غزة - الكاشف نيوز : استطاع القياديون في البلاد من المواطنين الشرفاء إدراك مدى عبثية خطوات عباس الاستعراضية، والتي يرغب في تحقيقها فقط كي يقال إن عباس قد صنع شيئاًا للوطن، ولكن صنيعته هذه ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
ففي الوقت الذي يتشدق فيه عباس بمحاولاته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، يعلم أنه بذلك يعطي فرصة أكبر للمساومة على القضية وعلى الوطن والمواطن الذي ما عاد يحتمل الأوضاع المأساوية التي يحيا فيها ليل نهار.
وفي الوقت الذي يبدي عباس فيه انشغاله بحراك سياسي للخارج، يترك الداخل ضحية الذئاب الصهيونية تنهش في الأراضي وتهدم البيوت وتروع الآمنين وتعتقل المساكين وتقتل الكبار والأطفال والمسنين، وتدنس الأقصى بشكل يومي، كل هذا يحدث تحت سمعه وبصره، وهو يلتزم سياسة الصمت، أو إشغال الإعلام بحراكه السياسي الزائف غير المجدي.
وفي هذا الشأن، شن القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار، هجوماً لاذعاً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، عقب إفشال مجلس الأمن الدولي، مشروع القرار "الفلسطيني – العربي" المقدم من قبل الأردن، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق جدول زمني محدد.
وقلل الزهار خلال مقابلة صحفية من أهمية الخطوات التي يجريها الرئيس الفلسطيني في "دهاليز" المجتمع الدولي ، معتبراً إياها مضيعة للوقت. ويرى أن المستفيد الوحيد من تلك الخطوات هو الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الزهار :" ماذا جلب أبو مازن من عضوية المراقب بالأمم المتحدة للوطن (ولا حاجة) ، وكل سنة يدخلنا في معركة ومشروع جديد يذهب من خلاله إلى الأمم المتحدة. وبعدما عمل أبو مازن المشروع الأخير جاءت فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وعدلوا عليه، ولو افترضنا أنهم سيوافقون عليه كيف سينفذ مشروعه في ظل عدم إلزام الأمم المتحدة لإسرائيل بقرارات ذلك المشروع.
ويعتقد الزهار أن الولايات المتحدة يجب عليها أن تلزم إسرائيل بالقرارات السابقة أولاً كــ 242 و338 وقرار التقسيم سنة 47 بالتالي هؤلاء الناس يضيعون الوقت ويتركون مساحة للعالم من أجل أن يستمر في تآمره مع الاسرائيليين والمستوطنين بالتوسع في الاستيطان، حتى يأتي اليوم الذي يستيقظ فيه الفلسطيني فلا يجد له دولة .
ويرى الزهار أن خيار إقامة دولة فلسطينية أصبح مستحيلاً في ظل وجود برنامج تفاوضي سمح تحت مظلته بتمدد الاستيطان في الضفة الغربية و القدس.
وذكر أنه "لو كانت هناك مقاومة في الضفة الغربية لما كان هناك مستوطنات، والدليل على ذلك أن المستوطنين هربوا من مستوطنات الجنوب خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن نتنياهو تكلم عن نيته إفراغ الجنوب إذا ما حدثت حرب جديدة"، قائلاً : "طيب بالمفاوضات ايش عملت انت؟" . في إشارة للرئيس أبو مازن.
وأضاف:" برنامج المقاومة في غزة حقق تحريراً جزئياً لها وطرد منها الاحتلال بالقوة وليس بالتفاوض". وبين أن غزة حافظت على قوتها بتصديها لكافة الحروب التي شنها الاحتلال ضدها.
في ظل الحديث عن برنامج المقاومة وعودة العلاقة ما بين (طهران وحماس)، اعتبر الزهار بان هذا الأمر يفيد القضية الفلسطينية كثيراً، مؤكداً على أنه يجب أن تتطور تلك العلاقة إلى الأفضل لتصلب مشروع المقاومة بكل الوسائل. وقال: "لن أخوض في تفاصيل لأن المستفيد من هذا الموضوع اسرائيل".
وتحدث الزهار عن "مؤامرة" تقودها إسرائيل بالشراكة مع الأمم المحتدة والسلطة الفلسطينية ضد قطاع غزة فيما يتعلق بموضوع اعادة الإعمار، قائلاً : " الذي يعطل دخول المواد جهتان الأولى حركة فتح والتي لا تريد ان تستلم المعابر، والثانية الأمم المتحدة التي وضعت آلية غير صالحة خاصة وأنها بدأت بإدخال مواد بناء للمتضررين بشكل جزئي ". حسب قوله
وأضاف : " فتح والأمم المتحدة شريكة مع اسرائيل التي ترفع صوتها وتقول نريد أن نوسع المعابر وتقول فتح لن نأت إلى المعابر إلا عندما نطرد حماس".
ولا يتوقع الزهار أن تقدم إسرائيل على عدوان جديد ضد قطاع غزة لكنه يؤكد على أنه "لا يجب أن يؤمن مكر الاحتلال الإسرائيلي". وقال :" بالقراءة السياسية اسرائيل ليس لديها استعداد أن تدخل في معركة بعد الهزيمة بغزة".
وذكر أنه من غير السهل على إسرائيل أن تدخل حرباً جديدة خصوصاً أنها تدرك قوة حماس. وقلل الزهار مجدداً من أهمية الحديث الذي يدور حول وجود بعد مسافات بين المقاومة والغزيين على خلفية تعطل عملية إعادة الإعمار.