بكل وقاحة ، نعم بكل وقاحة، وكثيرا ما كتبنا هذه المقدمة ، للدلالة على وقاحة المسؤولين الاسرائيليين في تعاملهم وسياستهم المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي تزداد تعقيدا . فبينما يبحث الفلسطينيون مع جون كيري نيّتهم التوجه الى مجلس الأمن من أجل» قرار» يساهم في إنهاء الاحتلال اللعين الجاثم على نفس العالم ، نجد نتنياهو، يصّرح متشدقا رافضا مسبقا بأية تحركات فلسطينية، لوضع «جدول زمنيّ « لانهاء الاحتلال . وهذا ما يؤكد وبشكل دائم أنه لا تغيير في سياسة إسرائيل الاستعمارية التي تقتل الإنسان الفلسطيني بدم بارد .
وفي هذا السياق ، أقوال نتنياهو تأتي أيضا في وقت الإعداد للانتخابات الإسرائيلية ، فالأقوال والأفعال تنشط في مثل هذه المناسبة . ولعل التصدعات الأخيرة في حكومته مما دعا الى استقالة لفني ووزير المالية مؤخرا، والعمل على انشاء تحالفات جديدة خير دليل على ذلك . . نتنياهو بوقاحة ، يقول بملء فمه ، إنه لا يقبل بوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال ، خلال عامين بعد أن» تجرأ الفلسطينيون لمثل هذا الطلب «، بعد 67 عاما ، من مسلسل استعمار إسرائيل لفلسطين ، والذي بدأوه عام 1948 . يصرح بدأب بذلك في دولته العنصرية ، كما على منصات دول العالم في تجواله الدعائي والمغلف بالخوف من قرار الأمم المتحدة ، رغم «الفيتو الأمريكي المتوقع كالعادة، بالرغم من معرفة أمريكا، سياسة اسرائيل ونيتها لإبقاء الاستعمار لمدة زمنية لا حدود لها ، تقوم بالتغطية على إسرائيل وحمايتها «بالفيتو « في أكثر من عشرات المرات . ولعل حجة نتنياهو اليوم وهو يغتنم الفرص، بأنه يرفض ، احتسابا « للارهاب « الذي يهدد كيانه . يقول هذا والعالم يعرف ، كيف تفرّخ إسرائيل وأمريكا مفاهيم الارهاب ، وتقلب الدفاع عن النفس ، والمقاومة المشروعة في كل دفاتر التاريخ ، وحق من حقوق الانسان ، وإلا لماذا مئات الشهداء ومئات الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال .؟ بنشاطاته المسبقة ، وبتكتيكاته المتحركة، يحاول أن يخيف الفلسطينيين ويحبطهم ، قبل تاريخ الذهاب لرفع الصوت على منبر العالم ، علّه أيضا وقف زيادة تعاطف دول العالم مع الفلسطينيين و كما رأينا في قرارات سابقة من السويد وفرنسا وبريطانيا وغيرها وإن كانت غير ملزمة . يقوم بذلك في الوقت الذي يتحرك الشارع الفسلطيني بنشاطات ، تشي بتصعيدها لانتفاضة ثالثة ، تخيف إسرائيل ، وبخاصة وقد تصاعدت مع اغتيال الشهيد أبو عين .
لعبة إسرائيل وأمريكا الطويلة التي ، تحكمت بالفلسطينيين ، في مفاوضات فاشلة لمدة ربع قرن ، أصبحت مرفوضة بشكل يجب أن يكون حازما . فالمفاوضات كما كانت و للتسلية وتضييع الوقت ، يجب ألاّ تعاد . المفاوضات «إذا « ما بدأت من جديد ، لا بد أن تكون وفق تحديد المدة الزمية لانهاء الاحتلال وبقرار دولّي ملزم ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة الحقوق والواجبات على أرضها، وفق شروط فلسطينية وليس اسرائيلية استعمارية خبيثة . كل هذا يعيه الفسلطينيون ، الذين لا يزالون يتناحرون ، بشكل واضح أو خفيّ ، ويظل السؤال ، ماذا أنتم فاعلون ، بعد الفيتو الأمريكي و المتوقع . ؟