تكتُبنا الكلمات، تُسافر فينا، تقطُع حبل الوصل، الممتد بين عام راحل وعام يطلُ علينا من صباحات ممطرة بالوعد القادم، وأمل يشرق على عتبات الوهج المكلوم بصباحات ذهبت بعيدا، حملتها بقايا الريح والاوراق المبعثرة التي تبكي وحدها بلا دموع.
وحدها تبقى فينا ماثلة، حاضرة بقوة، لا تنتظر الرحيل، إنها الذكرى المسكونة، بين الوجع والنبض، وخفقات الوريد، وصهيل أجنحة ترقص فوق غيمات عبرت، دعوها تمر، بلا صهيل، بلا تذكار، بلا هدهدات الليل أو بقايا تذكار فقد حملت منا بقايا الدم واللحم والاحساس.
نودع عاما أخذ منا، كل بقايا الغضب، ونستقبل عاما يحمل لنا البشرى. حاولنا الاقتراب من النوافذ المشرعة، والابتعاد عن خفايا السطور المسكونة، بالخوف والارق ودقات الساعة، التي لا تأتي من بعيد مثل موعد الساعة الخامسة والعشرين...! عبرنا الخط السحري الذي يولد لحظة، لحظة بين حنين الماضي وأنات المستقبل، الذي يحمل التشكيل، لنقول كلمة – وحدها – يجب أن تقال،لكن في فمي ماء.
نصمت على جور المتسلقين الى أن يحين زمن يقترب فيه الحساب ونعرف ويعرفون، أن الغضب لا يهادن «والبواخر» لا تسالم العواصف العابرة، مهما اشتد حولها الهدير، دعوها تمر، بين العتب والسفر، بين حدود المسافات الحبلى بالمفاجآت.
نشعل شمعة ولا ندخل في حالة « الاشتباك « مع الظلام..» نختصر المسافات « التي سكنت على حدود الوجع الذي يترك آثاره في بقايا « الحيطان» المهشمة.
إنه عام جديد، يولد من ثنايا القطرات « والعبرات والنظرات» التي امتزجت على خاصرة الزمن المحاصر، بين السكين والسكين!.عام لا مكان له بيننا فقد مللنا الانتظار..عام يدفن همسات.. عام أخذ منا كل دقات الوجع والانفعال.. عام تسلق على حبال الخوف والدم والغد المجبول برائحة الخبز والبنادق.
عام نُسرع الخطى فيه على أمل أن نرتقي نحو المجد بلا استئذان من أحد أو من قافلة عابرة فوق الموج والهدير..! عام نقول فيه يا كل العالم فلتسمع فلتسمع...!