منذ أكثر من أسبوع والناس في حالة ترقب للعاصفة الثلجية او المنخفض الجوي ، وكنا ننتظر الثلج السبت الماضي لكن مراكز التنبؤ وشركاته اعلنت تأجيله ، ونحن اليوم بانتظاره صباح اليوم الاربعاء ولا ندري كم سيأتي منه ، كما ننتظر « الانجماد التاريخي « يوم الجمعة الذي نسمع احيانا انه سيصل بدرجات الحرارة الى ( 10 ) تحت الصفر واحيانا ( 4 ) تحت الصفر ، و لا ندري ما هي الدرجة الاخيرة التي سنصل اليها.
وحالة الرعب امتدت الى كل الجهات المسؤولة ، وهي معذورة لانها لا تريد ان تكرر التجربة الرديئة العام الماضي التي انتجت سخطا شعبيا ولجان تحقيق ، كما ان جزءا من الاستعداد ايجابي كونه يمثل حرصا على الناس وحياتهم الطبيعية ، لكن الامر وصل للناس ليس كرسالة استعداد بل ساهم في زيادة الخوف لان الناس تتابع التلفزيون والاذاعات والمواقع وعليها كميات تجارية من صور المسؤولين وغرف العمليات وتصريحات المدنيين وعسكريين.
أما الامر الاخر فهو حالة الهلع الغذائي الذي اصاب عددا كبيرا من الناس ، ولعل مشهد المخابز دليل حي ، فالطوابير منذ الصباح الباكر وحتى قرب منتصف الليل ، وبداية الطوابير منذ الاحد أي قبل الموعد الافتراضي للثلجة بأربعة ايام ، وحتى ( رفوف ) خبز الحمام وخبز مرضى السكري التي كانت تعاني من كثافة التجاعيد لعدم وجود زبائن اصبحت فارغة ، وحتى المولات وقد رأينا صورا لمول فارغ على بعض المواقع الاخبارية ، وكذلك الكازيات....
لا نلوم أحدا فكثير منا مارس هذا ، وجزء من هذا السلوك طبيعي لاننا نريد ان يكون في بيوتنا ( رطل ) خبز احتياط تحسبا لاغلاق شوارع ، لكن جزءا اخر من هذا السلوك يمثل مظاهر لحالة الرعب العامة ، فمن يرى درجة حرارة الانجماد ( 10 ) تحت الصفر ، ويشاهد هذه الغرف من العمليات والتغطيات لاجتماعات وحوارات يشعر انه مع صباح الاربعاء سيدخل في كهف مظلم بلا طعام او شراب او ضوء.
لكن المضحك احيانا اننا ونحن نقف ساعات على طوابير الكاز والخبز ونشتري المعلبات – مع اننا لا نستعملها قبل المنخفض–، سنذهب يوم الثلجة لالتقاط الصور مع الثلج ووضعها على الفيس بوك ، وسنخرج من البيوت رغم كل نداءات العميد فريد الشرع ورجال السير.
هي ثلجة نحتاج فيها لبضع كيلوات من الخبز الاضافية وربما تنكة كاز او جرة غاز احتياط ، لكن لا يحتاج احدنا ليشتري بعشرة دنانير خبز مع انه لا يستهلك هذا في ايام اخرى ، لكن ما هو أكثر من ذلك جزء من الرعب العام الذي نصنعه جميعا ثم نقع فيه ثم ننتقده بعد ذلك.
احيانا عندما نشاهد بعض سلوكياتنا غير المناسبة ندعو الله تعالى ان لا يبتلينا بأكثر من ثلجة او لا يختبرنا بغير هدى !.