتهم من العلل المجتمعية الفاشية، وزادوا عليها عناوين دينية عمقت تلك العلل ورسختها في أوساط الدعاة الأكارم.  أزمة أخلاقية تربوية خانقة في أوساط الدعاة والعاملين، من يناط بهم الإصلاح هم أحوج الناس إلى الإصلاح!
لا أريد ان ازيد على كلام صديقي بسام، إذ إن الأمر يحتاج إلى أكثر من «مراجعة» خاصة وأن الخلل ليس في الأغصان والأوراق، بل في الجذور