لأن اثنين من قادة الاخوان المسلمين ، «في الأردن» أعضاء في مجلس شورى حركة «حماس» فإنه لابد من سؤال هذه «الجماعة» عن موقفها من عودة حركة المقاومة الاسلامية الى الحضن الايراني الدافئ ثم وهل ان هذه الحركة قد ابقت على صفة انها الفرع الاخواني في فلسطين ام أنها قد ذهبت إلى طهران ، وهي نادمة على ما فعلته بخروجها من دمشق تأييداً للثورة السورية ، وتريد تجميد عضويتها في « الجماعة» تمهيداً لطلاق نهائي تحتمه المستجدات التي ستترتب على نقل البندقية من كتفٍ الى الكتف الأخر.
والسؤال هنا الذي سأله كثيرون غيري هو: ألمْ يكن من الافضل والأشرف لهذه الحركة بدل الاتجاه الى طهران أن تتجه الى رام الله وبدل العوده الى باقي ما تبقى من فسطاط وليس «فسطان» الممانعة والمقاومة أن تنسجم مع تطلعات شعبها وأن تنضم لمنظمة التحرير وتتبنى برامجها الواقعية التي بدأت تعطي ثمارها الواعدة بكل هذه التحولات الدولية الواعدة تجاه القضية الفلسطينية.. فالغربة تضيع الأصل كما يقال ويقينا ان « حماس» بارتمائها في احضان الايرانيين بلا قيد ولا شرط وعلى هذا النحو المستغرب ستكون كالمستجير من الرمضاء بالنار وهي ستفقد قرارها الذي من المفترض انه قرار فلسطيني والذي كان في حقيقة الامر بيد المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين.
لقد كان على «حماس» ، اذا كان ذهابها الى طهران بحثاً عن المأوى والتمويل والحاضنة الاقليمية بعد كل هذه المتغيرات التي طرأت على معادلات المنطقة بعد المصالحة المصرية – القطرية المباركة في كل الاحوال ،.. أن تذهب هرولة الى رام الله وأن ترفع شعار: «الوحدة الوطنية الفلسطينية « وأن تطبقه هذه المرة فالأفضل ان يكون «تنازلها» من أجل هذه الغاية النبيلة وبخاصة وهي تعرف تمام المعرفه انها ستجد نفسها ذات يومٍ قريب تقاتل الى جانب حزب الله وإلى جانب كل الميليشيات المستقدمة حتى من أقلية «الهزارا» المذهبية في افغانستان ضد ابناء الشعب السوري وبحجة مقاومة الارهاب!!
ثم ولقد كان على « حماس» أن تأخذ العبرة من تاريخ النضال الفلسطيني المعقد وحيث ان كل الفصائل والتنظيمات التي أُخترعت اختراعاً من قبل بعض الانظمة وأُلْقيت في الساحة الفلسطينية لمنازعة حركة «فتح» على القرار الوطني الفلسطنيني قد تلاشت نهائياً مع انهيار هذه الانظمة والمؤكد ان كل ما حلَّ بهذه التنظيمات والفصائل سيحلُّ بحركة المقاومة الاسلامية التي كان من الاشرف والافضل لها ، بعد انْ ضاقت عليها الارض بما رحبت ، ان تذهب إلى رام الله وترفع شعار: «عفا الله عما سلف» بدل الذهاب إلى طهران لتجد نفسها ذات يوم قريب تقاتل إلى جانب ميليشات حزب الله والميليشيات المذهبية المستوردة من كل حدب وصوب وباسم الممانعة والمقاومة.. وأي ممانعة وأي مقاومة ؟!.
وهنا أيضاً فإن السؤال هو: ما هو موقف الإخوان المسلمين « في الاردن» يا ترى إزاء هذا الذي فعلته «حماس»؟!.. إننا نعرف أن قادتهم أجابة على هذا السؤال سيستنجدون بالقاعدة الفقهية التي تقول :»إن الضرورات تبيح المحظورات» وحقيقة ان حركة المقاومة الإسلامية ليست مضطرة إلى الذهاب إلى طهران ما دام أن لها دوله بأنياب طويله في غزة وما دام ان الرئيس رجب طيب أردوغان كان قد إحتضنها مبكراً.. وما دام أن البديل هو الذهاب إلى رام الله والالتحاق كرقم رئيسيٍّ وفاعل في معادلة منطمة التحرير.
إن هذه المنطقة ستشهد متغيرات كثيرة بعد خطوة المصالحة المصرية – القطرية التي يجب مباركتها وتأييدها ولذلك وعندما يصبح الشيخ يوسف القرضاوي مطلوباً لـ «الانتربول الدولي» فإنه على «إخواننا» أن يتلمسوا رؤوسهم وأن عليهم الا يبقوا يحملون السُّلّم بالعرض.. إن عليهم أن يسارعوا لتصويب اوضاعهم التنظيمية والسياسية وأن «يفكوا» علاقاتهم بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين كما إن عليهم أن يخرجوا من ثوب «حماس»... إنه من غير الممكن الإستمرار بهذه الصيغة الغريبة العجيبة التي يعيشونها والتي عنوانها عضوية المراقب العام ونائبه في مجلس شورى هذه الحركة التي عندما حانت لحظة الخيار إختارت ان تذهب الى طهران بدل الذهاب الى رام الله واختارت ان تعتمر العمامة الإيرانية بدل ارتداء الكوفية الفلسطينية .