قدمت الاْردن قرارا لمجلس الأمن في الامم المتحدة بالنيابة عن دوله فلسطين يهدف لإنهاء الاحتلال خلال عامين، ولكن ما مدى تأثير هذا القرار على ارض الواقع؟ وهل بالفعل بمقدور الامم المتحدة إنهاء الاحتلال خلال عامين؟ هل هناك نقاط ضعف فلسطينية يحب علاجها بالتوازي مع التوجه الى العالم لإنهاء الاحتلال؟
معظم الشعب الفلسطيني يعرف قرارات الامم المتحدة منذ عام ١٩٤٧ عن ظهر قلب، وللاسف يعرف انها حبر على ورق تقع على اذان من طين في اسرائيل.
لن يكون القرار الاول ولا الأخير تطالب فيه الامم المتحدة اسرائيل بتغير منهجها وانهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. ولكن صدور هذا القرار في ظل الحراك الشعبي الفلسطيني وحملات المقاطعة الدولية لإسرائيل له تأثير لابأس به ويجب ان يأخذ بعين الاعتبار. فلذلك أقول ان هناك حكمة باتباع هذا الأسلوب من تجنيد موسسات العالم ضد الاحتلال وخاصة ان اسرائيل ترفض تقديم اي تنازلات عن طريق المفاوضات المباشرة.
الاسرائيليون والامريكان لديهم كل الوقت للتفاوض اما الفلسطينيون فإذا استمروا بالمفاوضات من غير اي نتائج لن يبقى ارض يتفاوضوا عليها أصلا.
ولكن ما هي آلية التطبيق لأي قرار اممي وما هي الاستراتيجية الإسرائيلية في التنصل من اي نتائج لهذا القرار؟
للأسف، ليس هناك اي آلية لتطبيق اي قرار اممي في الاراضي الفلسطينية. وأما بالنسبة للاسرائيليين فدفاعهم الاقوى هو الضعف والانقسام الفلسطيني.
رسالة اسرائيل للعالم كانت وما تزال: نحن جاهزون للسلام ولكن ليس هناك شريك فلسطيني متحد نستطيع التوصل لاتفاق ملزم معه.
هناك انقسام كبير في فتح وانقسام بين حماس وفتح ولا نستطيع ان نتوصل لاتفاق مع اي منهم ما دام هذا حالهم. هذا هو الرد الاسرائيلي والحجة الاقوى التي يستعملها الاحتلال للدفاع عن سياسته تجاه الشعب الفلسطيني.
لذلك، من اجل ان يكون موقفنا الفلسطيني قوي امام العالم بشكل عام وامام المحتل بشكل خاص يجب ترتيب البيت الفتحاوي اولا وانهاء الانقسام الفلسطيني. دون ذلك سيبقى موقفنا ضعيف امام الكل. وحدتنا هي قوتنا قبل اي قرارات دولية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الان: هل فعلا عباس كرئيس انتهت صلاحيته وشرعيته قادر ان يضع خلفة المشاكل الشخصية بينه وبين خصومه السياسيين في فتح ويمضي قدما من اجل خوض جبهة فلسطينية موحدة لإنهاء الاحتلال؟
حتى هذه اللحظة الإجابة وبحزن هي لا. عباس اثبت انه غير قادر.
لذلك علينا ان ننتخب رئيس يكون موحد للشعب وللهدف وللقضية، لا يكون عنوان للانقسامات مثل عباس.
قرارات قوية ورمز ضعيف لا تعني اي شيء وإحضار رمز قوي هو مسؤوليتنا كشعب وهذا ما يجب ان نعمل عليه في المرحلة القادمة.